أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- السّقوط إلى الهاوية














المزيد.....


بدون مؤاخذة- السّقوط إلى الهاوية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 21:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- السّقوط إلى الهاوية
واضح أنّه كلّما تقدّم الفلسطينيّون خاصّة والعرب عامّة مترا في الطّريق إلى السّلام المنشود، كلّما ابتعد نتنياهو وحكومته كيلومترات، وهم يؤكّدون سياسات قديمة ويشرّعونها على اعتبار أنّها أمر واقع، ويغلّفونها بغيبيّات دينيّة ظنّا منهم بشرعيّتها، فمثلا الاستيطان بدأ في المعسكرات تحت مسمّيات اسكان عائلات الجنود الذين يخدمون في الأراضي الفلسطينيّة، وتطوّر إلى اعتباره "نقاط أمنيّة متقدّمة" وتطوّر إلى مدن وبلدات زراعيّة وصناعيّة، ونتنياهو ووزارة خارجيّته الآن يعتبرونه حقّا مشروعا، وهذا يجيء ردّا على دول الاتحاد الأوروبّيّ الذي أعلن مقاطعته لمنتوجات المستوطنات، وفي نفس الوقت الذي ينشط فيه دعاة مقاطعة اسرائيل لارغامها على الرّضوخ لمتطلّبات السّلام العادل فإنّ الكثير من الأسواق العربيّة مفتوحة أمام الصّادرات الاسرائيليّة، تماما مثلما قامت بعض الدّول العربيّة بفتح قنصليّات اسرائيليّة في عواصمها، في نفس الوقت الذي قطعت فيه بعض دول أمريكا اللاتينيّة علاقاتها مع اسرائيل؛ لما ترتكبه من جرائم بحق الفلسطينيّين، كما يقوم بعض كبار رجالات الدّول العربيّة بالاجتماع سرّا مع مسؤولين اسرائليّين.
ويبدو أنّ "الصّديقة أمريكا العظمى" قد طلبت من بعض الدّول العربيّة تقديم دلائل على "حسن النّوايا" لاسرائيل كي ترضخ لمتطلبات السّلام، وكي تتعامل مع المبادرة العربيّة للسّلام التي أعلن عنها بمؤتمر القمة في بيروت عام 2002. ومعروف أنّ اسرائيل قبلت منها بندا واحدا "وهو اقامة علاقات كاملة مع الدّول العربيّة والاسلاميّة" وتجاهلت الانسحاب من الأراضي العربيّة المحتلة في حرب حزيران 1967، بل إنّها ردّت على "حسن النّوايا العربيّة" من اعتبارها "أراضي متنازع عليها" لتصبح "أراضي يهودية يحق لليهود استيطانها."
وابداء "حسن النّوايا" العربيّة الرّسميّة مُهّد له بتمويل وتدريب وتسليح منظّمات الارهاب التي تتدثّر بعباءة الدّين، لتدمير سوريّا، العراق، ليبيا، اليمن، لبنان ومصر، وقتل شعوبها واستنزاف جيوشها، بمال ودماء عربيّة مسلمة، لتصفية كلّ من يمكن أن يواجه اسرائيل أو يعرقل هيمنتها على منطقة الشّرق الأوسط، من خلال "الفوضى الخلاقة" التي ستعيد تقسيم المنطقة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، ستكون اليد الطولى فيها "للجارة اسرائيل والصّديقة أمريكا" بعد تصفية القضيّة الفلسطينيّة حسب متطلّبات المشروع الصهيونيّ، ولتصبح الشّعوب العربيّة مجرّد "حطابين وسقّائين" حسب التّعبير التّوراتيّ.
ومع استمرار النّظام العربيّ الرّسمي بابداء"حسن النّوايا" إلا أنّ نتنياهو وحكومته اليمينيّة المتطرّفة يستعجلون الأمور بطريقة لافتة، فقد أعطوا أوامرهم وسنّوا قوانين تشرّع قتل الفلسطينيّين لمجرّد الشّبهة، بما في ذلك قتل الأطفال والنّساء والجرحى الذين يتمّ تحييدهم ويصبحون في حكم الأسرى، وكذلك احتجاز جثامين الشّهداء، وأكّدوا على التقسيم الزّماني للمسجد الأقصى واستباحته من قبل المتطرّفين اليهود تحت حماية قوى الأمن الاسرائيليّة، وأعادوا قوانين الاعتقال الاداريّ بدون تهمة، كما أعادوا العمل بابعاد بعض المواطنين عن المسجد الأقصى وعن القدس وهدم البيوت وغيرها.
