أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - أغنيتي إليها .. في يوم القدس العالمي














المزيد.....

أغنيتي إليها .. في يوم القدس العالمي


باسم الهيجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


من نوافذك المحاصرة .. اطل على شوارعك القديمة .. وأحملك في داخلي مثل حلم دافئ .. فتنتشرين فيَّ كما ينتشر الماء في شقوق الأرض .. نتكئ على بقايا الأغنيات قرب الجدار الأخير .. وعلى ما تبقى من أناشيد " خربشها " الأطفال بطباشيرهم على جدران المدارس .. وأعلم ، أيتها الدافئة مثل حلم ، أن الأسلاك لا تكبر كما يكبر الحقل .. وأن اللحظة التي لم تأت .. تواصل الآن رحلتها .. واللحظة الصعبة لا بد أن تلملم زمانها المكسور .. لترحل بعيداً عن الشمس .. فاقتربي .. لكي لا يكون حزننا أكبر .

أتوقف على أبوابك .. مأخوذاً برائحتك الممزوجة بالمواعيد .. أحاول أن أعدك بما لديّ .. وأن ألوح لك بما بين أصابعي .. بعالمي الطافح باشتهاء المواسم .. وانذباح المواويل على حواف الشوق .. لاختصار المسافة بين مساحات الحلم .. وانطلاق الذاكرة .. في استحضار المحطات التي تتعدد صورها بحجم المسافات التي ولّدها الترحال .. والتي تحضرني مثخنة بالجراح .. بمحطات التفتيش .. ترسل النظرات العابقة باشتهاء التوحد مع الألم المتصاعد من تجاويف الجراح .. مثل مناديل تلوح باحتقان الملامح بالصبر .. وبارتعاش الكلام المتصفد دمعاً وجمراً وانتظاراً للبشائر .. فاقتربي .. لنغني معاً على الأشجار المرتفعة .. أناشيد الثورة والوطن .. لكي لا يكون حزننا أكبر .

تعالي بعيداً عن أعين الذين باعوا فضاءك في سوق التهافت .. التصقي بي .. ليكتمل النشيد الأخضر في المحفل .. لتشهدي زمان الحلم / الأطفال وهم ينشدون نشيد الفرح في طرقهم إلى المدارس / العمال الذين جاؤوا قفي اللحظة الصعبة .. يقطفون نشيد جباههم وهم يودعون الورد الصباحي / الرعاة الذين تفرعوا في الجبال .. يوقظون العشب في مواويلهم الدافئة .. اقتربي .. كي يأخذ الورد رائحته .. وتأخذ الأشياء شكلها المتفتح .. والعصافير نشيدها الممزوج بالأخضر القادم ..
ولا أحمل في الخلايا غير الحنين المثخن بالأماني العابقة بالقصائد الحبلى بالمواويل .. أرتمي بين ذراعيها .. لتمنحني السفر والتداخل في الأشياء والمسافات ..
وأرتقي .. حين تنشرني نشوة الارتخاء في فسحة التأمل :

ـ أما آن يا طائر الوعد أن نلتقي ؟
ـ أما آن أن توقظ سنابلك المفعمة برائحة الأمنيات ؟
ـ أما آن أن نستريح من صمت العواصم وضجيج المطارات البعيدة والملاجئ ؟

وأرتقي .. حين تنفذين إلى قلبي أنفاس بساتين .. تتسربين في تفاصيل شراييني موسيقى ناعمة لا تعرف الهذيان .. قصائد خضراء أوزّعها على كل فقراء العالم .. ليصعد الربيع من محفله الدموي .. وطناً يتعمد بالهتاف .. ولم يتزلزل حين وقف داخل أسوار " كامب ديفيد " أو " كامب كلنتون " أو " كامب نتنياهو " أو " كامب باراك " أو جميع " الكامبات " التي تلوح على أفق مخضب بدم الأبرياء ..

وواحدة أنت .. مثل حلم أسير .. يرسم في خلايا أحلامه ما بعد الأسوار والأسلاك الشائكة .. فاقتربي .. كي لا تفيض المسافات وتكبر .. وكي لا يكون حزننا أكبر .
وأعلمي أن الأسلاك التي تحاصر الحقل .. لا تكبر كما تكبر الأشجار .. وسيان إن ظلّت لامعة أو اعترى مفاصلها الصدأ .. والقرية ستكبر .. وتصبح عروساً تتدلى من عنقها اللآلئ .. وتتردد عبر مداخلها أناشيد الفرح .. يا قدس .. يا مدينة الصلاة .

وللحديث بقية .



#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنيتي اليها .. في يوم القدس العالمي
- بكائية
- قصائد
- قلب في قرية
- لا .. لا .. لا
- أقدام
- فصول أنثوية
- عباس بن وردة
- أمل
- ظبيُ انفعالاتي الأخيرة
- جدارية
- المسافات يا صديقتي
- القتيلة القاتلة
- هل اشتقت لي ؟
- من ليالي شهرزاد
- تمثال من الورد
- كروان فلسطين
- كنعان في المدينة الواقفة
- يوم ميلاد جديد
- الجهة الخامسة


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الهيجاوي - أغنيتي إليها .. في يوم القدس العالمي