أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - لترجمة الاقوال الى افعال في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني















المزيد.....

لترجمة الاقوال الى افعال في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 21:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



لم يكن التاسع والعشرون من تشرين الثاني عام 1977 ، يوماً لتضامن الفلسطينيين مع أنفسهم وقضيتهم، بل ان هذا اليوم اصبح يشكل بالنسبة الى شعوب العالم يوما للتضامن مع كفاح شعب فلسطين من أجل الحرية والاستقلال والعودة ، مما يتطلب استثمار هذه المناسبة لرفع الصوت عاليا بمواجهة القوى التي لعبت دورا في صدور قرار التقسيم وضياع فلسطين واستجلاب الصهاينة المستعمرين ، والعمل بأصرار على رفضه والمثابرة بما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات تؤكد أنه صاحب الحق وأن العودة الى الوراء هي ضرب من المستحيل .
واليوم تؤكد الانتفاضة الفلسطينية بتصاعدها واستمراها بانها تشكل بوصلة حقيقية من مسيرة كفاحنا الوطني على طريق حرية وعودة واستقلال الشعب الفلسطيني، ولهذا نطالب الفصائل والقوى والمؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية، إلى بذل الجهود الموحدة لتوسيع وتعميق أشكال وحالة التضامن الدولي مع الانتفاضة القائمة ومع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية من خلال صوغ استراتيجية موحدة تعمل على معاقبة مجرمي الحرب الصهاينة، وتوسيع مظاهر مقاطعة الكيان الصهيوني، وتوسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والضغط من أجل تنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالحقوق الفلسطينية، وكذلك تجسيد أكبر درجات التضامن من خلال التحرك والتواصل مع شعوب العالم وحركاتها واحزابها التقدمية ، والعمل من اجل إنهاء الانقسام وطي صفحته السوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني، ومغادرة كل أوهام المراهنة على إمكانية تحقيق تسوية سياسية "عادلة" مع دولة الاحتلال الصهيوني، لأن العدالة الحقيقية بالنسبة لنا هي إنهاء الاحتلال عن أرضنا كاملة، وأن ينعم شعبنا كباقي شعوب المعمورة، بالحرية وتقرير المصير والأمن والأمان والعيش الكريم على أرض وطنه الفلسطيني.
ومن هنا نرى ان الانتفاضة الثالثة تجاوزت حالة الجدل لجهة وصفها او عفويتها ومحاولات تسقيفها الزمني والسياسي من خلال استمرارها وشعاراتها لتؤكد انها عصية عن الكسر والاجهاض ، وهي تتطلع الى توفير عناصر وعوامل الديمومة لتفتح افاق لتطورها مستفيدة من تجارب ودروس الانتفاضات السابقة وهي تقدم نموذجاً يحتذى به ، وجيلاً جديدا من شابات وشباب فلسطين يقدمون ارواحهم فداء لفلسطين رغم اختلال موازين القوى والظروف المجافية التي تحيط بالانتفاضة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام .
ان استعداد الشباب الفلسطيني للتحدي والمواجهة لا تعفي اي فصيل وحزب من مسؤولياته الوطنية والتاريخية لجهة ضرورة توفير المرتكزات الوحدوية السياسية والتنظيمية والكفاحية والاقتصادية للانتفاضة والمنتفضين لقطع الطريق أمام محاولات اختراق الانتفاضة من الداخل والخارج ،الهادفة لاجهاضها ومنعها من تحقيق اهدافها المعلنة ، وهذا يستدعي الحفاظ على الطابع الشعبي للانتفاضة كخيار وضرورة لتشمل عموم الشعب الفلسطيني من خلال رسم رؤية نضالية تتناغم مع مجرى الانتفاضة ومواقف تؤدي بالنهاية لزوال الاحتلال ورحيل المستوطنين وتفكيك المستوطنات واستحالة التعايش مع الجدار والاستيطان والاحتلال .
نعم الشعب الفلسطيني يحتاج في اليوم العالمي للتضامن، الى استثمار هذه المناسبة والعمل على تحويلها الى فرصة يستطيع من خلالها ان يقدم للعالم قضيته العادلة وتوضيح ما جرى من مراحل لعبت دورا في صدور قرار التقسيم وضياع الارض وقتل وتهجير السكان واستجلاب ملايين الصهاينة من مختلف بقاع الدنيا ليحلوا مكان الشعب الفلسطيني في فلسطين، حيث تفوقت حينها قوة الاحتلال وحلفاء الاحتلال على قوة الحق، ونحن على ثقة بان شعوب العالم وبرلماناتها تتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يحقق النجاحات تلو النجاحات وعلى المستوى العالمي، وما العزلة الدولية التي يعيشها الاحتلال الصهيوني في الوقت الحالي، الا نتيجة لهذا التضامن وادراك المجتمع الدولي لحقيقة الاحتلال، وما الوعي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ومعه اصدقاء من مختلف الجنسيات والاعراق والديانات الا نتيجة لذلك التضامن، في المقابل باتت الامم المتحدة تدرك ان العودة الى الوراء والاستفراد بالحق الفلسطيني ضربا من المستحيل، وكما تريد الشعوب الاخرى فان الشعب الفلسطيني ايضا يريد، زوال الاحتلال .
