ساكري البشير
الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 14:21
المحور:
الادب والفن
عندما يسدل الليل ظلامه ويعم الصمت كل الأرجاء، أسترجع يومي كشريط على كاسيت مسجل فيه كل أحاديث اليوم، وقد يتعدى ذلك فأجد فيه من الأمس..
الصمت يعم على الجميع..
أما أنا! فأبقى أتراقص على أغاني الصراصير الحزينة...
أنادي يومي من جديد لأضعه أمام عيني، وأسأله ..ماذا تريد مني؟
فقد جرحت والجراح مازالت تؤلمني..
فيقول: لا أريد لك سوى الأسى...
فناديت بأعلى صوتي...ودموعي تجري على الخد معلنة إستسلامها للجراح...
أقبل يا أسى...
فأنا الذي ترغب في أن تسكن حياته...ولكن لا أضمن لك الإستقرار فيها فقد جرح القلب ولم يندمل..
لن تنعم براحة داخلي فكل يوم أبني أمل..
أملا جديد يختلف عن الذي سبقه...
أملا يبعث فيا روحا تضيء ليلي...فيصبح الليل عندي نهاراً..
أملا يروي ضمئي...فيصنع لي أنهاراً...
أملا يذكرني دائما أنني مازلت حي..
أملا يهمس في أذني فيقول: سيتركك الجميع إلا أنا!
أملا يجعل القلم يبكي...
ليرحل الأسى..ليرحل اليوم أو غدٍ...سيرحل..معلنا نهاية حرب..معلنا الراية البيضاء...
وأسترجع أنا أنفاسي...بعد طول عناء..
تركني الجميع أتخبط مع قساوة الحياة...جميعهم تمنى لي السقوط من العُلى..
إلا أنا!
جميعهم يضحك على خسارتي...جميعهم يتمتع بدمعة مهزوم..
إلا أنا والأمل والقلم!
يصفقون على صعودي للقمم..
سأصل!
رغم أنني أعلم أنني أمشي في طريق يعمه الشوك..
وكنت أعلم أن من يسلك ذلك الدرب سيصل يوما ما إلى ما كان يطمح إليه، ولكن بعد طول عناء..
سيلامس القمر..
حتى توماس إيديسون كان يقول: كثير من إخفاقات الحياة هي لأناس لم يدركوا كم كانوا قريبين من بلوغ النجاح.
أخبرو الزمان عني سيروي لكم ظمأكم، صدقوني لست أعلى شأنا منكم، ولكني، وضعت العزم بين عيني، وجعلته رفيقا في منامي يحدثني عن فشلي...
يذكرني بأنني حقا فاشل، ولكن أرسل لي ذات يوم وصية يقول فيها، كلما تتقدم بروح جديدة سيموت الفشل...
لن يبقى منه سوى ذكرى، سوى رفاتا يقال بأنه كان!..
ويعيش الأمل..
أي نصيحة هذا يوصيني بها، هل للفشل عمر ينقص كلما حاولنا مراراً وتكراراً في نفس الأمر وبطرق مختلفة، أم أنه كان حقا يهزأ بي..
أم أن الفشل حقا سيمل..
#ساكري_البشير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