أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حدث في قطار آخن -15-















المزيد.....

حدث في قطار آخن -15-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 14:17
المحور: الادب والفن
    


ـ هذه صورتي على البحر في مدينة روستوك في شاطئ العراة، كنت في السادسة عشر من عمري. تابعت سابينه، ماذا تقول عن حالة العري هذه أيها الشرقي الحالم؟
ـ تبدين في الصورة كعاهرة شرقية!


"غالباً ما يتم حتى في الأدب الشرقي توصيف ومقارنة عوالم وحالات البؤس والانحطاط والاِتِّسَاخ والرذيلة في مجتمع ما بسلوك العاهرة ونادراً بسلوك العاهر! في كلتي الحالتين ليس عدلاً ما نقوله أو نكتبه في هذا الشأن، فالعاهرات لسن متسوّلات ومُنْحَطّات ومُتَّسِخات ووَضِيعات ودنيئات ورخيصات المهنة.هناك بالتأكيد بعض الأعمال الأدبية والأفلام السينمائية الرائعة والواقعية والتي تصور جمال عوالم السيدات العاهرات وقدراتهن على الحب والوفاء والتضحية العالية، إن الإساءة المقصودة لهن هي إساءة للإنسان ... هناك مفردات يستخدمها الشرقي يومياً في أحاديثه الجدية والهزلية باللغة المحكية أو الفصحى... منها على سبيل المثال أفعال الكره والبشاعة والتحقير والعض والضرب والقتل والشتيمة وما شابه... ناهيك عن الكلمات غير الإنسانية التي تسيء للمرأة والأنوثة بشكل عام... هذه الكلمات المتداولة هي نتاج التربية الدينية والديكتاتورية على حد سواء... أما في المجتمعات العلمانية المتطورة فقد بدأت هذه الكلمات بالانقراض... والسبب يعود بالتأكيد إلى نظريات التربية وعلوم الاجتماع الحديثة... الإنسان ليس إلا ما عملت منه التربية كما يقول الفيلسوف الألماني كانط... بالإضافة إلى احترام الإنسان للدستور العلماني واستيقاظه بعد الحروب الكارثية... ما زلت أذكر في بدايات تعلمي للغة الألمانية بحثي المُضني عن معاني الكلمات... والذي ما زال مستمراً حتى الآن... في تلك الأيام شغلتني معرفة ماذا يعني يكره أو يبغض... ولا سيما أني لم أسمع من يستخدم هذا الفعل... وعندما حاولت أن أشرح للآنسة مرادي لم تفهم قصدي…"


نهضت هينلوري غاضبة، قالت: أن تصف صديقتك سابينه بالعاهرة الشرقية هو حماقة وتخلف، لا يليق بك حتى لو كان مزاحاً.
قال أحمد في نفسه: "تلتهم قلوب الرجال والسجائر كما السكاكر ولا تسكر!"
ـ عذراً لم أقصد الإساءة، قلتها فقط للتحبب. قال بصوت عالٍ.
ـ ينبغي على الإنسان أن يُعَامِلَ الآخر كما يتمنى من أعماق القلب أن يُعَامَلَ من قبله. قالت سابينه.
ـ قبلت اعتذارك يا أحمد لكن موقفك لم يكن حضارياً! قالت هينلوري.
"ما هو السلوك الاجتماعي الحضاري؟ وما هي ميزاته ومواصفاته؟ هل السلوك الحضاري هو صفة مكتسبة أي يتعلمه الإنسان خلال عملية احتكاكه بالمجتمع أم هو غريزة أي أنّه سلوك يُولد مع الإنسان ولا يتم اكتسابه، كيف يتّشكل السلوك الاجتماعي الحضاري؟ كيف يتم تعميمه على كافة أطياف وشرائح المجتمع دفعة واحدة ليصبح حالة اجتماعية بديهية بغض النظر عن التباينات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والدينية؟ ما هي البلدان التي يمكن أن تتمتع بهذا النمط الاجتماعي السلوكي الراقي؟"
شعر فجأةً بخوف من ردة فعلهما وكأنهن رئيستا منظمة سرية تخططان لوضع اللوائح الداخلية للأعضاء المنتسبين.
ـ أنت عنيفة بعض الشيء، كان بإمكانك تنبيهي بطريقة أخرى، أنت متناقضة، طريقتك شرقية أيضاً. قال أحمد.
"طريقة إيصال المعلومة بأنواعها وألية تلقيها في الشرق مُلَبَّدتان بالعُنْف والتَعْنِيف وبالخوف أحياناً... وبطريقة الاستعلاء والسخرية أحياناً أخرى".
ـ ماذا تعني بالعنف؟
ـ العنف هو استخدام القوَّة اللسانية استخداماً غبياً غير مشروع أو مطابق للقانون الإنساني.
ـ أشعر وكأنك مستاء، منفعل، غاضب وكأنك ترغب سراً بالانتقام مني دون أن تستطيع.
ـ ليس لدي فكرة الانتقام حتى بالحد الأدنى، ولو كانت موجودة بحدها الأدنى، تأكدي تماماً أنني أملك القوة والشجاعة لتنفيذها!
ـ اهمدا، تقول الحكمة اليهودية: "الجبال لا تلتقي لكن الناس تفعل"، أتعبتما رأسي، طار منه كل ما هو جميل، سأحاسبكما بالتكاليف... لا تنسيا بأننا نحتفل بعيد ميلاد هينلوري اليوم! هكذا أنهت سابينه الحوار بينهما.
ـ وجهت حديثها لهينلوري وقالت: تعالي معي لنعد طقوس الاحتفال...
نهضت سابينه، سوَّت وضع قميص ليلها الملتصق بمؤخرتها.
وحيداً على أريكته، أشعل أحمد سيجارة بولمول جديدة واسترخى...


