أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - قرار التقسيم والخيارات الفلسطينية














المزيد.....

قرار التقسيم والخيارات الفلسطينية


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 08:44
المحور: القضية الفلسطينية
    




بدأ يبرز تفكير جدي لدى زعماء الحركة الصهيونية في فلسطين باعتبار ترحيل الفلسطينيين، أو معظمهم، عن أرض وطنهم حلاً ضرورياً لـ "المسألة العربية" قبل عشر سنوات من صدور قرار تقسيم فلسطين الدولي في مثل هذا اليوم من سنة 1947، وتحديداً منذ قيام "لجنة بيل" البريطانية، للتحقيق في أحداث ثورة 1936، بطرح أول مشروع لتقسيم فلسطين في 8 تموز 1937. وفي خريف سنة 1947، وبعد أن تبيّن للقيادة الصهيونية أن الدولة اليهودية التي ستقوم بناء على قرار التقسيم الدولي رقم 181، ستضم أقلية عربية كبيرة يصل حجمها إلى 42 في المئة من تعداد السكان، انتقلت من حيز التفكير بمشاريع الترحيل إلى حيز العمل على تنفيذها. وفي 30 كانون الأول 1947، حذر دافيد بن غوريون، في الخطاب الذي ألقاه أمام اللجنة المركزية لاتحاد النقابات-الهستدروت، من أن دولة تضم هذه النسبة الكبيرة من العرب "ليس ثمة ما يؤكد بصورة مطلقة أن الحكم سيبقى فيها في أيدي الأغلبية اليهودية"، ودعا إلى التعامل مع هذه المشكلة "الخطيرة" من خلال "مقاربة جديدة في الوقت المناسب".
ويشرح المؤرخ الإسرائيلي المناهض للصهيونية، إيلان بابه، في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين" [بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2007]، معنى هذه "المقاربة الجديدة"، التي دعا إلى تبنيها بن غوريون، وذلك عبر تحليله خطة التطهير العرقي المنهجية التي وضعتها القيادة الصهيونية، في مقر قيادة "الهاغانا" في تل أبيب يوم 10 آذار 1948، وعُرفت باسم الخطة "د" أو "دالت". وهي الخطة التي استغرق تنفيذها ستة أشهر، ونجم عنها اقتلاع نحو 800000 فلسطيني من أرض وطنهم وترحيلهم خارجه، وتدمير 531 قرية، وإخلاء 11 حياً مدينياً من سكانه.
ملاحظة 1: ما زلت مقتنعاً اليوم بسلامة الاعتبارات التي دفعت الشيوعيين، في عصبة التحرر الوطني، إلى الموافقة على قرار التقسيم الدولي في سنة 1947؛ فضرورة مراعاة الحقائق الجديدة التي ولدتها الحرب العالمية الثانية، والخلل في موازين القوى في ذلك الحين، والحاجة إلى كسب تأييد الرأي العام العالمي لنضال الشعب الفلسطيني، كلها اعتبارات كانت تتطلب قبول ذلك القرار... لكن هل كان ذلك القبول الفلسطيني سيغيّر الوقائع ويحول دون وقوع النكبة؟ جوابي هو لا قاطعة... فمشاريع الترحيل الصهيونية كانت معدة، والذريعة توفرت وبخاصة بعد دخول الجيوش العربية إلى فلسطين في 15 أيار 1948. وما يزكي هذه الـ "لا" القاطعة، هو أن القيادة الصهيونية اليوم لا تزال، بممارساتها الاحتلالية، تحول دون أن يكون للشعب الفلسطيني دولة مستقلة ليس في الحدود التي رسمها قرار التقسيم الدولي، وإنما في حدود 22 في المئة من فلسطين الانتدابية.
ملاحظة 2: إن قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي بنشر مستوطناتها على نطاق واسع، وتهويد القدس، وتقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات منفصلة، وتكريس انفصالها عن قطاع غزة، يجعل من الصعب في الظروف الراهنة، إن لم يكن من المستحيل، قيام دولة فلسطينية مستقلة سيدة ومتواصلة جغرافياً، الأمر الذي دفع كثيرين، من مثقفين وسياسيين فلسطينيين، إلى إحياء خيار الدولة الواحدة، بصيغة دولة ثنائية القومية أو دولة كل مواطنيها. وتشهد الساحة الفلسطينية اليوم احتداماً لهذا النقاش بين أنصار كل واحد من هذين الخيارين.
وفي ظني أن هذا النقاش لا طائل منه حالياً... فالخيار اليوم، في ظل موازين القوى القائمة على الأرض وفي ظل الواقعين العربي والدولي، ليس بين دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل وبين دولة واحدة، وإنما الخيار الحقيقي، في غياب شريك يصنع الفلسطينيون السلام العادل معه، هو أن تركز الحركة الوطنية الفلسطينية على توفير مقومات صمود الشعب الفلسطيني فوق أرض وطنه، وتأمين مقومات العيش الكريم للاجئيه في منافيهم، وأن تعمل على تعزيز وحدة مكونات هذا الشعب في أماكن تواجدها المختلفة، والتفافها حول منظمة التحرير الفلسطينية، مع الاستمرار في السير على طريق تنفيذ استراتيجية المنظمة الجديدة القائمة على تطوير المقاومة الشعبية وتدويل القضية الفلسطينية.



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاز في شرق المتوسط: التحديات والإمكانيات
- انتصرت فلسطين لأن إسرائيل عجزت عن كسر إرادتها
- إضاءات على فكر -المثقف الشغيل-
- عندما يتحرر القائد الشيوعي ويبقى ملتزماً
- انطفاء نجم مضيء في سماء الثقافة التنويرية والتقدمية العربية
- تاريخ فلسطين العثماني - الحلقة الثانية - فلسطين في العهد الع ...
- تاريخ فلسطين العثماني - الحلقة الأولى - فلسطين في العهد العث ...
- الشيوعيون العرب والنضال ضد الفاشية والنازية
- من تاريخ الصحافة الشيوعية العربية في فلسطين
- قرن على الصراع العربي - الصهيوني: هل هناك أفق للسلام؟
- عصبة التحرر الوطني في فلسطين (1943-1948): تجربة تنظيم شيوعي ...
- مساهمة في النقاش حول اليسار ومستقبله
- لا تزال فلسطين همّاً فكرياً عربياً؟
- تحرر المرأة في خطاب عصر النهضة
- صادق جلال العظم- فيلسوف ماركسي منفتح على العلم وتطوّره
- جديد- بنيامين نتنياهو في سياق مواقفه وتوجهاته -القديمة-
- رواد الحداثة المجتمعية والدعوة الوطنية في بلاد الشام
- النكبة ومعناها في مرآة العقل النقدي
- تجاوز الموقف الملتبس من العلمانية أحد مداخل تجديد الفكر القو ...
- تطور مفهوم الجهاد في الفكر الإسلامي


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - قرار التقسيم والخيارات الفلسطينية