امام كل ذلك نقول كثيرة هي المعاني التي تجسدها مناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، وهو يجسد صورة بطولية في تمسكه بأرضه، عنوانها التضحية مستفيدا من الثورات المتعاقبة والانتفاضات، مؤكدا بذلك بأن لا حلّ شامل ونهائي للقضية الفلسطينية يمكن أن ينجح ويكون قابلاً للحياة، إذا لم يأخذ بعين الاعتبار حق عودة اللاجئين إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم وأملاكهم وفق القرار الاممي 194، وكل ذلك يتطلب حماية المشروع الوطني والحفاظ على دور منظمة التحرير باعتبارها مرجعية وطنية عامة، ومعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني على الرغم من توزعه ما بين أراضي 1948، والضفة وغزة والشتات، وعلى الرغم من خصوصيات كل تجمع من هذه التجمعات، والتمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في حق العودة، وتقرير المصير، والدولة المستقلة، وعاصمتها القدس، هذا بالمعنى المرحلي، أما بالمعنى الاستراتيجي فنريد أن تقوم دولة فلسطين الديمقراطية التي تتضمن حقوقا متساوية للجميع.
ان ما يجري في المنطقة من هجمة امبريالية استعمارية صهيونية تسعى إلى تنفيذ مخطط تقسيم الدول وغيرها إلى كيانات سياسية طائفية وأثنية ومذهبية بدعم للقوى الإرهابية التكفيرية واتباعهم وتزويدهم بالسلاح والمال ومستلزمات الإجرام من قبل الحلف الامبريالي الأميركي ، بهدف ضرب قوى المقاومة نتيجة مواقفهم المشرفة تجاه القضية الفلسطينية ولثنيهم عن دعم للحقوق والثوابت العربية، يتطلب من الشعوب العربية وقواها القومية والديمقراطية والتفدمية على وجه الخصوص، التحرك باتجاه الوقوف الى جانب فلسطين باعتبارها القضية المركزية، والى تعزيز وحدة القوى في بوتقة مقاومة عربية شاملة للمشاريع العدوانية الامبريالية، والمشاريع الارهابية الرديفة لها التي تسعى لتفتيت العالم العربي الى دويلات طائفية ومذهبية واثنية تبرر وجود الكيان الاسرائيلي ومطامحه التوسعية ودوره كقاعدة متقدمة للامبريالية ولارهاب الدولة في العالم العربي ، ونحن على يقين بان صمود الشعوب العربية وقواها الحية ومقاومتها هو انتصار للمقاومة لفلسطين وشعبها ودفاع عن القضية الفلسطينية.
ونحن اليوم نتطلع ان يشكل يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني زاوية معاكسة تماماً، وهي اولا مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة القيام بمسؤولياتها، عبر تطبيق قراراتها، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا ، من أجل إنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي نصت عليها هذه القرارات ، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الكارثي، ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال بمواجهة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، والتوجه الجاد ودون تردد إلى مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي، ومطالبة محكمة الجنايات الدولية البدء بمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته، واتخاذ الإجراءات الجدية لتطوير مقاطعة الاحتلال ومنتجاته وبخاصة منتجات المستوطنات، التي نطالب العالم بمقاطعتها، ووقف التنسيق الأمني المشين.
ختاما: لا بد من القول ان الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه غير المنقوصة، واستمرار انتفاضته الباسلة ومقاومته بمواجهة الاحتلال ، وهو يتطلع الى تحشيد أوسع جبهة تضامن شعبي عربي وعالمي مع كفاح الشعب الفلسطيني، ومع الأسرى والمعتقلين الصامدين الصابرين في السجون الصهيونية، وعوائل الشهداء.. شهداء المقاومة والانتفاضة، لان شعبنا الفلسطيني يتطلع إلى فجر الحرية والاستقلال بمزيداً من الصبر والثبات والصمود، ومزيداً من العمل والنضال والوحدة الوطنية، فقضيتنا عادلة وستنتصر مهما طال الزمان وعظمت التضحيات.
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية الى الشهيدة أشرقت قطناني
- المؤتمر العربي العام والنتائج
- طلعت يعقوب كان ذخرا لأبناء الجبهة والثورة
- اعلان الاستقلال يجب ان يتعزز بفعل الانتفاضة
- في ذكرى الرئيس ياسر عرفات شباب فلسطين يكتبون تاريخ جديد
- تحية وفاء لقناة الميادين
- حزب مكافح يستحق التقدير
- الكوفية الفلسطينية تاريخ نضال وثورة شعب ضد الاحتلال
- فلسطين وعاشوراء
- جيل يرسم حلم الشعب الفلسطيني بلون ورائحة الوطن
- الهبة الشعبية خطوة مهمة على طريق تحرير الارض والانسان
- فلسطين تكتب بدماء شهدائها تاريخا جديدا في مسيرة النضال
- انتفاضة الاقصى وذكرى الرئيس عبد الناصر.. فلا قيمة للحياة بلا ...
- عيد الأضحى وفلسطين الجرح العميق
- صبرا وشاتيلا ليست مجرد مكان..
- واقعنا على فنجان قهوة ونحن ننتظر
- المجلس الوطني الفلسطيني امام مهمة شاقة
- الحس الوطني يتطلب ضرورة تحصين واقع المخيمات
- في ذكرى القائد الشهيد ابو علي مصطفى الواقع الفلسطيني اليوم ي ...
- الهبة الشعبيه والانتفاضة الثالثة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عباس الجمعة - لترجمة الاقوال الى افعال في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني