حمدى عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دخول قوات أجنبية برية إلى العراق وسوريا وليبيا سيعني تماماً أننا سنكون في نهاية هذه المعارك الدولية الدائرة على أراضي المنطقة العربية أمام واقع جديد وشرق أوسط جديد ستتمخض عنه تقاسيم حدودية جديدة وربما دويلات جديدة
وشروع تركيا في الدخول البري إلى الموصل بالعراق وقبل ذلك توثيقها للعلاقات مع الناتو يؤكد ذلك
ويعني أن الدولة التركية استبقت الجميع إلى التدخل البري الأجنبي عبر العراق لأنها:
أولاً : قد أمنت لنفسها دوراً أكثر وظيفية داخل الحلف الأطلسي قد يعفيها من بعض التنازلات التي قد تتطلبها تسويات مابعد الحرب وخصوصاً على صعيد المسألة الكردية
ثانياً: هي تعمل على الخروج من تسويات الشرق الأوسط والتأهل للشرق الأوسط الجديد بأكبر المكاسب وأكثر للشروط ملائمة لوضع تتمنى أن تكونه كدولة إقليمية كبرى لها تاريخها الإمبراطوري الاستعماري الذي يراودها كحلم من زمن لآخر
ثالثاً: فهي قد اقتربت من منطقة الغني النفطي العراقي الموصل..
الدخول البري التركي إلى العراق غير مشروع بفعل عدم دعوة الدولة العراقية للأتراك ولاغيرهم للتدخل حتى الآن
ولكنها للأسف شرعية لاتستند على قوة تحميها في عالم يعتمد شرعية القوة لاشرعية القوانين الدولية وبعد أن تم تفكيك وتشتيت الجيش العراقي والقضاء شبه التام على عقيدته القتالية
وإلى أن يصبح التدخل الأطلسي الأوربي البري واقعاً على الأراضي الليبية المجاورة لمصر
فمن لايعتقد أننا نعيش حالة حرب فكأنه لم يطالع لا التاريخ ولا مايحدث من حوله من أحداث تتحرك نحو واقع شديد التعقد ويحتاج منا إلى التبصر بالمصالح القومية العليا للوطن
لست هنا أستخدم فزاعات ما
ولا أوجه الأنظار نحو خطر ما على حساب خطر ما
لكنني أدعو الجميع إلى التبصر في اللحظة التاريخية التي يعيشها الوطن فلا يمكن تحليل الأحداث التي تخص الوطن بمعزل عما يدور في محيطنا وعمقنا وجوارنا الجغرافي ودونما أن ندرك ماهي المصالح والإستراتيجيات التي تحرك القوى الدولية وتجعل من موضعنا الإقليمي أرضاً للصراع والصدام وإعادة توزيع نقاط الإرتكاز وإعادة رسم الخرائط على الأرض التي تحملنا نحن
#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