أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العباس - ذبابة خيل














المزيد.....


ذبابة خيل


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


على غير العادة, لم يكن الازدحام شديدا على النافذة . اقلَ من اصابع الرجل السويَ,بما فيه إصبعه الوسطى ,بميزاتها الإضافية, والمهام الخاصة جدا الملقات على عاتقها...
الجميع كانوا يشهرون مصنفاتهم كبيارق في وجه الموظف الجالس وراء النافذة غارقا في ملكوته..او هكذا قرر ان يتشكل امامهم لضرورة البريستيج ..
كان يتأ فف كلما قرر الخروج على البريستيج ليعيد الضبط والربط الى بيارق المصنفات المخشخشة..
أخذت موضعي المناسب , مادا يدي بمصنفي على طريقة القوم , منتظرا كإنتظارهم , راشَا على وجهي مثلهم خلطة من القرف والأمل وغضب الخيل في اللجم ((وفق التوصيف البليغ المنسوب للإ مام على بن أبي طالب ,للحالة التي استقر عليها جمهور المسلمين حيال ولَيَ الأمر...))
ولم تكن خلطة المشاعر هذه شيئا مختلفا عما آلت اليه الأمور تحت الرايات الخفاقة للأيديولوجيات النضالية التي اجتاحت المنطقة كرد لا تنقصه الحماقة على التحديات الإمبريالية والصهيونية ..بل هي منها كما غرفةٌ من جاط سلطة استقلت عنه في صحن : مذاقا ولونا ورائحة ..وكما الأمور في الجاط هي ايضا في الصحن: يتبا دل الخيار الأخضر والطماطم الحمراء الكر والفر على التخوم الخارجية , دفاعا عن الإستنقاع وحفاظا على ما تراكم على الظهور من انجازات ..
وأنا على هذا الوضع أمام النافذة ( كلقطة توقف عندها شريط البث ) أقلع الشريط عندما همس تحت أذني من كانت كوعه في خاصرتي قد وجدت ضالتها
* ضروري كتابة الاسم على المغلف ؟
قلت و أنا أناور بخاصرتي أمام الكوع الملحاح
* لا شك ..
. تابع على الفور
* و الرتبة و الوظيفة ؟ !
كان واضحاً أنه يجرب هوياته في المطالعة على ظهر مغلفي .... تابع غير مكترث بصمتي عن سؤاله ..
* تأكد من وضوح صورة الهوية , هم ينَكشون وراء أي سبب للرفض .
بسطت أم ناظريبه مصنفي و فردت صور الهويات : هويتي , هويتين لموظفتين في التربية تبرعتا بكفالتي أمام البنك , لم يشعر بأي غضاضة من عدم استخدامي للساني في هذا الحوار ... قال متفاصحاً
ممتاز .. الصور واضحة كالشمس !!
تشكلت في فمي بقية العبارة : في رابعة النهار .. رابعة العدوية .... الربع الخالي ... ربع مثقال من الخمرة تفرح قلب المؤمن ... رباعيات الخيام تتلاعب بها أم كلثوم كما يتلاعب بوسيدون بأمواج البحر .
* ممكن القلم إذا سمحت ؟
سحبني من تداعياتي بفظاظة , ناولته القلم من جيب قميصي الذي لأمرٍ ما - و بالرغم من موقفي العصيب - استيقظ فرحي به ... فرحي الذي ظل ممسكاً بي من الطفولة ... أحتفي بواسطته بكل ما أشتريه : حتى علبة الدخان اليومية ...
على المقلب الأخر من مشاعري , كانت ترن حاستي السادسة . جَربت تطنيشها كالعادة , ذاهباً بإصرار الحمير إلى الحفرة التي حفرت لأمثالي ... أفقت على يده تقحم القلم في جيب قميسي فجعدت له ابتسامة و الرنين المتواصل لحاستي السادسة لا يرغب بالتوقف .

* * *

في البيت , بعيد عودتي من البنك ظافراً بقبول الطلب , استفبلتني زوجتي بأعصابها الملتهبة منذ تزوجنا :
* يا مسخم!! القلم نزع قميسك !!
أخرجت القلم تحت وابل من الشتائم التي راحت تنحرف جانبا نحو الرجل الذي عشقت كوعه خاصرتي . فقد أعاد القلم إلى جيبي عاري الرأس مستور المؤخرة كما سعت إليه الحركة النسوية في العالم العربي منذ عصر النهضة .



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلبق على مقالة جهاد الزين
- عينان فارغتان ومظلمتان
- ممانعة الديمقراطية
- حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟
- ازمة المعارضة اليسارية السورية
- سؤال الديمقراطية
- الانتلجنسيا السورية على المفترق
- ازمة الحداثة -مقاربة للجذور
- مفترق طرق
- قراءة باردة في موضوع ساخن
- محولة للتفكير بصوت عال
- بين نصين مقدسين
- شعر
- التغيير الديمقراطي في سورية
- قراءة في اية
- تحية لفالح عبد الجبار
- الراعي الكذاب..تراجيديا السياسة العربية
- مزاح ثقيل مع الدكتور طيب تيزيني
- دراما استعادة الليبرالية
- العرب والسياسة


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العباس - ذبابة خيل