بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 20:36
المحور:
الادب والفن
الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد اتجاه الحياة
هذا الفيلم للمخرج الالماني راينر فاينر فاسبندر استقبل ببرود شديد مع شيء من الضحك،ولم يبين هذا الفيلم الذي يعشق غودار والسينما الأمريكية بانه سوف ينجب مخرج كبير يدعى فاسبندر.
الفيلم مهدي اصلا الى مجموعة من المخرجين منهم كلود شابرول وايريك رومير وفيه تظهر لأول مرة هانا شيغولا ملهمة فاسبندر وصاحبة الحضور الأبرز في كل افلامه.
وضمن الميزانية الضئيلة التي عمل فاسبندر دائما على تحقيق افلامه من خلالها،يلعب فاسبندر دور البطولة الرئيسية بنفس ملامح الشخصية التي تحدثنا عنها في فيلمه السابق(تشويش بسيط) بحيث يفرض فاسبندر حضوره بقوة على الفيلم.
اذا مع لحظات صمت طويلة،وحوار مقتضب الى ابعد الحدود يبدأ فاسبندر المخرج والممثل من حبكة غير مفهومة وسينما غير تقليدية مع سرد بطيء جدا وغير تقليدي ابدا بالنسبة لأي فيلم اراد مغازلة شباك التذاكر.
فرانز(فاسبندر) يتلقى ضغوطات من مؤسسة اجرامية مع بعض التعذيب بغاية اجباره على الانضمام اليها،وهو يرفض بحجة انه يفضل ان يعمل وحيدا وهناك يتعرف على برونو الذي يعطيه عنوانه...
تلتقي نظرات برونو مع امرأة في القطار ويوري لها أهم لحظات حياته...النظرات تستبيح الداخل
يسألها برونو:هل تفكرين بالجنس تداعب ملابسها في كناية عن التعري وترد:الثورة
برونو:عندما كنت في عمر الثانية عشرة حطت مزهرية على رأس ابي وقتلته،وفي سن السادسة عشرة كنت قائدا لعصابة وفي يوم ما قتلنا رجلا يجلس مع فتاة...
برونو غادر العنوان الذي اعطاه لفرانز وهنا يبدأ بالبحث عن جوانا وهي عاهرة وصديقة فرانز الأولى...
شخصيات الفيلم غاية في الكآبة وانعدام الثقة في المصير تدور وتتأمل في عوالم ليلية،فاذا كان التشكيل الفيلمي جميل وجيد ولكنه غير مقنع ولازال ينقصه الخبرة...
بين قتل عشوائي وساذج غير مقنع،وشخصيات ترزخ تحت وطأة هم حياتي كبير تعاني من برود شديد اتجاه الحياة،والخيانة تحدث بين برونو وجوانا ومفتاحها يكمن بعدم الاهتمام...
هذه الشخصيات تعاني من خفة كبيرة اتجاه الحياة،ومن ثم مشهد تسوق طويل وصامت يجمع كل من جوانا وبرونو وكأن شيئا لم يحدث..
لقطة التسوق تعبر بقوة عن هم شخصي وفردي حتى لوكان هؤلاء الاشخاص من المجرمين...لقطة تعبر عن شخصيات تعاني من برود شديد اتجاه الحياة...
فاسبندر يتحدث عن تحطيم مسار قصة طبيعية في السرد،وينتج فيلما غير تقليدي تنقصه الخبرة في تقليد ومحاكاة غودارية تمتلك ملمحا ورؤية شخصية اكيدة وجيدة وتستحق المشاهدة على اي حال من الأحوال،على الرغم من انها لايبدو عليها أبدا بانها تعكس اي هموم..
خليط غوداري مع سينما هوليودية والنتيجة فيلم مهجن متوسط المستوى الفني من كتابة فاسبندر نفسه في قصة فيها خليط من حب وموت وخيانة وصداقة،وهو خليط تقليدي سوف نراه في كل افلامه اللاحقة...
فيلم(الحب ابر من الموت 1969) يستحق على الرغم من برود استقباله ان يثبت وجود مخرج يدعى بفاسبندر.
بلال سمير الصدّر 21/3/2015
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