أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد البورقادي - جَحِيمُ الخادماتِ في السعودية..














المزيد.....

جَحِيمُ الخادماتِ في السعودية..


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 18:28
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


في زمن ضاعت فيه المروءة والإنسانية ..في زمن تخلى فيه الإنسان عن بعده الأخلاقي والديني ..وأصبح وحشا !
تفد على السعودية عمالة من مختلف دول العالم الثالث بهدف إدماجها في قطاع الشغل السعودي ..ومن هذه العمالة هناك خادمات يبوت يتم تهجيرهن إلى هناك عن طريق عقود عمل تتكلف بها بعض الشركات المختصة ..
لكن ما إن يطأن تلك الأراضي وينصرفن لشغل مهامهن حتى تتكشف لهن عوالم أخرى غير التي وعدن بها من طرف السماسرة ..
يجدن أنفسهن تحت رحمة عائلات وأسر لا رأفة فيهم ولا شفقة ..حيث تُكلّف الخادمة منهن بأشغال شاقة ومرهقة للغاية مما لا تستطيع له صبرا ..
ويتعرضن لمعاملات قاسية تصل إلى حد التعنيف اللفضي والجسدي .بل وحتى الجنسي في بعض الأحيان ..
كما لا يُصرف راتبهن بشكل منتضم ولا تتم رعايتهن باحترام ..ولا تُضمن لهن حقوقهن من طرف مشعليهن ..فالبعض منهن قد لا ينعمن حتى بأدنى شروط العيش الكريم من مأكل ومأوى ..فتُقدم لهن بقايا الطعام حيث يأكلن من الفرع لا من الأصل ..وتُقدم لهن حجرات صغيرة جدا غالبا ما تُخصص كخزائن للملبس والمتاع من طرف الأسرة المشغِّلة ..
إنهن يذقن مرارة الغربة في هاته الأوساط التي تنعدم فيها الإنسانية لتحل الوحشية مكانها .. تنعدم فيها سبل الأمان والراحة وتزداد فيها فرص الشقاء والتعاسة ..
إن غالب الخادمات ينحدرن من الأرياف والبوادي والطبقات الفقيرة والهشة ذات المستوى التعليمي المتدني ..
إنهن يعشن إقصاء إجتماعيا مواطناتيا في بلدهن الأم ويلجئن لقطف الإعتراف وتحقيق الإنتماء الإجتماعي في البلدان الحاضنة لهكذا عمالة ..
إنهن يهربن من أسى واقعهن المادي والنفسي ليجدن أنفسهن أكثر حرمانا وإقصاء وترهيبا وعنفا ..في محاولة للإعتراف تلجأ الواحدة منهن لتقديم جميع التنازلات وتضحي بكل الممتلكات في سبيل الحصول على عقد للسفر لتلك البلدان الحاضنة ..لقد ارتأين أن هذا التحويل سيجلب النفع وسيبدل الحال بحال أفضل ..وسينقذ النفس من الذل والفقر الذي تعيشه وسيمكنها من كفاف عيشها وكفاف عيش أسرها بالتوازي ولكن العكس هو ما يحدث ..حيث يجدن أنفسهن في أحضان ذئاب بشرية وفي بيئة تدعو للإغتراب وليس للإستئناس ..للظلم وليس للعدل ..للقهر والجور وليس للرحمة والراحة ..
والأمرّ من ذلك أنهن يتعرضن للتعذيب والسجن على أيدي كافليهن ..حيث لا تملك إحداهن الإعتراض ولا الإحتجاج والرفض ..بل لا تملك حتى النفاذ بجلدها والهرب إلى حيث أتت ..إنها مستسلمة راضخة لجور سيدها وليس لها إلا الطاعة ..إنها أَمَة عند سيدها الذي استعبدها ما إن دخلت منزله ..إنه امتلكها كما يمتلك الواحد منا أتاث بيته وسيارته ... يريدها صماء بكماء لا تنطق إلا بما يريد ولا تفعل إلا ما يأمر وإن بدى منها غير الخنوع أشهر مخالبه بالتنكيل وواعد بالسجن والحرمان من الأجر ..إنها تنتحر ببطء وتتمنى الخلاص العاجل والنفاذ ولكنها لا تستطيع الفرار ولا تستطيع الصبر ..ومن يصبر على الإحتقار والتذليل !
ما إن يلجن عالم الشغل حتى يتحولن إلى سلعة ..إلى بضاعة ..إلى مادة للإستهلاك اليومي ..اغتصاب بالليل وعنف وسجن بالنهار ..المعاناة متواصلة والشكوى لا تجدي أثرا ..لمن الشكوى ..!
فمن تستطيع الفلات من قبضة كافلها وتذهب للشرطة للإبلاغ عن الإنتهاكات التي تعرضت لها ..اعتقلت إن كان قد بلّغ كافلها عن هروبها .. ويمكن أيضا أن تتعرض للملاحقة القضائية بسبب نظام الكفالة الذي يقيّد الخادم برب عمله بموجب العقد الذي يكون ساريا...بل وحتى من يساهم في تحرير هاته الرهينة من سيدها وُجِّهت له تهمة كونه ساعد خادمة على الهروب من مشغلها ..
كما أن سفارة البلد لا تخول للمشتكية العودة إلى بلدها في حالة طلب العودة إلا بشروط تعسفية لا تجد الخادمة لتوفيرها سبيلا ولا توفر لها شروط الحماية الكافية نظرا لقلة صلاحياتها من جهة وضعف توجيهها من جهة أخرى ..
وبالتالي تبقى وضعية هؤلاء الضحايا سيئة للغاية ..كأنهن أسروا على يد أرباب عملهن وكبلتهن عقودهن على العمل قسرا ..
ويبقى جهد المنظمات الحقوقية موصولا بالتنديد بهاته الإنتهاكات والوقوف عند حلها ..والتي تسعى إلى صياغة مذكرة تفاهم توقّع بين البلدين المصدرة والمستورة في إطار ضمان حقوق هاته الطبقة العاملة كتحديد مدة العمل والأجر الأدنى وتحديد مدة العمل ..وذلك من شأنه أن يلزم المشغل ببعض واجباته ..لكن تبقى إمكانية تبوث الإعتداء ات غير واردة بسبب المجال الحميمي الذي تتطلبه بيئة هكذا عمل ..مما يجعل الإلتفاف على القانون والتحايل عليه أمرا ممكنا كذلك ويفتح الباب على مصراعيه للذئاب لفعل ما شاؤو بدون حسيب ولا رقيب ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة ..
- رهانات التنمية وإكراهات البيئة .
- لقد مات من فَرْطِ الإستهلاك ..
- الرأسمالية والإغتراب ..
- نظرة في خلفيات صناعة الإرهاب..
- وسائل الإتصال وسلطة التأويل ..
- الإرادة العليا وجدل العقل و المنطق ..
- أطفال القمر
- الدعارة ..اختيار أم اضطرار
- متناقضات العالم المعاصر ..
- داعش وجاهلية القرن الواحد والعشرين ..
- دور التربية في صناعة النشء
- لماذا فشلت المنظومة التعليمية بالمغرب ؟
- داعش لم تُخْلَق من فراغ ..والعنف يولِّد العنف ..
- حقيقة الحياة الدنيا والإستعداد للرحيل..
- نظرة في الحياة الدنيا..
- لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..
- الإسلام ينسخ غيره من الأديان السماوية وغيره من الأديان كفر . ...
- في المراد من الزواج..
- المشهد الإنتخابي زمن الإنتخابات..


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد البورقادي - جَحِيمُ الخادماتِ في السعودية..