أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - قصص فلسفية ليست قصيرة جدا














المزيد.....

قصص فلسفية ليست قصيرة جدا


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 18:30
المحور: الادب والفن
    


قصص فلسفية ليست قصيرة جدا
نبيــل عــودة

الوقــــــــــــــــــــــت

الوقت مفهوم نسبي. احتل حيزا كبيرا في التفكير الفلسفي، لكن التفكير العربي جعل الوقت بلا معنى، ما لم ينفذ اليوم ينفذ بعد اسبوع.. أو حتى اسبوعين، او شهرين؟ ما الفرق؟ حتى لو صارت المهمة غير ضرورية إطلاقا .. من ينتبه لذلك؟ او الأحرى من يهتم بذلك؟ طويلي اللحى؟ وزير الاسكان؟ وزير الاقتصاد؟ وزير الداخلية؟ حتى رئيس الحكومة لن يشكل التأخير او عدم التنفيذ مشكلة طارئة لجهاز السلطة مهما كان الموضوع ملحا للدولة... والعجلة عند العرب من الشيطان، تفو على الشيطان!!
اذن ما هو الوقت ، وكيف نفهم نسبيته؟ هذا ما حدث مع سمير.
سمير يصلي لربه: لدي سؤال واحد يا الهي؟
الله:ما هو سؤالك؟
سمير: هل صحيح انه بالنسبة لك المليون سنة هي ثانية فقط؟
الله: هذا صحيح.
سمير: والمليون دولار بالنسبة لك هم سنت واحد فقط؟
الله: هذا ايضا صحيح.
سمير: اذن يا الهي اعطني سنتا واحدا.
الله: عليك ان تنتظر ثانية واحة فقط!!
وما زال سمير ينتظر.. سينتظر انقضاء الثانية الالهية ... مليون سنة فقط!!

*******
الحكمــــــــــــــــــة.. !!

جلس أساتذة الفلسفة يتحاورون. قال أحدهم:
- ان أهم خصلة في الإنسان جماله... وبقية الخصال يمكن تطويرها بالاجتهاد.. حتى العقل يمكن تدريبه وتطويره. النقود يمكن كسبها. أما الجمال فهو الخصلة الوحيدة التي لا يستطيع الإنسان كسبها.
اعترض الثاني:
- نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين. الجمال لم يعد خصلة يحصل عليها الإنسان بالوراثة فقط. اليوم يجْرون عمليات تجميل. يقصّرون الأنف. ينفخون الشفتين. يكبّرون الصدر.. أما الحكمة.. فهي موهبة.. لا يمكن ان تكتسب الا اذا كانت جينات الإنسان تحملها منذ الولادة.
نفى الثالث ما قاله زميلاه:
حديثكما لا علاقة له بالواقع.. كل شيء اليوم له ثمن.. الحكمة أيضاً لها ثمن. الحكمة صارت مثل عمليات التجميل، يمكن أن يحصل عليها الإنسان اذا امتلأت جيوبه بالمال. حتى الغبي يصبح رأس الحكمة اذا كان غنياً.. وتصبح أقواله حكَماً تذكر بمناسبة وبلا مناسبة. تجدون حوله المصفقين والحمالين والرقاصين.
احتد النقاش بين الزملاء الفلاسفة. وفشل الأساتذة في الوصول الى موقف موحد. وعزوا ذلك الى النظام الليبرالي الحر والديمقراطية غير المحدودة. وتطور الفكر وحق التعددية...
غادروا الجامعة كلٌّ بسيارته.
في الطريق أبرقت السماء بشدة وظهر لكل أستاذ فلسفة من المتحاورين ملاك مرسل من رب العالمين.
سؤل الأستاذ محبِّذ الجمال، ماذا تختار من بين ثلاثة أشياء: الحكمة، الجمال أو عشرة ملايين دولار؟
بعد تردد اختار الحكمة، متنازلاً عن الجمال... الذي يصرّ عادة انها الخصلة الأفضل.
سألوا الثاني الذي يحبّذ المال، فاعتركت الأفكار برأسه، وبعد تردد صعب اختار الحكمة، لعلها الضمانة لمكانته وهي أهم من المال الذي قد يختفي فجأة كما جاء فجأة.
سألوا الثالث، الذي رأي بالحكمة الخصلة الأفضل فقال بلا تردد انه يختار الحكمة متنازلاً عن المال الذي يمكن ان يجعل الأغبياء حكماء أيضاً.
في فجر اليوم التالي التقوا في غرفة التدريس. كان يبدو عليهم الندم.
بعد فترة صمت كسر الحديث أحدهم متحدثاً عن البرق في السماء وظهور ملاك الرب مخيراً اياه ان يختاراحدى الخصال الثلاثة.. فاختار الحكمة متنازلاً عن موقفه السابق.
"وهذا حدث لي". قال الثاني.. "وقد اخترت الحكمة أيضا متنازلاً عن مواقفي السابقة".
"وحدث لي". قال الثالث، وأضاف: "كنت مقتنعاً مسبقاً ان الحكمة هي الخصلة المطلوبة. وقد اخترتها".
قال أحدهم:" الآن أصبحت لدينا الحكمة لو خُيِّرنا الآن، ونحن نملك الحكمة.... ماذا نختار ونحن أكثر حكمة؟
صمت الزميلان ولم ينبسا ببنت شفة.
اقترح أحدهم: كلنا اخترنا الحكمة، ولا شك انها حكمة ربانية لا زيادة فيها لأحد على أحد. تعالوا نستغل حكمتنا الكبيرة ونختار من جديد. كل واحد يكتب على ورقة خياره لو ظهر له الملاك سائلاً مرة أخرى ان يختار بين الحكمة والجمال والعشرة ملايين دولار.
وهذا ما كان. سجل كل فيلسوف منهم خياره الجديد.
وعندما فتحوا الأوراق كان هناك نص مشابه للفلاسفة الثلاثة: سأختار العشرة ملايين دولار!!
*******