ما هي إلا دقائق معدودات حتى دخلت هينلوري بجزمة الجلد السوداء المفرَّغة وكلساتها السوداء المثقَّبة كاشفة عن بياض رجليها، جاءت محصَّنة بالشورت الجلدي الأسود الضيق، ومسلَّحة بحزام الجلد الأسود العريض الذي تتدَلَّى من جهته اليمنى كلبشات من سوارين تربطهما حلقات معدنية، في الجهة اليسرى حشرت ما بين الحزام وخصرها هراوة شرطي جلدية، سوداء، غليظة وقصيرة، دخلت إلى الصالون بجاكيتها القصيرة السوداء التي بالكاد تغطي صدرها العذب كاشفةً عن بطن صافٍ كنبع... كحلت شفتيها بالأحمر، وغطت شعرها بقبعة الشرطي السوداء، تلبس كفين من الساتان الأسود اللامع، تحمل على راحة كفها اليمنى صِّينِيَّة من الخشب الرقيق، تطل منها زجاجة ويسكي كروية الشكل، ثلاث كؤوس من الكريستال السميك الأبيض و سطلاً صغيراً لقطع الثلج، وباليد اليسرى تحمل صحناً من الخزف الصيني وعليه ما يشبه ثلاث قطع شوكولا بنية اللون، ثلاث ثمار أرجوانية من الصبّار المُقَشَّر، ثلاث حبات كبيرة من التين الأخضر، وثلاث حبات شهية من الزيتون المحشي...
حدّق أحمد في يدها اليسرى، أمعّن النظر في حبات التين والصبّار، لم يصدّق عينيه، نظر إلى هنيلوري، لم ير فيها إلا تمثال من تماثيل الإغواء في متحف الإيروتيك في قرية امستردام السياحية، حيث يقودك الطريق إلى تعلم مبادئ فن الإغواء... نظر إليها ثانية، بدت واقفة، كأنّها لوحة اللحظة الديناميكية اللازائلة، صورة تصلح لشرح أعقد درس من دروس العلوم الطبيعية أو الميكانيكية، بدت هنيلوري في زي الشرطية الأسود كمنحوتة من الثلج الكريستالي في فصل شتاء، كمنحوتة مذهلة أخذت مكانها في إحدى الساحات الرئيسية في مدينة فينيا، منحوتة امرأة تستعد لتقديم البهجة للناس في احتفالات عيد الميلاد...
حدّق أحمد من جديد إلى صحن الخزف الصيني، أشعل سيجارة بولمول جديدة واسترخى على أريكته وأمامه الشرطية ببطنها الصافي كالنبع، وثمرات التين والزيتون والصبّار في هذا البيت الأمين، والكلبشات والعصا...


