سعد محمد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 15:41
المحور:
الادب والفن
فجيعة الغابة القتيلة
سعد محمد موسى
ما زالت الشمس تتثائب في سريرها السماوي قبل ان تتعمد بتراتيل الفجر عندما داهم الحطابون القساة الغابة.. فانهالت فؤوسهم ومناشيرهم لقيامة المجزرة واغتيال صمت وسلام الغابة.
تهاوت الاشجار القتيلة وفزعت الطيور بارحتاً اعشاشها و جفلت الفراشات .. والحيوانات هي الاخرى احتمت بجحورها. ثم ربط الرجال المفتوليّ العضلات الجذوع بالحبال والسلاسل وسحبوها نحو العربات التي كانت تجرها خيول ضخمة متقاعدة من الحروب العثمانية.
ثم قاد الحوذيون العربات المثقلة بجثامين الجذوع القتيلة من اشجار السرو والكستناء والزان نحو بوابة المدينة . ترجل بعض الحطابين من العربة كي يسلموا الاشجار الى النجارين والتي مازالت تئن من هول المذبحة وجراحها الخضراء لم تجف بعد.
انهمك النجارون في البدء بتقطيع جذوع الاشجار لصناعة ابواب لقصر الاقطاعي وكرسي مطعم بالذهب ومحفور عليه وصايا السلطان اضافة لصنع اعمدة مشانق وصلبان ومقابض للسيوف والخناجر والفؤوس وللمناشير والهراوات. بينما بعض الجذوع قطعت كي تشيد منها اراجيح للاطفال والعشاق في الحدائق العامة واوفرهم سعادة كانت الجذوع التي تحولت الى باب عاشقة تنتظر خطى الحبيب القادم كل مساء ..
وماتبقى من الاخشاب فصنع منها النجارين بوابات للاقبية المظلمة ولزنزانات السجناء .. تحت بلاط قصرالسلطان.
#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