|
رفقا بالقوارير
لنصاري محمد لمين
الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 18:29
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
رفقا بالقوارير
الحمد لله الذي أسبغ علينا جلابيب النعم وفضّل سيدنا محمد على سائر العرب والعجم نبي الرحمة الذي دوّن في التاريخ نصيحته المشهورة" رفقا بالقوارير" إن الدين الإسلامي هو الشريعة الوحيدة التي ضمنت للمرأة حقوقها وصانت لها كرامتها حين كانت تمارس عليها وحشية الرجل وجبروته زمن الجاهلية الأولى " وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودّا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به أيمسكه على هون أم يدسّه في التراب ألا ساء ما يحكمون " إذن هي حقيقة مرة وواقع أليم كانت تعيش ظروفه المرأة والفتاة قبل الإسلام. سجّل أنا اسم بلا لقب من جنس لطيف رقيق النسب سلبت كرامتي في عهد مضى ودفنت حية بدون سبب فهل تغضب؟ اتهموني عند ولادتي بالعجب واستقبلوني بظلم ونكب وأخذوا يحفرون لي بلا تعب كأني ما أتيت للدنيا بل للترب فل أثرت فيك مآساتي؟ لكن بعد مجيء الإسلام تبيّن حقي بين الأقوام وكنت أول من دخل الدين الجديد فهل حاولت معرفتي؟ أجل ..هذه قصة المرأة قبل الإسلام ، حتى جاء الإسلام الذي أقر للبشر المساواة بين الرجال والنساء على حد سواء في أمور كثيرة " للرجال عليهنّ درجة وللنساء عليهنّ درجة" ،أما قصة" الرجال قوّامون على النساء" فهي تتعلّق أساسا بالإنفاق والعناية والحماية من طرف الرجل الذي يعتبر أكثر قوة وصبرا وحكمة من المرأة وهذا من مشيئة الله وقدرته. والإسلام كان ولا زال دينا قيّما يوافق الفطرة وملائم لكل زمان ومكان ،لذلك وقف وقفة جادة لمحاربة العنف بكل أنواعه ضد المرأة ،فالرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم جاء في خطبته الأخيرة بدار الدنية وهو يوصي الرجال " واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم .." نعم هكذا ينبغي أن نكون فالزوجة أمانة في عنق زوجها ما جمعهما القدر...ولا يتوقف الحد عند هذا فالرجل الحي الضمير تجده دائما رؤوف رحيم بالمرأة مهما كانت. وينبغي أن نقف جميعا يد بيد لمحاربة العنف الجسدي والنفسي والمعنوي ضد المرأة ،فآلاف النساء اليوم تمارس عليهن أنواع عديدة من العنف في دهاليز الصمت وخلف الجدران،هاته النسوة عليهن: - السعي في معرفة حقوقهن القانونية كزوجات أو أخوات أو بنات حتى يخرجن من الصمت. - كسر حواجز الخوف وطرد الصورة التقليدية بأن الرجل لا تناقش قراراته. - البوح للجمعيات والمنظمات النسوية الناشطة بالبلاد بكل أنواع العنف الممارس عليهن من الطرف الآخر. ويمكن للدولة المساهمة في مكافحة العنف ضد المرأة من خلال سياسة إدماج المرأة في الدوائر الإقتصادية عبر تكييف أفضل لآليات المساعدة ودعم التشغيل والنشاطات النسوية ،إلى جانب تعزيز التشريع المتعلق بمجال مكافحة ظاهرة العنف ضد المرأة. ويمكن للمرأة حماية نفسها من العنف اللفظي والتحرش الجنسي في خارج البيت عبر الإلتزام بالحجاب الشرعي الذي أقره الإسلام ،لأن العري واظهار المفاتن عامل أساسي لجلب المصيبة للمرأة. أختاه يا أمة الإله تحشمي لا تنزعي عنك الخمار فتندمي ذاك الخمار يزيد وجهك وجهة وحلاوة الوجه أن تتحشمي. فالعنف ضد المرأة لم يكن شيئا جديدا ولكنه استفحل لعدة عوامل أبرزها المد الفكري الغربي الذي أطل على العالم الإسلامي من نوافذ الإعلام المتعددة ،ففي أغلب الحالات التي وقفنا عليها وجدنا بأن الإفراط في الحريات والإخلال بالملتزمات يعتبران مؤشران بارزان لممارسة العنف بين الأزواج ولهذا ينبغي علينا الحذر ،وينبغي على المرأة في عالم اليوم أن تعلم بأن الشرع ( الدين) قرنها بعدة التزامات ينبغي عليها عدم الخروج عليها كرعاية الأطفال و الإعتناء بالزوج والبقاء في المنزل إلا لضرورة...ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب وأطفالها في دور الحضانة والملاجيء..أتكون أحسن حالا ؟ ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج المرأة وعملها..وقد كانت في الإسلام شاعرات وقاضيات وفارسات... إن ظاهرة العنف ضد المرأة لا يمكننا محاربتها بعيدا عن التعاليم الإسلامية السامية التي ارتقت بالمرأة إلى أن تكون عاملا للبناء وأي بناء أصعب وأشق من بناء العقول ...ففي الإسلام أسماء خالدة لنساء ساهمن في تشييد حضارة وبناء أجيال قادت العالم وأقامت أكبر دولة في تاريخ البشرية كالصحابية لميس وجمانة وسعاد ولبنى...خديجة ..فاطمة التيمورية ...فاطمة نسومر... وتثمينا لما بيناه من أساليب ينبغي أن نبين كذلك بأن الإسلام (العلاج) الذي ندعو إلى العودة إليه لحماية المرأة من العنف ليس هو ( التأسلم...والتطرف) الذي نراه اليوم في أطراف مترامية من العالم العربي وبأسماء متعددة وبأساليب وبأهداف متباينة أحيانا ومتفقة في أحيان أخرى. إن الإسلام المعتدل يعتبر حلا ناجعا ودواء فعالا ومجربا في إصلاح النفوس وتهذيبها وسدا منيعا للحماية من كل الأضرار الداخلية والخارجية. ومن أساليب محاربة العنف ضد المرأة إنشاء فضاءات للتسلية وخلق مناصب شغل للشباب ومحاربة الآفات الإجتماعية وكذا إدماج المرأة في العمل الجمعوي ومشاركتها في دور التكوين المهني و محو الأمية والصناعات التقليدية عبر كامل التراب الوطني... فالشباب العاطل والشابات العاطلات هم في الغالب طرفا القضية ،ذلك لأن الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس... وأختم مشاركتي المتواضعة بمقولة إسحاق نيوتن:" نحن نبني الكثير من الجدران والقليل من الجسور.." هذا وأصلي وأسلم على أفضل أب وصاحب وزوج ورفيق للمرأة في الحياة الدنيا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
الجزائر في 30/10/2015 لنصاري محمد لمين
#لنصاري_محمد_لمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر.. تحذير جديد من عقار يؤدي للاغتصاب
-
مقتل امرأة بحادثة طعن في إسرائيل
-
نجم الأهلي السعودي يفاجئ صديقته بطلب الزواج في الملعب (صورة)
...
-
المغرب: تقييد تعدد الزوجات يثير ضجة
-
منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر anem.dz شروط التقديم وخط
...
-
السجنة 15 عاما لامرأة متهمة بالخيانة في القرم
-
العثور على رفات 100 امرأة وطفل كردي في مقبرة جماعية بالعراق
...
-
شبح النظام الأبوي يلاحق النساء إلى -أروقة العدالة-.. لبناني
...
-
كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 والشروط m
...
-
التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2025..إليكم التفاصي
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|