أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الناس احتاروا بي














المزيد.....

الناس احتاروا بي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 19:56
المحور: كتابات ساخرة
    


اليوم .
في هذا الوقت بالذات.
وتحديدا في هذه الساعة.

يعتبرني أهلي وجيراني أنني رجلٌ مسيحي بامتياز.
يقولون عني أنني مسيحي.
ومسيحي خطيرا وليس مسيحيا عاديا.
يعتبرونني خوري...يعتبرونني قس...مطران...كاردينال.

والسبب كثرة كتابتي عن يسوع...وحبي المعروف في هذه الأيام لشخصية يسوع.

والمسيحيون يعتبرونني: رجل مسلم , كوني أعيش مع عائلتي المسلمة والمتواضعة في الأرياف غرب مدينة إربد في الأردن.

وزماااان سنة 1996م كانت تدعي المخابرات الأردنية أنني بعثي خطير.
خطير جدا.
كانوا يعتبرونني بعثي من الطراز الأول....ومثقف بعثيا إلى أبعد الحدود.
والسبب أنني كنت أكتب كثيرا من المقالات في صحيفة الرأي والدستور ومجلة عرار عن الفكر السياسي والديني في العراق القديم وفي سوريا.

أوكي إتفقنا.
إتفقنا جدا.
ولكن هل كان البعثيون في الأردن يعتبرونني بعثيا؟ طبعا: لا.
مطلقا.
كانوا يدعون أنني رجل مخابرات خطير جدا, ومن المحتمل أنني عميل مزدوج على حسب ما يدعون.
والسبب: أنني كتبت كثيرا عن الحياة العامة في الأردن.
كتبت عن هموم المواطن العادي وتطلعاته.

انا اتعبت.

تعبت جدا.
تعبت من الأوهام والشكوك الدواعش بقولوا عني أنني كافر.
والسبب: أنني اكتب عن الحرية والعلمانية.

والكفار بقولوا عني داعشي.
والسبب: أنني عربي من عائلة مسلمة وأعيش في الأردن.


والسنه بحكوا عني شيعي.

والسبب: هم أنفسهم مش فاهمينه ...غير عارفينه ولكن يبدو انه بسبب انتقادي لبعض صحابة الرسول في بعض كتاباتي.

والشيعه بحكوا عني سني.

والسبب: أنني من عائلة مسلمة.
هنا الناس أو السنة والشيعة يحاسبونك على جواز السفر وعلى بطاقتك الشخصية, يعني لو أمسك بك الدواعش الشيعة في العراق وكنت متعاطفا طوال عمرك معهم ومكتوب ببطاقتك الشخصية انك مسلم سني لقتلوك رميا بالرصاص, فقط لأنه مكتوب عنك انك سني.
ولو امسكت بك أيضا الدواعش السنة لقاتلوك وصلبوك وعذبوك حتى الموت إذا كان مكتوب أنك مسلم شيعي, حتى لو تغزلت بالسنة وكتبت بهم عشرات القصائد المطولة بمديحهم.


والمسلمين إجمالا بحكوا عني أنني يهودي صهيوني مُتصهين.
والسبب: أنني امتدحت اليهود في بعض كتاباتي...شفقت عليهم.

واليهود بحكوا عني أنني من نسل إسماعيل.

وقرايبي عشائريا بحكوا عني شيوعي ملحد.

والسبب واضح: وهو لأنني أدافع دائما عن حقوقهم كون اغلبهم عمال وموظفين كحيانين على قد حالهم.

والشيوعيين والملاحده لا يقولون عني بأنني شيوعي لينيني أو تروتسكي مُرتد, هم بحكوا عني ليبرالي.

والسبب وقوفي أحيانا ببعض كتاباتي بجانب بعض المواقف من الثورة الأمريكية.

والليبراليين يقولون أنني شيوعي ماركسي.

والسبب أنني أحببت كارل ماركس وسيرته الشخصية.

وأمي تدعي أنني أحب زوجتي جدا وأطيعها في كل شيء, وزوجتي تدعي أنني أحب أمي كثيرا وأطيعها في كل شيء.
علما أنني استمع لهن ولطلباتهن دون أي تمييز.

