مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 12:09
المحور:
الادب والفن
الهائم
مراد سليمان علو
(ابن الحكيم)
كان في القرية التي ولدت فيها حكيم يستشيره الناس في أمورهم ويأخذون منه النصح، ومن محبّة القرويين له انتخبوه يوما رئيسا للقرية، وكان في معتقد الحكيم إن الحزن يلغي الفرح، فإذا تزامن موت أحدهم مع ولادة آخر يلغى الرقص، والطرب في القرية بمناسبة ولادة احد أبنائها، ويقام بدلا عن ذلك التعازي، والنواح بمناسبة موت الآخر، وعندما مات الحكيم أعلنت القرية الحداد سبعة أيام بلياليها حزنا على فقيدها، وأرادوا أن يكرموا ذكراه فسّلموا الرئاسة لابنه.
سار الابن على خطى أبيه إلا أنه سمح بالفرح إلى جانب الترح في القرية فبات الأهالي يفرحون، ويحزنون في نفس الوقت يفرقعون، ويطقطقون أصابع يد بهجة. ويصمّون اليد الأخرى ويضربون بها على صدورهم حزنا. يهلهلون مرّة فرحا، وينوحون أخرى ترحا.
(آخر الأخبار)
منذ بدء النزوح، وهو قابع مع عائلته في أحدى زوايا بناية لم تكتمل بعد. أخيرا قرر الخروج، وملاقاة الناس لمعرفة ما آلت إليه الأمور، وفيما إذا كان هناك فرج قريب، وكلما أقترب من مجموعة تهلّلت أساريرهم بقدومه، وبدءوا يسألونه هو: هل من جديد؟
(التلميذ)
إنه سرّ أستاذه، فله نفس طريقته في التعامل مع بيئته، فما أن يرى أحدهم وقد منّ عليه الله بالغنى حتى يجهر قائلا: "ما النقود إلا وسخ الدنيا." وإذا ما مرّ بقصر منيف يقول: " الملك لله". وقد تمر به سيارة فارهة، فيقول عنها: "نعمة زائلة،" ويحدث أن يتولى أحدهم منصبا حتى يقول في ذلك: "الكرسي لا يدوم لأحد". وكل هذا لأن معلمه ثعلب أفندي عندما عجز عن قطف عنقود العنب قال عنه ظلما: "بأنه حامض."
#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)
Murad_Hakrash#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