أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس















المزيد.....

بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 09:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



(1):

كتب د .صالح ياسر حسن مقالا تحت عنوان (التحولات الرثة في خريطة العلاقات الطبقية – الاجتماعية في العراق بعد 2003 ) , والمنشور في كتاب ( الرثاثة في العراق : اطلال دولة .. رماد مجتمع ) , وهي نصوص تشريحية للوظيفة الهدمية للاسلام السياسي ,ضمها د . فارس كمال نظمي الى متون كتابه – ط1 – 2015 – دار ميزوبوتاميا ( مازن لطيف ) – شارع المتنبي – العراق , جاء فيه :

( منذ سقوط النظام الدكتاتوري , اصبح الوجه الرئيسي للتناقض على صعيد الاقتصاد هو القطاع النفطي الذي تهيمن عليه الدولة.منذ هذه اللحظة تصبح السيطرة على محور الصراع بين مشروعين : خصخصته او ابقاءه تحت هيمنة الدولة ..لقد تغيرت الان ( عقدة المسالة )ولكن المسالة ظلت كما هي : من الذي سينتصر اهو شكل الاقتصاد الحكومي – الدولتي ام شكل الاقتصاد الراسمالي ؟) .

يقارن د .صالح ياسر في ارقام الموازنات العامة للحكومة العراقية :
( سنلاحظ بان الفقراء يتحملون العبء الاكبر في الايرادات العامة .فالارقام الواردة في موازنة 2012 م على سبيل المثال تشير الى ان حصة الضرائب المفروضة على الفقراء وذوي الدخل المحدود تعادل اربعة اضعاف تلك المفروضة على الاغنياء .. ان الفقراء يستفيدون بدرجة اقل من الاغنياء , في حين ان حالة الاغنياء تبدو معكوسة تماما ,اذ يستفيدون من المصروفات العامة بدرجة اكبر من الفقراء وذوي الدخل المحدود, مقابل تحملهم عبئا اقل من المصروفات العامة .ويعني هذا كله ان موازنة 2012 م على سبيل المثال لاتحقق العدالة بين السكان بل العكس تماما انها تعمق التفاوتات الطبقية والتهميش الاجتماعي والاستقطاب ..

ان الفقراء وذوي الدخل المحدود في سنة 2012 ازدادو فقرا , اما الاغنياء فقد ازدادوا غنى .هذا الاتجاه ليس غريبا , بل على العكس انه منطق احد قوانين التطور الراسمالي).

يؤكد د .صالح ياسر ( المثير للانتباه هنا هو ان المجال الليبرالي للاقتصاد في مرحلته الاولى , كان مرهونا في نموه وتطوره بحماية سلطة الاحتلال لا بمباديء ( الحرية الاقتصادية ) . في حين تعبر القوى المهيمنةعن ليبراليتها في رفض دور الراعي للدولة , ومعارضة التدخل الاجتماعي والتنظيمي والرقابي )..

ويكمل (ان القوى الرثة الناشئة حديثا ببلادنا الساعية للارتباط بنيويا بالنسق الراسمالي العالمي , تجد نفسها في مواجهة مع الطبقة المسيطرة على راس المال في الخارج من ناحية ومع الفئات والشرائح الداخلية من ناحية اخرى ..ان هذه السلطة بحكم وجودها في قلب بنيةعالمية تجد نفسها مضطرة لكي تتفاعل مع هذه الاطراف ,ان تنظم العلاقة فيما بينها , او ان تقوم بدور الوسيط بينها . وهي عموما تصبح اداة للطبقات المسيطرة بفئاتها المختلفة ).

يؤكد د . صالح ياسر ان هنالك امثلة كثيرة في الراسمالية المعاصرة على الكيفية التي تسيطر فيها شريحة بيروقراطية رثة على الطبقة البرجوازية بفزاعة ثورة الفقراء والمهمشين . هذه الفزاعة تخفف من توتر العلاقة بين الفقراء والبرجوازية دون ان تلغيها .

لقد نمت في اطار الطبيعة المزدوجة للاقتصاد العراقي الريعي – الخدماتي بعض الفئات البيروقراطية الحكومية والسياسية والعسكرية والامنية والتي تنحدر من الفئات الوسطى والفقيرة .ان نقطة تكوين هذه الفئات الرثة هي حيازتها لجهاز الدولة , اي انها تمتلك الدولة من خلال حيازتها لاجهزتها .
وقد حصدت هذه الفئة الرثة على حصة كبيرة من المداخيل بفعل النهب المنظم لواردات الدولة الريعية . اي انها امتلكت اقتصادا خاصا بها يعزز قدراتها وسيطرتها على الدولة والمجتمع .
نشاطات الدولة الريعية تخلق حالة من الخضوع لدى المواطنين . وهذه الملاحظة تفسر سلوك قطاعات واسعة في العراق والتي تعاني من آثار السياسات للقوى الطفيلية الرثة في الدولة والتي تستند الى اقتصاد ريعي – خدماتي . فالبرغم من كل المعاناة الا انها لم تتح لحدالان بلورة وعي يؤدي الى طرح بدائل للنظام الحالي , بل انها مازالت تراهن على حل مشكلاتها في اطار نظام المحاصصة الحالي .