ومعروف عن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيليّة، وحزبه "الليكود" وأعضاء حكومته من حزبه الليكود وحلفاؤهم من الأحزاب اليمينيّة المتطرّفة وضوحهم الكامل في طرح سياساتهم، غير عابئين بردود الفعل الأخرى من الرّأي العام العالميّ، حتى أنّ نتنياهو تحدّى الرّئيس الأمريكيّ باراك أوباما أكثر من مرّة دون أن يرفّ له جفن، أمّا الرّأي العام العربيّ الرّسميّ فهو مغيّب تماما، وفي أقصى حالاته فإنّه لا يتعدّى "الشّجب والاستنكار الخجول". تماما مثلما يتمّ التّطبيع مع اسرائيل بشكل خجول حتّى يصبح أمرا واقعا، وحكومة نتنياهو لن تنسحب من الأراضي العربيّة المحتلّة، ولن تسمح باقامة دولة فلسطينيّة مستقلّة، وما حديثهم عن "حلّ الدّولتين" إلا من باب العلاقات العامّة، ولن تسمح بدولة ثنائيّة القوميّة، وربّما سيأتي يوم سيقومون فيه بعمليّة طرد جماعيّ للفلسطينيّين، لتصبح دولتهم دولة يهوديّة نقيّة، وهم مخلصون لأحلامهم الصّهيونيّة القائمة على التّوسع، تمام مثلما هو النّظام العربيّ الرّسمي مخلص في "حسن النّوايا" التي تطلبها أمريكا، حتى يصل الانكسار العربيّ إلى هاوية السّقوط وقاع الهزائم.
9-12-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرت الأحلام وغابت الرّواية
- الموقف العقلاني من التراث
- دمعة احسان أبو غوش تخدع ظلها في اليوم السّابع
- يوميّات الحزن الدّامي- أنتم السّابقون...
- رواية -غفرانك قلبي- في ندوة اليوم السابع
- أحلام ماجد أبو غوش
- حضن الأمّ
- زغرودة
- قلب الأمّ
- رواية -زمن وضحة- لجميل السلحوت في اليوم السّابع
- فراشة الأديب عمر حمش
- رواية البلاد العجيبة لليافعين جديد جميل السّلحوت
- نتنياهو ورؤاه السّياسيّة القديمة المتجدّدة
- كاملة بدارنة في اليوم السابع
- جماليّات -صور كاملة- بدارنة الملونة
- احتجاز جثامين الشهداء انتهاك لحقوق الانسان
- رواية -غفرانك قلبي..- تطرق الماضي لفهم الحاضر
- رواية رولا لجميل السلحوت والقدس
- رواية الخطّ الأخضر باكورة رولا غانم
- -عيناك لا تراني- في اليوم السابع


المزيد.....




- بهدف جذب السياح.. الصين تمدد فترة الإقامة للعبور من دون تأشي ...
- رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م ...
- مصاد عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة
- عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر في إيطاليا.. 75 ساعة من الجهد لإ ...
- -لبنان لنا- .. إسرائيليون يدخلون لأول مرة جنوب لبنان وينصبون ...
- من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للص ...
- بالصور.. دمشق بعد سقوط الأسد
- من اتفاق السائقين إلى البطاقة الذكية.. ماذا تغير في العشر ال ...
- زعيم حزب -الناس الجدد- في الدوما الروسي رئيسا للمجلس الإشراف ...
- الخارجية الروسية: الولايات المتحدة تحاول تغيير السلطة في كوب ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- السّقوط إلى الهاوية