وزوجتي تقول أنني اسمع كلام الناس والجيران أكثر مما استمع لها, والجيران والأهل يدعون أنني أسمع كلام زوجتي ولا استمع لكلامهم.
وأولادي يدعون أنني أحب أولاد أخواتي أكثر منهم وأولاد أخواتي يقولون: أعطينا من الحب جانب...أحبنا كما تحب أولادك.
وصاحب السوبرماركت المجاور لبيتي يدعي أنني لا اشتري من دكانه بقدر ما اشتري من دكانة أبو يوسف, فليلة الأمس ذهبت إليه لكي يصرف لي خمسون دينارا فقال: والله ما عنديش غصرافه روح على أبو يوسف وراح يصرفلك كونك زبون من زبائنه, فقلت: طيب وهو أنا مش زبون عندك؟ فقال: لا يا عمي والله أولادك بشوفهم بمروا من جنبي وبروحوا يشتروا من عنده.
وابو يسوف أيضا ذهبت غليه ليصرف لي الخمسين دينار فقال: انا لصرافه حاططها بس لزبايني, وانت يابو علي عدم المؤاخذه مش من زبائني, أنا بشوفك دائما بتفوت وبتشتري سكر ورز وشاي وزيت من عند أبو أحمد علما إنه السكر والزيت والشاي والقهوه عندي امصبره ومش إملاقيه حدج يشتريها, فالله يرضع عليك روح عليه.
بس الناس هذول كلهم مش فاهميني, أنا إنسان بحب الجميع وبحترم الجميع وبشتري من عند أبو احمد ومن عند ابو يوسف وما بحبش يكسب مني واحد دون الآخر, والقهوه مره بشتريها من هاظا(هذا) ومره بشتريها من هظاك(ذلك) والخضره مره بشتريها من هون ومره من هناك, وبطاقة شحن الموبايل مره بشتريها من هاظا ومره بشتريها من هظاك.
أنا بحب أيضا المسلم وبحب المسيحي وبحب اليهودي.
أنا إنسان قرأت كل شيء وتوصلت لنتيجة واحدة وهي أن المحبة تنقصنا, لذلك أحببت الشيوعي والماركسي والتروتسكي المرتد واللينيني الثوري واليهودي والليبرالي, حبيت الكبير والصغير والمقطمط بالسرير.
وتوصلت إلى نتيجة واحدة وهي:

اللي بحكوه السنه عن الشيعه صحيح.
واللي بحكوه الشيعه عن السنه صحيح.
واللي بحكوه الشيوعيين عن الليبراليين صحيح واللي بحكيه الليبراليين عن الشيوعيين صحيح.
واللي بحكوه الناس عن سلوك المطارنه والشيوخ والقُسس والرهبان ايضا صحيح.
واللي بحكوه القُسس والرهبان والشيوخ عن الناس ايضا كمان صحيح.
واللي بتحكيه أمي عن مرتي صحيح.
واللي بتحكيه مرتي عن أمي صحيح.
وأنا احترمت الجميع وصدقت الجميع وقبلت بالتعايش مع الجميع..



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدنيا مثل حبة الخيار
- أجمل الأيام!!
- قصة حقيقية حصلت معي في الأردن
- على قد ما بنحب بعض!
- من هم الذين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية؟
- الهوس بالموساد
- جائزة الإعلام السياسي في تشجيع ثقافة الاختلاف، من المنتدى ال ...
- زوج رومنسي
- ردود الزوجات على رسائل الأزواج
- كلام الليل يمحوه النهارُ.
- دولارات مسمومة
- الحمد لله على نعمة المسيح
- نعشق الموت والجنون
- الله يسعد يسوع اللي علم إنجلينا على المحبة
- تحقيق العدالة
- قلق الملك هنري الثامن
- أمريكيا هي السبب
- كل عام ونادين البدير بخير
- اغلاق مضيق هرمز وخطورته والبحث عن بديل
- المرأة الثرية المُعنفة والفقيرة المُعنفة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - الناس احتاروا بي