|
حوار فايسبوكي مع الشاعر السوري عبد الله سليط (7)
محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 08:53
المحور:
الادب والفن
عبد الله سليط : مساء الخير ، أو بالأحرى صباح الخير. محمد هالي : أنت كلك، صباح تتلألأ كأشعة الشمس عبد الله سليط : الصباح جزء من نوركم، والشمس تستمده منكم، أهلا بكم صديقا عزيزا محمد هالي : أهلا ، لكن النور قد يكون لطيفا ،أو قد يكون محرقا عبدالله سليط : تلك النار وليس النور، النور لا يكون إلا نورا محمد هالي : الفرق هو أن يتحول الألف إلى واو عبد الله سليط : لا، أبدا، الفرق أن يتحول النور إلى نار ، والضوء إلى حريق محمد هالي : بالشعر كل شيء ممكن عبدالله سليط : الشعر تعبير عن الواقع ، ولا يمكن أن يرمي إلى عكس ما يقصد محمد هالي : القصيدة تفبرك النار لتصبح نور أو العكس عبدالله سليط: القصيدة تفبرك الصورة ، ليصبح النور علما ، والشمس حرية ، والفجر ولادة... محمد هالي : هذا شعر واقعي، لكن الشعر المتعالي قد يخلق كل شيء عبدالله سليط : ولكن لا تستطيع أن تسمي الشر خيرا أو العكس محمد هالي : قصة الشر و الخير من صنع الإنسان، لأنه صانع للقيم .. عبدالله سليط : يا صديقي نحن في القصيدة، والشعر، للصورة مدلولاتها التي لا يمكن أن ترمي إلى عكسها محمد هالي : لتبقى كذلك، ماذا تصنع بك القصيدة عبدالله سليط : هههههههه تكتبني محمد هالي : كقصيدة، أم كتجلي لصورة الكلمة في الواقع. عبدالله سليط : أنت تسأل عن قصيدتي أم عن قصيدة أقرأها محمد هالي : عن ما تنتجه بالحروف، يعني عن ما تكتبه. عبد الله سليط :هي بالغالب حالة مشاعرية، يتوغل الخيال في دهاليزها، مستكشفا ما استتر من تلك الأنفاق، ليعكس ما أدركه خيال الشاعر، بما يمكن أن يرسمه من صور تصل للمتلقي معبرة عن ما لم يراه قبلها، وبالغالب هذا التعبير ناقص. محمد هالي : لكن هذه الصور الكثيفة، توحي بأنك متخيل، و تحاول القصيدة أن تموقع هذا الخيال. عبدالله سليط : فللشعر حالات، و نبوءات، ووحي، ومشاهدات، ترسم دهشته، بما رآه الشاعر، ولم يراه المتلقي قبل قراءة القصيدة، محمد هالي: بمعنى أن القصيدة فرضية يحولها الشاعر مسلمة للمتلقي عبد الله سليط: كيف يكون ذلك؟ القصيدة بنت الواقع وصورته. محمد هالي: لكن الشاعر ينسلخ عن الواقع ليبلغه بصور أخرى، الشعر بلسم عبد الله سليط: أي شاعر ينسلخ عن الواقع ليس شاعرا، لا يجوز للشاعر أن يكون إلا واقعيا والسرمدية ليست انسلاخا عن الواقع، : بقدر ما هي ملابس مزخرفة يلبسها الواقع في القصيدة محمد هالي: شدو الشاعر يختلف عن شدو الطير في الطبيعة. عبد الله سليط : شتان بين هذه وتلك.. الطير يشدو بغريزته، أما الشاعر يشدو فرحا إن لامسه الفرح ويشدو حزنا، إن عاش أتراحا، ويبرع في إيصال حالته للمتلقي محمد هالي: إذن القصيدة حسب رأيك واقع بالكلمات، إنها تعبير عنه، أو ثقافة تنبع من الذهن لا من الغريزة، لكن هل القصيدة تنبع من غريزة الشاعر، لا لشيء سوى كونه يتمتع بغريزة الإبداع؟ عبد الله سليط: صديقي إن شدو الطير ينبع من غريزته، هذا ما قلته ، أما الشاعر فيمتلك كثير من الملكات أقلها الغريزة كي يتمكن من صياغة القصيدة محمد هالي: أفهمك، لكن شدو الشاعر ينبع من تخيله عبد الله سليط: ليس فقط من تخيله، بل ينبع من الواقع ويعمّد الفكر بميرون خياله ليطلقها مطهرة منتقاة، يا صديقي كثيرون من كتبوا عن سوريا أو عن فلسطين أو اي واقع مرير، ولكن قليل منهم أوصلنا للدهشة في معالجة الطرح محمد هالي: واقعية الشعر لا تخلو من بعض الشطحات التجريدية، تفصل الواقع عن ما يفكر فيه الذهن، القصيدة تخلد الواقع بصور مختلفة عن الواقع