أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين الأجتماعي ونظرية الدولة














المزيد.....


الدين الأجتماعي ونظرية الدولة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 12:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدين الأجتماعي ونظرية الدولة

واحدة من أهم منجزات الدين التأريخية أنه أعاد مفهوم الجماعة الطبيعية للمجتمعات البشرية ونظمها ورغب في الأنتماء لها تحت شرط الإيمان الجماعي بمقتضيات الإيمان به ,وهذا بحد ذاته أنجازا بنيويا مهما يحسب للدين ومنهجه الطبيعي والتي كثيرا ما تغافلها رجال علم الأجتماع وأبتعدوا عن الإشارة له في الحديث عن هيكلية المجتمع وأسسه العامة ,لولا العلاقات التي أفترضها الفهم الديني وطبقها في الكثير من الممارسات التعبدية التي حرص ومن خلالها إلى إعادة بناء مفهوم المجتمع وروابطه لكانت هذه التجمعات تفقد الكثير من المبررات التي يمكن أن تستخدم لتفريق المجتمع وتشرذمه خاصة مع وجود الدوافع الذاتية في الأنا الفردية المتضخمة والأنا الفردية الأجتماعية ,الدين أعاد صياغة الطريقة التي تحفظ للإنسان الرغبة في أن يعيش في مجموعة مترابطة من الأشخاص الذي ينتمون لهدف واحد ويسيرون عادة وفق خط متقارب تحت سقف جامع هو سقف التكليف الديني .
مفهوم الدين الأجتماعي غير مفهوم الدين العقائدي فالأول يهتم بدراسة قوة الدين كعامل تنظيمي أساسي من عوامل بناء أو تقوية بناء الأسس الأجتماعية داخل منظومة المجتمع ,سواء أكان هذا المجتمع مؤسسة أو علاقة عابرة ,في مؤسسة الدولة يقوم الدين بوظيفة تحديد الهوية العامة للمجتمع وخاصة في المجتمعات التي تتمحور حول مفهوم الهوية مثل المجتمعات الدينية القديمة والتي تحول مفهوم الدين فيها إلى رابط عام يحدد هوية المجتمع أو الفرد , تقريبا يمكننا أن نؤشر أن كل الدول والأمم القديمة وحتى إلى وقت قريب كان العامل الأجتماعي الديني هو الفاعل الأول لتكوين هذه المجتمعات ,وحاليا هناك دول كاملة وحقيقية تنتمي لهذا الفهم كالدولة السعودية وإيران والفاتيكان أو تسعى لأن تجعل من هذا الوصف أطار عام كالكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة .
تتميز العلاقة الدينية الأجتماعية بالكثير من الأستقرار والديمومة تبعا للهاجس الديني الذي يحميها من التبعثر والتشتت ,في حين أن مصطلحات أجتماعية أخرى مثل الوطنية والقومية والكثير من المفاهيم الأجتماعية التي تأسست عليها بعض الدول والمجتمعات سرعان ما أنهارت بسبب نقصها الدافع الروحي الذي يشد من قوة العلاقة الأجتماعية , على العكس من الرابطة الأجتماعية الدينية التي ما زالت تربط الكثير من الأفراد والمجموعات البشرية برغم تفكك الروابط التي كانت تجمعها أما في أطار دولة أو مجتمع موحد , فمازال المسلمون لليوم وبالرغم من تفكك الدولة الدينية التي كانت تضم الكثير من الأطياف والأجناس والأمم تحافظ على هذا الرابط وتجمع أكثر من بقية الروابط الأجتماعية الأخرى وخاصة رابطة الدم الواحد .
كذلك تبعث قضية أجتماعية الدين الكثير من المخاوف الحقيقية خاصة عندما تتضخم مسألة الأنتماء للجماعة الدينية وتقديمها على المصلحة الأجتماعية سواؤ الوطنية منها أو الأجتماعية الصرفة , أو عندما تكون للدين أكثر من صورة أو أكثر من منهج بالدين الواحد أو بين عدة أديان , هنا يتحول النزاعي البشري من نزاع مصالح إلى نزاع ذاتي خالص يحركه الأنتماء أو الشعور بالخوف من أو على هذا الأنتماء, ولقد شهدت الكثير من المجتمعات الإنسانية الويلات والحروب نتيجة هذه المخاوف أو التعديات بين صور الدين الواحد أو بين الأديان ومسمياتها , فلا ننسى مثلا الحروب الصليبية ولا ننسى الحروب الأوربية الداخلية التي كان عامل الدين سببا في إشعالها وصولا اليوم إلى الحروب الإسلامية الداخلية بين مكونات الدين الإسلامي أو ما يسمى بالحرب المذهبية والطائفية .
الدين الأجتماعي بما يفرض من قوة في العلاقة البينية بين الفرد والأخر وما يبنى على هذه العلاقة من تلاحم وتكاتف تتحول وبلا سابق إنذار إلى مجموعة من الألغام المتفجرة إذا أخرجت هذه العلاقة من أطارها الأجتماعي إلى الإطار السياسي لتستخدم وبعنف ضد المجتمع وأفراده بذات القوة أو أكثر حينما تكن رابطا إيجابيا يحمي المجتمع ويشد من قواعد الربط فيه .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة
- الحرية الدينية والجزية ح5
- الحرية الدينية والجزية ح4
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الدين الأجتماعي ونظرية الدولة