|
العلاقة بين السياسة والدين والارهاب
بودهان عبد الغفور
الحوار المتمدن-العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 10:17
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
السنوات العشر الأخيرة شهدت استمرار لعمليات العنف الديني. والارهاب باسم الدين... وفي المقابل شهدت كثير من عمليات العنف باسم محاربة الارهاب الديني ...ولما كانت الرصاصة وصوت الطائرات والمدافع أعلى صوتا من الكلمات فدخل العالم في دوامة من الارهاب والارهاب المضاد...والمواجهة السياسية المؤدية الى التحول بالدين الى العنف فالسياسة والدين اتجاهان ..فأتجاه السياسة نحو السلطة القائمة وأتجاه الدين نحو الاله( الرب) ... يتقاطع الاتجاهان فكليهما يريدان ضبط الجماعة لصالحهما فالسياسة تريد ضبط الجماعة على ساعة الحاكم او الامير او الملك او رئيس القبيلة ... الدين يريد ضبط الجماعة وتأكيد يقينها الديني انطلاقا من القداسة التي تنبع من الجماعة( المجتمع)... فا العلاقة بين الدين والسياسة متداخلة ومترابطة وعند حدوث الصدام تتبادل الادوار والمراكز فيكون قائد الدين( الشيخ أورجل الدين) سياسيا وعنيفا . وفي المقابل الرجل السياسي( الحاكم او المللك........) دينيا وعنيفا ويكون هناك عنف ديني سياسي مايطلق علية حاليا " الارهاب" فيصبح هناك معادلة الدين و السياسة التي تولد العنف " الارهاب" كطرف ثالث في المعادلة. فالدين يصبح حكرا على جماعة دينية جديدة هي فرع من أصل تستند على قراءة خاصة للعقيدة (الدين) والسياسة مخالفة لقراءة الأصل (المجتمع) وتوجهات السلطة القائمة( الحاكم).. تكون في الغالب مسلحة بتراث فقهي فرعي هائل مستمد من تاريخ التشدد...فتتجه الجماعة باسم الدين الى العنف "الارهاب" المزدوج ضد الاعتقادات الدينية السائدة التي تراها بعيدة عن الدين الحقيقي فتدين وترفض كل القراءات والاجتهادات المخالفة لرأيها الديني. وتذهب بعنفها الى رفض الواقع السياسي وتلغي مشروعية السلطة السياسية القائمة( الحاكم).. وبذلك تفتح المواجهة مع الاثنين (المجتمع.والحاكم) . فترد السلطة القائمة بعنف منضم للقضاء على هذه الجماعة الراديكالية" الارهابية" في نظر السلطة القائمة لاقتلاعها من جذورالمجتمع باسم الحفاظ على أمن (المجتمع) دون الأخذ بعين الاعتبار أن الجماعة مرتبطة بموروث سابق(أي لا يمكن القضاء على فكرها ) ...فتدفع الجماعة الجديدة المسماة" الارهابية" الى تشدد أكثر وتأصل وتمحور على الذات وتنفصل اجتماعيا ويزداد رفضها للمجتمع والنظام السياسي القائم وتتسارع وتتزايد وتيرة العنف "الارهاب" يصير عنفها (جهادا مقدسا) ....وفي المقابل (معركة بقاء) للسلطة السياسية( الحاكم) التي لا يجوز مناقشة مشروعيتها ويغيب الحوار تماما ويطفو على السطح مبدأ من" من ليس معنا هو ضدنا" فتصير الجماعة الراديكالية الجديدة أكثر تطرفا تحت ضغط السياسي والرفض الاجتماعي والمتغيرات الاقليمية والدولية التي تدخل على خط المواجهة اما مع أو ضد حسب المصلحة والعقيدة... فتعبر الجماعة الرديكالية الحدود الجغرافية والسياسية الضيقة لها وتصبح عابرة للدول والقارات...والقاعدة أحسن مثال حيث أسامة بن لادن انزوى في حضن طالبان والحصون الجبلية بافغانستان واصبحت افغانستان جزيرة عقائدية لعنف الجماعة...و مازال الأمر يتكرر فتراجيديا الشرق الأوسط عنف وعنف مضاد وتكون معادلة جديدة اساسها استبداد الانضمة + راديكالية الجماعات= أرهاب ... دخول عامل مصلحة الدول الأقليمية والدولية والشركات والاسلحة ليصبح = ارهاب دولي عابرللقارات ...معادلة جدلية تطورت الى دوامة غير متناهية مستمرة تجذب كل الاطراف والاتجاهات انا مع أو ضد... وظهور نتائج مدمرة للحضارات من خلق واظهار الصراع من طرف السياسين بغطاء ديني مولدا ارهاب عالمي جديد رغم كل هذا يمكننا استشراف أفق التعايش السلمي بين الدين والسياسية وابعاد العنف من المعادلة من خلال مايلي 1- قبول مشروعية السياسي (الممكنة) القابلة للصواب والخطـأ وضرورة الرؤية الدينية المطلقة.لان الدين اصبح بدرجة القداسة لدى افراد المجتمع ولايمكن فصل الدين عن الدولة لانه امر مستحيل اخرق فى مجتمعاتنا يدعوا اليه العلمانين. ويجب على السياسي ان يقوم مقام الدين وفي المقابل على الدين ان يعترف للسياسي بحدوده لضبط المجتمع في اتجاهات معينة وكل هذا يأتي باعادة النظر في المناهج التربوية وفي كل الحالات لا يمكن نفي ضرورة الدين ومشروعية السياسي ولا يمكن للدين دائـما ان يكون الحل في تقديري. 2- يجب الاعتراف بالتعددية وتأكيد مشروعية التناقض والأختلاف وليس الخلاف فهو يزيد من تجربة وخبرة الجماعة وتكون جزءمن التجربة اوالانسانية لمنع التصادم وتقبل الاخر وتشجيع التحاور الدائم والعلني وصياغة قوانين مرنة. لكن عالمنا حاليا مجنون ومختل ومعتل وباطل ورذيل فاللعبة الدينية والسياسية والاقتصادية أصبحت مكشوفة فلا حقوق الانسان والارهاب والديمقراطية والسلم والأمن يخفون قباحة الأخلاق الزائفة والسلع المعروضة من الكراهية والقهر واللصوصية والجشع والخداع ورأس المال المتوحش كلها وقود الحروب الارهابية الحالية والمستقبلية تحت شعار حتمية الحروب واستمراريتها واختراع الاعداء...!!!في دائرة السياسة والدين والعنف. ونختم قولنا بما قاله بماقاله افلاطون منذ ألفي عام كأننا نعيش في زمن " شهوة الدم"
#بودهان_عبد_الغفور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديانات والعنف
-
حدود الدم للفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط ج 2 ( الاعلام )
-
حدود الدم للفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط
-
المرأة والسأم من افكار الرجل الشرقي-1-
-
المرأة والسأم من افكار الرجل الشرقي
-
تدين وتمدن معكوس
-
تحديات المجتمع المدني
-
انسان عربى ضائع بين فتاوى شيوخه وشعارات حكامه
المزيد.....
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|