أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل مطر - السماء تذرف دمعاً ثقيلاً














المزيد.....

السماء تذرف دمعاً ثقيلاً


أمل مطر

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


السماء تذرف دمعاً ثقيلاً ...عجلات السيارات المسرعة في الطريق تهذي خوفها ...الناس يتراكضون مثل طيور فارة من إطلاق رصاص الصيادين ‘كل شيء ينذر بالموت المفاجئ
عربدت السماء متحدية صوت صافرات الإنذار.
هي لأتدرى في أي دار تحتمي ؟! وأي طريق تسلك ؟! بدأت الأرض تهتز تحت قدميها من شدة ارتطام القنابل التي اسقطتها الطائرات المحلقة على الأبنية والشوارع.
ألسنة النيران تلتهم الأشجار تلتهم الأبنية المتساقطة على ساكنيها .... الدخان ...الاتربة ...رائحة البارود والموت ملء المكان ...يصهل داخل رأسها الصغير شيء مدوي كان الرفض متربصاً لكل ما يحدث تدور الصور عبر فلم العشيرة الذي أخذ حيزاً كبيراً أنداك .... تدور الصور عبر ازمنة الملوك والسلاطين الجائرة التي أدخلت البلاد في آتون الحرب.
فتشت عن مسار يحميها .... اختارت طريقاً خالياً من المارة والسيارات ‘لم تسمع الان غير لهاث تنفسها السريع ووابل المطر المتساقط بشكل عشوائي وطقطقات حذائها ...تنتابها رعشة الرعب والخوف المميت يرتد صوت صافرات الإنذار معلناً انتهاء الغارة الجوية الرعناء ‘تسأل نفسها بصوت مرتعش لحد اللعنة ‘أين الملاجئ التي تحمي الانسان ؟! وأين السلطان الذي يخاف على شعبه من الدمار والقتل.
صحت في ذاكرتها أعوام الطفولة الغافية والمتأرشفة بشكل عقلاني عميق بعمق زمنها على نهر ديالى وبستان والدها وبيت أمها العتيق.
سمعت زقزقة العصافير والزرازير .... سمعت الحمائم تغني (كوكوكتي وين اختي بالحلة اشتاكل باجلة وشتشرب ماي الله) قافلة الرجوع الى اسرتها على اغصان التوت واغصان أشجار البرتقال والليمون وقت الغروب .... وتراءى امام عينيها سرب من الطيور المهاجرة محلقة في سماء المدينة ناوية الرحيل.
ماتزال البيوت المتراصة بعيدة عن خطواتها كانت تفتش عن وجه أمها الذي غادرها منذ زمن بعيد ...تفتش عن بيت أمها العتيق تفتش عن شجرة التوت المعمرة الوارفة الضلال المحملة بثمر التكي الأبيض الحلو المذاق والتي كانت لها علاقة متينة ربما الإلهية منذ نعومة اظافرها تختبأ بين اغصانها الغضة كلما أراد والدها عقابها عن امر ما يصدر منها بطفوله عفويه.
أعلنت صافرة الإنذار عن قدوم غارة جوية جديدة .... ثلاثة وثلاثون دولة صبت جام غضبها على العراق ‘على شعب العراق الأعزل .... عن ماذا ؟!
تساؤلات تتلوها أخرى دون جواب وانت أيها السلطان الجائر لمَّ أدخلت الشعب صومعة الألم ؟! ولمَّ أدخلت الرعب في القلوب ؟! ولمَّ أدخلت كل باب جندي مقتول ؟! ولمَّ ذبحت قلوب الأمهات الثكالى ؟! ولم َّ قتلت انسانيتنا ...ا أطفالنا ...شبابنا ؟! ولمَّ هدمت البنى التحتية لبلدنا العراق ؟! أسئلة تصهل في الذاكرة تدور وتدور وتدخل في حلقة مفرغة لانهاية لها.
صرخت بقوة شقت وجه السماء ‘تراقصت حولها أشباه الملوك والسلاطين الرعاع ...اهتزت امام عينيها عروش الجبابرة اللئام ...تهاوت المدن وارصفتها تحت أقدام حكام الغرب ...
انطلق وابل الرصاص هذه المرة من فوق أسطح المنازل والابنية العالية تطارد طائرات العدو ...حاولت الإفلات منها ودخلت ازقة وطرق متعرجة مثل حصان جامح ...مثل ريح عاتية .... مثل برق السماء.
وعند الباب وقعت صريعة من رصاص بلدها مضرجة بدمائها امام بيت أمها العتيق تظللها شجرة التوت العالية.



#أمل_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...
- الجزائر: ترشيح فيلم -196 متر/الجزائر- للمخرج شكيب طالب بن دي ...
- وفاة النجم الأمريكي الشهير تيتو جاكسون


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل مطر - السماء تذرف دمعاً ثقيلاً