يوسي سريد


يعقوب ابراهامي
2015 / 12 / 6 - 18:52     

"أنار الطريق لبناء يسارٍ صهيوني جديد" - جدعون ليفي ينعي يوسي سريد
"واضحٌ للعيان الصدق في خطاب أبو مازن في الأمم المتحدة. لا أبو مازن هو المحرض بل إن بنيامين نتنياهو هو أبو المحرضين: التحريض مهنته – في الداخل وفي الخارج" - يوسي سريد في اكتوبر الماضي.

في نهاية الآسبوع المنصرم، في 4.12.15، رحل يوسي سريد (1940-2015). رحل رمزٌ من رموز اليسار في العالم وفي اسرائيل، ركنٌ شامخٌ من أركان حركة السلام الإسرائيلية، مناضل لا يعرف الخوف ضد الفاشية والحرب، مكافحٌ عنيد من أجل السلام الإسرائيلي-العربي، مدافعٌ بلا هوادة عن حقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية ومن أجل اسرائيل ليبرالية ديمقراطية، من أجل اسرائيل دولة يهودية ودولة كل مواطنيها.

"أمران يمنعان النوم عن عيني: احتلال الأراضي الفلسطينية وانعدام العدالة الإجتماعية" – كتب يوسي سريد قبل حوالي السنة – "وكلاهما يهددان وجود اسرائيل. إذا استمرا وتعمقا فإنني أشك في إمكان ضمان مستقبل دولة اسرائيل".

جريدة "الإتحاد"، جريدة الأقزام في الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل، نشرت ما يلي عن يوسي سريد الذي، عندما كان وزيراً للمعارف في عهد حكومة رابين، أدخل تدريس أشعار محمود درويش إلى مناهج التعليم في المدارس الإسرائيلية، رغم الهجوم العنيف الذي واجهه من اليمين الإسرائيلي:

"فقد شهدت مسيرته السياسية، في صفوف حركة "راتس" التي انتقل اليها من حزب "العمل"، ومن ثم عضويته في "ميرتس"، تقلبات سياسية، خاصة وأنه لم يكن في الفريق الأكثر جرأة في هذا "المعسكر" المسمى "يسار صهيوني". وهو معروف بمقولته الشهيرة للشعب الفلسطيني، مع اندلاع العدوان الاحتلالي الإسرائيلي في العام 2000 على الضفة والقطاع: "ابحثوا عني"، وهي لم تكن مجرد تصريحا عابرا.
"ابحثوا عني"، عكست النظرة الاستعلائية الصهيونية، حتى في صفوف ما يسمى بـ "اليسار الصهيوني"، الذي تميز على مدى السنين بميوعة مواقف وتقلبات، بحسب موقعه السياسي، في سدة الحكم أم في المعارضة. وإن وجدت بعض الاستثناءات في هذا "المعسكر"، فإنها استثناءات على المستوى الشخصي، وليس الموقف السياسي الجوهري "للمعسكر".
واستنادا الى جوهر الفكر الصهيونية- الفكرة الصهيونية- في جوهره عنصري اقصائي استعماري رأسمالي- فإنه لا يمكن أن يكون في هذه الحركة يسار حقيقي، بمفهومنا نحن. بمعنى التمسك في آن واحد بمواقف العدالة الاجتماعية، وحقوق الشعوب"

لم يكن يوسي سريد في الفريق الأكثر جرأةً – يقول هؤلاء الجبناء الذين لم يقم طاغية في العالم العربي، من صدام حسين إلى بشار الأسد، إلاّ وانحنوا أمامه صاغرين، ولم يظهر محرضٌ حقير (رائد صلاح مثلاً) إلاّ وقبّلوا التراب من تحت أقدامه.
الحزب الشيوعي العربي في اسرائيل يحث الخطى سريعاً نحو مزبلة التاريخ وبئس المصير.