أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - الرئيس الذي لا تخجله دماء الشهداء














المزيد.....

الرئيس الذي لا تخجله دماء الشهداء


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 11:17
المحور: القضية الفلسطينية
    



كنت أتوقع أن يستغل الرئيس "عباس" قمة المناخ التي عقدت في باريس بمشاركة دولية واسعة، ليحاكم قادة الإحتلال الإسرائيلي على جرائم نفّذت بحق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن قامت محاكم الإحتلال بتبرئة قتلة الطفل محمد أبو خضير حرقاً، وبعد كل عمليات الإعدام الميداني التي ينفذها جيش الإحتلال وغلاة مستوطنيه بشكل يومي ومعلن وموثّق، ويفضح مستوى الإنحدار الأخلاقي لجيش مهمته أن يقتل أكبر عدد من الفلسطينيين لمجرد الإشتباه، وفي أحيان كثيرة يقتل على لون البشرة وبدون أن يتعرض لأيّ تهديد يذكر.

تفاجأ العالم وأبناء الشعب الفلسطيني أن أبرز مخرجات "قمة المناخ" هي المصافحة التي جرت ما بين عباس ومجرم الحرب "بنيامين نتنياهو"، الذي يُفترض بأنه سيمثل هو أركان جيشه أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، مداناً بمجموعة من الجرائم ضد الإنسانية، وبأعمال تطهير عرقي وقتل على الهوية ينفذها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، على الأقل هذا ما وثقته "الإسطوانات المدمجة" التي سلمها عباس وعريقات لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جولات ومحاولات إجهاض الإنتفاضة الفلسطينية.

مصافحة عباس -نتيناهو إسقاط لتهمة الإرهاب التي طُبعت على جبين هذا المجرم بعد أن مارس التضليل على المجتمع الدولي لسنوات طويلة، تحت غطاء المفاوضات والإتصالات وجولات كيري والمبعوثيين الدوليين، ومحاولات كسب الوقت لتوسيع الإستيطان ونهب الأرض وتهويد القدس وإستكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي سيبقى شاهداً على أسوأ نظام للفصل العنصري يمارس تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.

أقوال عباس تنسفها أفعاله، فكيف يمكن أن يستقيم قوله بالتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الإحتلال على جرائمه، في حين يقدم على مصافحة علنية ترافقها الإبتسامات مع الشخص الذي يصدر أوامره لتنفيذ كل الجرائم اليومية بحق الفلسطينيين؟ وما هو الحصاد السياسي الذي سيعود على الشعب الفلسطيني جراء هذه المصافحة؟ وبأي وجه سيعود عباس إلى رام الله ليواجه نظرات الفلسطينيين الذين لم تجف دماء شهدائهم وجرحاهم، ولم تتوقف عمليات هدم ومداهمة بيوتهم وتشريد وإعتقال أبنائهم؟

بات واضحاً أن هذا الرجل لا ينفذ عملاً دبلوماسياً يحصل من خلاله على جائزة نوبل للسلام، ولا يمتلك خطة سياسية تفيد الشعب الفلسطيني سياسياً، ويواصل ابتعاده عن كل ما يخدم الشعب الفلسطيني ويعزز صموده وتلاحمه في مواجهة الإحتلال، ويهرب من معالجة ملفات ضرورية وأساسية في حياة الفلسطينيين كالمصالحة الوطنية وتحديث النظام السياسي الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة وفتح معابره المختلفة، ويواصل قطيعته مع آلاف اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، يواجهون مصيراً مجهولاً جراء الحروب والنزاعات وأسوأ أشكال التمييز.

محمود عباس خطراً داهماً على المشروع الوطني، ففي كل تصرفاته ما يثبت عدم أهليته لقيادة حركة تحرر وطني، ولا لقيادة شعب يتجذر في وجدانه هدف التحرر الإستقلال، وإقامة دولة يسودها القانون، وتصان فيها الحريات بعيداً عن حكم العصابات، فقد قام هذا الرجل بكل ما يؤهله للرحيل مع أركان عصابته التي ظنّت أنها حوّلت المشروع الوطني إلى مؤسسة إستثمارية لنهب الشعب والإتّجار بآلامه.

منذ زمن سقط الرهان على قيادة أسقطتها التجربة من وعي الشعب، فلم تعد كل الشعارات الجميلة تخفي بشاعة عصابة تقرر في مصير شعب وتدفعه نحو الإستسلام، وما زالت الحالة السياسية الفلسطينية تبحث عن جبهة وطنية للإنقاذ، جبهة لصيقة بالشعب، تقود نضاله المشروع ضد الإحتلال، وتؤسس لمرحلة جديدة تتظافر فيها كل الجهود الفلسطينية المخلصة لتخطي مرحلة الخطر، جبهة تستعيد كل أوراق قوّة الفلسطينيين وتبني عليها، وتستكمل مهام التحرر الوطني، وتطوي صفحة سوداء من تاريخ الثورة الفلسطينية.


[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحلان يفتح نافذة جديدة أمام المصالحة الشاملة
- رسائل الإنتفاضة الفلسطينية
- غيبوبة الإعلام الرسمي الفلسطيني
- الرهان على حراك الشعب لوقف المؤامرة العباسية
- نحو جبهة للإنقاذ الوطني الفلسطيني
- الفساد والإحتلال وجهان لفريق واحد
- بين خضير ودوابشة رئيس على مشارف الرحيل
- التواطؤ الدولي عن فساد السلطة والرئيس
- هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي
- طلبة فلسطين في فنزويلا يفتحون الصندوق الأسود لفساد الخارجية ...
- عن فكّ الحصار بدون ثمن سياسي!
- عباس الرئيس الذي يخشى ظله
- شيلوا الميتين
- البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن
- رهانات فاشلة لرئيس فاشل
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - الرئيس الذي لا تخجله دماء الشهداء