وقد ساهم الاقتصاد الريعي على تقوية الجماعات غير الرسمية وفي ظهور الصراعات المسلحة . لقد عمل الريع على تقوية الجماعات غير الرسمية وتعزيز استقلالها عن الدولة . كما اسهم الريع في تكريس هشاشة الدولة وفشلها في التوزيع العادل للثروة , وبالتالي تشجعت بعض الجماعات غير الرسمية على التمرد على الدولة .

يؤكد د. صالح ياسر ان سياسة الدولة الريعية تعمل على نمو راسمالي خاص ,راسمالي , ريعي , طفيلي , فاسد ورث في نفس الوقت .
يقول د . صالح ياسر :
( لقد اسهمت الروح النيوليبرالية التي وردت الى العراق مع العهد الامريكي والتي تعتقد ان الدولة هي اصل العلل والشرور , في خلق مفارقة جوهرية. فقد افضى طموحها في الوصول الى مابعد الدولة , وتحجيم دورها وتقليم اظافرها الى اطلاق قوى ماقبل الدولة حيث هيمنت الهويات الفرعية على المشهد ) .

( 2 ) :

بين عاملة الجنس والسياسي العراقي المعولم امريكيا

تستعرض المحامية والباحثة والكاتبة والصحفية العراقية سلام خياط في كتابها (البغاء عبر العصور – اقدم مهنة في التاريخ ) – ط 1- 1992- رياض الريس للكتب والنشر – بيروت – قبرص كتاب بائعة الجنس ( البغي ) دولوريس فرينشي وهي مذكرات عن عملها الجنسي حيث انتحلت اسم ( دليلة ) . وقد حقق كتابها مبيعات ضخمة , وقد التزمت جانب الدفاع عن العاملات في حقل الجنس في اميركا والمطالبة بحقوقهن .

قادت الصدفة دولوريس لان تلتقي بعاملة جنس تدعى ايلين واصبحت معلمتها فيما بعد, وكانت بعض نصائح ايلين كالتالي :
1- لاتخجلي من عملك , انه عمل كالاعمال الاخرى .
2- تذكري انك مهتمة بالدرجة الاولى بجمع النقود .
لقد اختارت دولوريس من البسط اغلاها ومن الاغطية اثمنها واحلاها . وكانت حريصة على استقبال الزبون بابهى حلة وتتناول معه الشراب بقدحين من الكريستال , او تسقيه الشاي او القهوة بالفناجين المذهبة والمفضضة على صينية مزركشة .

وكانت تغير اغطية الفراش والوسائد بعد مغادرة كل زبون .ولا بد للزبون من الدخول الى الحمام للاغتسال فذلك فرض .واضافت ايلين من نصائحها الى دولوريس :
3 – لكل امراة ثمنها فلا تبخسي ثمنك . فطالبي باعلى سعر .
4 – لاتحاولي تغيير اخلاق الزبائن وحاولي تنفيذ طلباتهم باقل قدر من المشقة . واعطه كل مايفتقده عند زوجته او صديقته , فالمتزوجون اكثر ترددا على بيوتنا من العزاب .

كانت دولوريس حريصة على اقتناء الاشياء الجديدة والثمينة . كانت تشتري التنورة ب ( 400 ) دولار والحذاء ب (300 ) دولار وغطاء السرير ب (600 ) دولار ولم يكن هدفها جمع النقود بل الاستمتاع بمباهج الحياة .

مسك الختام :

ان السياسي المعولم والرث لايخجل من عمله كبائعة الجنس تماما . فهو كسائر الاعمال المربحة , ورغم لااخلاقية العمل الذي يمارسه والذي يعتمد على الصفقات السرية والكذب على الشعب, الا انه يوفر له الاموال الطائلة وكالبغي ينتمي الاثنان الى مجتمع الرثاثة .
ان السياسي يختار لنفسه اجمل الملابس واغلاها ويشتري منزله باغلى الاثمان لكنه لايقدم اية خدمة للذين انتخبوه , اي مايعادل مفهوم الزبون لدى بائعة الجنس .وهو بالمقابل يحاول تغيير اخلاق المواطن نحو اخلاق السفالة والرثاثة الفكرية وتزويق وتبرير السرقة والخداع والمحاصصة .

وبدلا من تحويل مدن العراق الى مدن حديثة على طراز المدن الاوربية فقد تم تحويل المدن العراقية الى مكب للنفايات اين منها الازبال المتكدسة في بيروت والمدن اللبنانية الاخرى؟
الزبالة هي نتاج مباشر للمحاصصة والتي يجيدها السياسي العراقي كاجادة بائعة الجنس لعملها .

ان السياسي العراقي بدلا من قيامه بخدمة المواطن يقوم باخصائه بوضع تسعيرة خيالية لخدمات الماء والكهرباء وللمحروقات ولكارتات شحن الموبايل ولاستقطاع رواتب الموظفين وانعدام الخدمات البلدية .ففي الجدول الجديد لرواتب الموظفين سيتم استقطاع نسبة الثلث من راتب الموظف ,بالاضافة الى زيادة الضرائب على راتبه .
نحتاج الى وعي جديد للمواطن حتى نستطيع ازاحة السياسيين وتغيير العملية السياسية.
لنعمل على بناء مجتمع مساواتي تقف الدولة فيه على الحياد بين الديانات المختلفة ومعتقدات الناس كافة .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالات في كتابة الابحاث والمقالات
- الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة
- الرثاثة وجذورها في العراق
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1
- بين الدين والفكر الديني


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وليد يوسف عطو - بين رثاثة السياسي ورثاثة عاملة الجنس