الحقيقــــــــــة..؟

ما هي الحقيقة؟ هل هي مطلقة ام نسبية؟
الحوار الفلسفي شهد خلافا واسعا حول مفهوم الحقيقة وهل هي نسبية ام مطلقة؟..حتى النظريات العلمية القاطعة مثل الجاذبية يعتبرها بعض الفلاسفة نسبية. لماذا؟
لأنه حسب تفكيرهم هناك فجوة بين المعرفة وبين الوعي. الوعي لا يعني المعرفة. المعرفة لها اساليب دراسية وبحثية واختبارية للوصول اليها، الوعي هو حالة عقلية.
قرأت خبرا قد يعطي التفسير لمفهوم النسبية رغم انه يعالج الموضوع بسخرية:
في احدى المحاكم قرر القاضي وقف البحث ودعوة المحاميان، محامي الدفاع ومحامي الادعاء الى غرفته.
بعد ان جلسا امام القاضي ببعض التردد والارتباك سألهما: هل تعرفان سبب دعوتي لكما لغرفتي؟
هزا رأسيهما بالنفي والحيرة بارزة على وجهيهما.
قال القاضي: السبب اني تلقيت من كل واحد منكما برطيلا كي احكم له، وبما ان القضية أخلاقية قررت ان أعدل بينكما.
اشار لمحامي الإدعاء وقال: انت اعطيتني (10) الاف شيكل.
واشار لمحامي الدفاع وقال: انت اعطيتني (15) الف شيكل.
وأضاف: حتى أكون عادلا منصفا ها انا اعيد لك سيدي محامي الدفاع (5) الاف شيكل ، ها هو المبلغ بالمغلف، لأني قررت ان احكم بالقضية المطروحة بالعدل وبدون انحياز لأي منكما!!
اذن هل الحقيقة مطلقة ام نسبية؟!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة مبسطة: المضمون والصورة
- سوريا بين نظام انتهت صلاحيته وواقع يثبت أقدامه
- النكبة الفلسطينية – الحقائق بمواجهة التزوير!!
- تناقض البنيان النظري للماركسية والواقع القائم
- ماركسيون بلا ماركسية!!
- اوباما وصل الى حينا
- انجاز إسرائيلي : كيف تُشغّل الدولة كلها؟
- مقابلة صحفية نادرة في برلين مع مفتي فلسطين عام 1945
- غياب المفاهيم الجمالية عن النقد الأدبي
- لم أعرفك بشكلك الجديد!!
- قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم
- انتصار علي سلام اعاد الناصرة لأهلها
- هتلر نفذ اوامر المفتي الحسيني بابادة اليهود؟!
- لن تفرش الورود أمام المحتلين!!
- -حمام الطرف الاغر- لسامي ميخائيل تبدأ من حيث انتهت -عائد الى ...
- العبور- عن حرب رمضان والغفران في اكتوبر 1973
- تشديد العقوبات ضد ملقي الحجارة.. ومتى لم تكن مشددة؟!
- فلسفة مبسطة: -فلسفة اللغة- تدرس التفكير البشري!!
- عدم استجابة الحكومة لمطالب المدارس المسيحية يدفع للتصعيد!
- تسجيلات قصصية ونصوص ساخرة


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - قصص فلسفية ليست قصيرة جدا