مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 09:28
المحور:
الادب والفن
ألمحها من بعيد تهبط ببطء تخرج فى ميعادها اليومى .اسير خلفها منذ 6اشهر ،كل لحظة اخشى ان ترانى فتجمعنى عيناها ..احبس الدموع ..يغشى عليها ،يلتف الناس من حولها .اركض اقاوم الزحام ..اضع راسها على ركبتى ..امسح العرق على جبينها وانفخ فى وجهها نسمات الهواء
تفتح عيناها ..اهمس "امى " تنفض يداي عنها ..يساعدوها على الوقوف ،ترحل ولا تلتفت ..
بالكاد ارحل ..ادير باب شقتى ..لايزال يجلس هناك يشاهد التلفاز منذ اشهر ..بلا حراك لم يدر لى وجهه ،يهرب من شجارنا اليومى ،بالامس لم اتمالك نفسى صرخت بوجهه "لقد تركت امى اشقائى كل من احببت لاجلك انت ولم تدفع لاجلى شيئا "
اغلقت بابى بعنف ..اتطلع فى غرفتى بغضب ..اسمع صوته يرحل
اخرج صورتها من محفظتى اتاملها اسال نفسى اكانت تعلم حقيقتة ،بعدما رحلت معه كل يوم لحظة اعض على شفتى يصرخ داخلى "سامحينى"
اللحظة التى حرمت فيها نفسى الامومة عرفت ما قاسته طوال سنوات غيابي شعرت انها لعنه بكاءها الطويل لحقتنى منعت عنى الامومة ..
غاب انتظرته لم يعد ..زفرت فى ارتياح ..اصبحت اختنق من الهواء الذى اتنفسه معه ..
ركضت عليها مع مطلع الشمس ..طرقت الباب بقوه اكثر ..اعلم انها بالداخل
فتحت سالت لما اتيت الان؟قلت سامحينى
صرخت سنوات بحث عنك لاادرى حية او ميتة ..سرت فى الطرقات ابحث عن دليل ،سخر منى القريب والغريب حتى لماذا لم يكن لديك الشجاعة لتقوليها
اجبتها بصدق كنت بعيدة لم تستمعى ..حاولت اغلاق الباب بوجهى ،امسكت به بقوه
صرت اصرخ "سامحينى ارجوك"لم اعد احتمل ان اعيش بدونك لقد احتملت خسارة كل من احب عدا انت ...سقطت على الارض جلست بجوارها ..اقبل يدها تحاول جذبها ،اشدها بقوة تهدئ ..اضع راسى على صدرها اتمتم "اقبلينى"تصمت عيناها تشرد بعيدا عنى .....
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