الذي انتجها عبد الله سليط: بأشكال مختلفة، ولكن بواقعية وصدق محمد هالي: من هنا تصبح القصيدة ألطف من الشر الذي انتجها، أية قصيدة تسطيع أن تصف الواقع العربي المريض، فهي ستكون تمثل الخير في كل الشرور المحيطة بها عبد الله سليط: يا سيدي القصيدة تصف الواقع بخطوطه العريضة، ولا تتمكن من استيفاء كافة تفاصيله، ولكنها غالبا ما تتمكن من توثيق المرحلة محمد هالي: صدقية الشاعر إذن تتمثل في التأريخ للحدث، و لو بصورة أقل من الواقع الأليم عبد الله سليط: لا يا سيدي ، الشاعر قد يكون فيلسوفا وشاعرا محمد هالي: صحيح، لكن الفيلسوف و الشاعر لا ينفصلان في الرؤيا للواقعية عبد الله سليط: ولا يتحدث عن حوادث وكوارث فقط، بل قد يكتب وجدانيات تستنهض الفكر أحيانا وتسمو بالمجتمع إلى حد ما، إلا في المعالجة أحيانا يكون الشاعر مثاليا في طرحه افلاطونيا محمد هالي: فقط الشاعر يتحدث بإطناب عاطفي مجرد من حيث الغلو الفهمي هبد الله سليط: ولكن الواقع ليس كذلك محمد هالي: اما الفيلسوف فيتحدث بلغة المباشرتية و كله أمل في توظيف إيديولوجية التفلسف لنصرة قضية ما، الشاعر فيلسوف بدون حلول عبد الله سليط: الفيلسوف يغوص في تفاصيل التفاصيل بما لا يتمكن الشاعر من الوصول الى دهاليزه محمد هالي: و الفيلسوف شاعر يطمح إلى الحل، عبد الله سليط: الفيلسوف ينتج مجتمعا وكيانا وقوانينا محمد هالي: صحيح عبد الله سليط: الشاعر يصور ويدون ويوثق محمد هالي: إذن الشاعر و الفيلسوف يتكاملان عبد الله سليط: لا أستطيع أن اقول يتكاملان: فالفيلسوف موجود قبل المجتمع، أما الشاعر لاوجود له قبل المجتمع، ولكن على الشاعر أن يكتنز الكثير من الفلسفة، لينتج القليل من الشعر.. محمد هالي: لهذا صداقة الشاعر للفيلسوف ضرورة تمليها أحداث الواقع المعبر عنها، بل أن المجتمع منتج للفيلسوف و للشاعر، فهم يتعانقا في صميم الإبداع عبد الله سليط: إلى حد معين، وليس بالمطلق، فشاعر الغزل لا يحتاج أن يكون فيلسوفا، وشاعر الوصف يحتاج أن يكون فنانا، وشاعر الفكر عليه أن يكون فيلسوفا محمد هالي: دخلت الآن في تصنيف الشعراء، و في التصنيف يحدث القطع، و التمايز.. عبد الله سليط: أنا لا أصنف ولكن أنوه وأعطي معايير، هذا ما كنت أود أن أروم له، فالفيلسوف يستطيع اختراق الرقيب، ولكن الشاعر يسقط تحت مقصه، فيضطر للتعبير بما لا يتمناه.
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر و الفنان عادل المتني(6)
-
اثنان في واحد
-
حوار فايسبوكي مع الموسيقار و الفنان كاردو بيري
-
اليسار المغربي و التعليم أم التعليم بدون يسار؟
-
صرخة مجنون العرب
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني(4)
-
حوار فايسبوكي مع خالد الخياطي (3)
-
كاترينا أو سوريا كما تصورتها قصيدة عادل المتني(4)
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني (2)
-
-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(3)
-
-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(2)
-
-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني
-
-غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الأخ
...
-
-غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الثا
...
-
-غربة الأوتاد- المثنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة
-
كيف حولت الزعري امرأة الهزيمة إلى امرأة النصر؟
-
المرايا، و حقيقة العالم العربي، كما ابتدعتها الزعري
-
حميد المصباحي و سنفونية -عفا الله عما سلف-
-
الواقع بلغة الشعر تحبكه -أمينة الزعري
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|