"رنّ جرس الهاتف في غرفته الطلابية في مدينة آخن، وقتَ إعداده لطعام العشاء، تناول السماعة ويده الثانية تعانق زجاجة البيرة، كانت إحدى صديقاته على الطرف الآخر، وقد ضاعت كلماتها في ليل ضحكاتها العالية، انتقلت إليه عدوى الضحك، ثم سألها: ما الذي يُضحككِ؟ ما بكِ؟
أجابته: كلما تذكرتُ حكايةَ نبع داؤود في الوادي الأحمر، التي رويتها لي في الشهر الماضي، أغرق في موجةٍ من ضحك!
أضافت: سأسافر ذات يوم إلى مدينتك، و أزور ضيعة الوادي الأحمر، سأتوضأ من ماء النبع، كيف أصل النبع؟
تناولَ رشفةً من البيرة الباردة وضاعَ في تفاصيلِ شوارع الضيعة وحقولها... انتبهي لما سأقول:
تسافرين من المدينة إلى ضيعة الوادي الأحمر بالسرفيس، تدفعين لمعاون السائق فقط ثلاث ليرات ونصف، لاتخافي من ذقن السائق الكثة، ولا من تلك العصا الغليظة التي تشبه البلطة، فهذه أدوات العنف التاريخي في المدينة، بعد مفرق القنطرة، مدخل القرية، بأمتار، تعلنين للسائق بكامل التهذيب عن رغبتكِ في النزول، قولي له ببساطة: من فضلك يا أخي، أو من فضلك يا أُستاذ، على مهلكَ عند موقف عريفة، أو موقف المحيفر، أو المستوصف أو البلدية أو أبو نبيل المخيصاتي أو قولي أبو سمير أو أبو الأدهم، سيفهم عليكِ بالتأكيد ما تقصدين... ثم تمشين في الشارع الفاصل بين بيت أبو الأدهم وبيت أبو سمير، وتتابعين سيرك باتجاه حقول الزيتون، مروراً بأرضِ وحيد، بزيارة الشيخ محمد، بحاووظ الماء، بأرضِ أبو الشمس، ثم أرض أم منيف، ثم أرض غبريش، في نهايتها يصبح الطريق صخرياً، ينحدر باتجاه أرض الدلعونا، وما أن تجتازيها ماشيةً باتجاه الجبل، حتى تلتقي وادياً ضيقاً كثيف الصبّار، على يساره تقع أرض داؤود و دوّار الماء المخيف، وعلى الجهة اليمنى تجدين نبعاً صغيراً، يشبه كرسي الملوك القديمة، سّموه نبع داؤود... هناك تستريحين قليلاً وتشربين، وإن شئت تتوضئين.
توقف عن الكلام، أشعل سيجارته، أحضر زجاجة البيرة الثانية، وقال لها ضاحكاً: أرجو من الله أن يراك الفلاح معلّا تتوضئين، كما رأى نعيمة ذلك اليوم!
ضَحِكَتْ على الطرف الآخر من جديد، و رجته أن يُعيد رواية الحكاية مرةً ثانية، ضَحَكَ وبدأ يحكي لها من جديد:
تركَ الفلاح معلّا ذلك النهار المشمس بقراته ترعى وجَلَسَ يتناول طعامَ الغداء: حبات الزيتون، العنب، البندورة والبصل الأخضر، فجأةً! رأى نعيمة بَضَّة الجسد، تحمل بكلتي يديها سلتين، لقد عادت لتوها من قطاف الصبّار والتين، وَضَعتْ سلتيها جانباً حالما وصلت إلى النبع، نظرتْ خلفها بحذرٍ، ثم خلعتْ سروالها و وضعته قربها، رفعت فستانها و قرفصت فوق النبع... توقفت اللقمة في فم الفلاح! نَظَرَ إِلَيْهِ، إِلَيْها، بِعَيْنَيْنِ متعبتين، جَاحِظَتَيْنِ وشبقتين... راحتْ نعيمة تتبول، تغسل مؤخرتها وأسفل بطنها بدفقات ماءٍ عذب، كف يدها يلطم ما بين فخذيها، تتسارع اللطمات ويعلو صدى الاصطفاق! ينضح الخجول القابع ما بين الفخذين نظافة وطهارة... يضحك النبع، نبع داؤود.
احمرّت وجنتا العجوز معلّا، ابتسمَ بخبثٍ وعدّل نظراته، ضرب راحة يديه كلّ منهما على الأخرى، صرخ بصوته العالي الخشن ودون أن يتحرك من قعدته: وكْ وا نعيمة... الله يسامحك... وكْ، حرامٌ عليكِ... لحظاتٌ ويموتُ الولد بين يديك! لقد نتفته نتفاً... توقفي عن ضربه، مهما فعلتِ لن يتغير... والله، لو كان ساقطاً في البكالوريا لَما أشبعته ضرباً وسباً بهذا الشكل... دعيه يعيش بسلام كرمى لي ولله.
علت ضحكات صديقته على الطرف الآخر من جديد وامتزجت بضحكاته، سقطت الدموع فرحاً... تفوح رائحة طعام محروق، رائحة أرز محروق، قال لها: أطفئي الغاز، فالطعام يحترق!
فأجابت: أظنكَ أصبحتَ تعرفُ عاداتي، فأنا لا أتعشى في هذا الوقت المتأخر، إنّه طعامكَ أيها الحكواتي."


علت ضحكات هينلوري وقالت: أنتَ، بشرودك يا أحمد، غريب الأطوار... بالمناسبة، أسفة أني تأخرت عليك، هل تنتظرني؟
أجابها أحمد العائد من تَيَهانه: شيءٌ ما يحترق!



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في قطار آخن -14-
- حدث في قطار آخن -13-
- حدث في قطار آخن -12-
- حدث في قطار آخن -11-
- حدث في قطار آخن -10-
- حدث في قطار آخن -9-
- حدث في قطار آخن -8-
- حدث في قطار آخن -7-
- حدث في قطار آخن -6-
- حدث في قطار آخن -5-
- حدث في قطار آخن -4-
- حدث في قطار آخن -3-
- حدث في قطار آخن -2-
- حدث في قطار آخن
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -52-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -51-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -50-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -49-
- المرسم
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -48-


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حدث في قطار آخن -15-