أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (3)














المزيد.....

أديب في الجنة (3)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 7 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


ما أن ودع الملك لقمان آخر ملك من المستقبلين حتى انطرح متهالكا على أريكة في صالون القصروالعرق يتصبب من وجهه ودخيلته تضطرم بصراع فظيع بين شخصيتين تسكنان مخيلته وتطبقان على روحه المتعبة . محمود شاهين الأديب ولقمان الملك . الأول واقعي والثاني متخيل أسطوري . ومشكلة شاهين الواقعي أنه يشك ليس بوجود لقمان الأسطوري فحسب بل بما سيقدم عليه من أفعال لا تتقبلها حتى أساطير السابقين واللاحقين . الأول أمضى حياته مشردا ، ما أن يخلص من تشرد حتى يغرق في جحيم تشرد جديد. والثاني يطمح في تحقيق أحلامه الجنونية بإقامة عالم تسوده قيم المحبة والخير والعدل والجمال ، ولو على أيدي جن وشياطين يتخيل وجودهم !
كانت الملكة تجثو على ركبتيها أمامه واضعة يديها على فخذيه داعية إياه إلى الهدوء متضرعة إلى الله أن يحميه ويقف معه !
هتف فجأة متسائلا :
- من أنت ؟
- أنا الملكة نور السماء حبيبتك وزوجتك التي تركتها من عشرين عاما وعدت إلى كوكب الأرض !
- ومن أنا ؟
- أنت الملك لقمان !
- كذب !
وكرر الكلمة مرتين بانفعال متزايد"كذب ! كذب ! "وأطبق راحتيه على رأسه بعنف .
ألقت الملكة نفسها إلى جانبه واحتضنته ضامة رأسه إلى صدرها وراحت تقبله وتجفف عرقه بمنديل حريري . راح يهدأ شيئا فشيئا وما لبث أن رفع رأسه عن صدر الملكة وهتف متسائلا " أين الملك شمنهور ؟ "
وخلال لحظة كان الملك شمنهور ينتصب واقفا أمامه ليهتف :
- أمر مولاي !
- اسمع ! أريدك أن ترسل فورا مليار جني مغوارمخفيين إلى كوكب الأرض لينزعوا السلاح من أيدي البشر جميعا دون أن يريقوا نقطة دم واحدة . لا أريد أن يبقى بين أيديهم حتى قطعة مسدس . ليقذفوا كل شيء على سطوح أبعد الكواكب . أريد أن أرى الطائرات والسفن والبوارج وحاملات الطائرات والغواصات والطوربيدات والصورايخ والدبابات والمجنزرات والبنادق والرشاشات تقذف في الفضاء كقطع الكرتون . وثانيا :أريدك أن ترسل جيشا يجوب البحار ويساعد المهاجرين على اجتيازها ويقدم لهم الطعام والشراب واللباس ويؤمن وصولهم إلى البلدان التي يقصدونها . ويبني بيوتا للاجئين السابقين ويقدم لهم كل ما يحتاجونه . وارسل من يبني المدن والقرى المهدمة في البلدان المختلفة ويقدم للناس كل ما يحتاجون إليه . هيا !
- مولاي سمعت أن الفلسطينيين بدأوا يستخدمون السكاكين في قتالهم !
- اسحب من أيدي الفلسطينيين وغيرهم من الشعوب كل من يشرع سكينا أو سيفا أو أي أداة للقتل والضرب حتى لوكانت عصا !
- أمر مولاي !
- وفقك الله !
ليتفضل مولاي ويجلس على شرفة في القصر ليمتع ناظرية بأسلحة الدمار وجيوشي المغوارة تقذفها في الكون الفسيح !
أرعد الملك شمنهور بصوت هائل ملقيا أوامره على جيوشه الهائلة . ولم تمر سوى لحظات حتى راح الفضاء يتقاذف الأهوال وكأنه يوم القيامة ، فيما عم الذهول سكان كوكب الأرض وقد أدركوا أن الإرادة الإلهية قد تدخلت لإنقاذ الكوكب من الحروب !
صعد الملك والملكة إلى أعلى شرفة في القصر وجلسا يتمتعان برؤية الأجسام المتقاذفة في الفضاء وكأن ريحا هوجاء تعصف بها .
للحظات أحس الملك لقمان أنه يعيش واقعا لا خيالا فانفرجت شفتاه عن ابتسامة طفيفة وهو يضم رأس الملكة إليه ويقبلها بحرارة .
*****



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أديب في الجنة ! (2)
- أديب في الجنة ! (1)
- أديب في الجنة !!
- رحيل إلى المطلق الأزلي على طيف ابتسامة !
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (3)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون (2)
- نظرية الأوتار وتفسير الكون ! (1)
- هل تدرك الطاقة وجودها وهل تعرف أنها خالقة ؟ (2)
- هل الطاقة السارية في الكون تعرف أنها خالقة وأنها الله ،وهل ت ...
- في المادة والطاقة وتجلياتهما !!
- آه يا إلهي .. كم نحن حزناء ؟
- أقوال ومقالات . في الخالق والخلق والجنة والناروالمرأة والجنس ...
- آه يا أمي . آه يا حبيبتي . كم أنا حزين من أجلك !
- إعلان هام إلى من يعنيهم تاريخ القدس ولديهم معلومات عنه !
- هل نحن كنعانيون حقا ؟ وهل القدس يبوسية أم كنعانية ؟
- ما العمل مع هذه العاهرة حبيبتي وعدوتي اللدودة ؟
- هل تدرك الطاقة وجودها وتعيه تماما ؟!
- شاهينيات صادمة جدا في الحب والجنس والوجود والخلق والخالق وال ...
- شاهينيات أ: في الخلق والخالق والتخلف !!
- سلطة النص أم سلطة العقل ؟!


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (3)