أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - معاذ عابد - تجريم الوهابية ضرورة لإنقاذ الحضارة الإنسانية














المزيد.....


تجريم الوهابية ضرورة لإنقاذ الحضارة الإنسانية


معاذ عابد

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



منذ عامين تقريباً كتبت عن ضرورة تجريم الفكر الوهابي أخلاقياً، وحظر نشره وإغلاق مراكزه ومنابره الإعلامية في كل الدول التي تعترف بشرائع حقوق الإنسان السماوية والأرضية.هذا الفكر والمنهج الدموي لاقى الكثير من الدعم المالي والضخ الإعلامي المساند من دول معروفة، ناهيك عن استخدامه لدى بعض الدوائر الاستخبارية كورقة ضغط يلعبها في الصراعات والتناحرات السياسية الدولية، والآن بعد أن اكتوت الدول والشعوب بناره، وجب أن نقف وقفة جادة لنبحث في أسباب بقائه ونموه ووصوله إلى أن بدأ يخلق كيانات إحلالية تجسدت بإعلان دولة الخلافة على المنهج الوهابي والتي يقودها أبو بكر البغدادي وجماعته المعروفة إعلامياً بداعش.

مازالت بعض الدول متمسكة باستغلال هذا الفكر في حساباتها عبر تنظيم القاعدة وفرعه في سوريا «جبهة النصرة»، ولكنها تحارب فرعاً آخر له «داعش» لأنه خرج من سيطرتها المطلقة وبدأ هذا المنهج بممارسة تعاليمه الدموية على الأرض.
ألا تكفي الدماء التي تسيل في كل مكان في هذا العالم؟ هل يجب على الدول الغربية أن تكتوي بناره لتدرك مدة خطورته وإجرامه؟
هل يجب على الكويت أن تغلق قناة «وصال» الطائفية بعد أن تم تفجير المصلين في حسينية الإمام الصادق خلال صلاتهم ؟
لماذا تبقى قنوات «صفا» و»البرهان» و»العالم (السعودية)» تبث سمومها بين الناس برغم تعرض السعودية لما تعرضت له الكويت من إرهاب وصل إلى نشر فيديو لشاب يقتل ابن عمه «الكافر» من دون أدنى شفقة أو رحمة؟
إن هذا المنهج الإقصائي يهدف لبسط سيطرته المادية على الأرض مستنداً على تشريعات وقتية خصصت في أساسها لظروف تاريخية مختلفة.
يرتكز هذا المنهج إلى ممارسات يدّعون أنها من أصل الدين وركائزه لكنها تعود لممارسات جرت قبل 1400 عام بحيث كان استخدام السيف هو وسيلة القتال بين شعوب الأرض، وحتى أن هذه الأحكام والآيات كانت مخصصة في ظرف زماني تنتهي صلاحيتها التشريعية بانتهاء السبب وتبقى نصوصاً تعبدية لا يجب أن تتم إعادة تطبيقها بحجة إحياء الدين، هذه التطبيقات الجديدة لأحكام القتال القديمة ترجع لأن المنهج السلفي هو الأساس للفكر الوهابي كممارسة دينية واجتماعية.
كتب الكثيرون عن أسباب انتشاره وحللها المفكرون والباحثون، لكنهم لم يعالجوا أي سبب من أسباب انتشارها لتعقيد المسألة بين أوضاع اقتصادية وانعدام الثقافات الاجتماعية بين الشعوب المتأثرة بهذه الأفكار، لكن أحداً منهم لم يدع لمنع هذا الفكر أسوة بالنازية والفاشية التي تلاقي رواجاً واسعاً كردة فعل على ثقافة الكراهية التي تنشرها الوهابية، وهذا خطر آخر تشارك الوهابية بصورة غير مباشرة في نشره وترويجه.
يجب على المؤسسات الحقوقية الناشطة أن تقوم بجهد حقيقي لمنع هذا الفكر ومحاربة انتشاره ومنع تغلغله بين الشباب الذي يبحث عن قيمة ومعنى لحياته، من أجل إنقاذهم من براثن الضياع في الجهل والجريمة الدموية.

هذا المنهج الإقصائيّ يهدف إلى بسط
سيطرته مستنداً إلى تشريعات وقتية


وهذا الجهد ليس مستحيلاً ولا صعباً، وسيلاقي تأييداً من الملايين. وللأسف الشديد لأن ضحايا هذا المنهج يتوسع من الهند شرقاً حتى أواسط أوروبا غرباً ناهيك عن بؤره الإجرامية في الشرق الأوسط.
إن المحاكم الدولية والمؤتمرات والمحافل العالمية والمجالس التشريعية في كل العالم يجب أن تعمل وبشكل عاجل على تجريم هذا الفكر ومنعه وملاحقة مروجيه وداعميه من أفراد ومؤسسات ودول. لكننا نرى دولاً عربية تفتح أبواب جامعاتها ومراكزها لهؤلاء الدعاة والمروجين وتنشر أفكارهم الإقصائية بالرغم من تعرضها لجرائم إرهابية منبعها فكر هؤلاء الدعاة المتسترون بشكل «السلفية».
لقد أصبح ضحايا هذا الفكر يناهزون بل ويتجاوزون ضحايا الفاشية بالأرقام والفظائع التي يقترفها الوهابيون، دول وشعوب وقوميات وإثنيات وطوائف تتعرض للدمار والخراب والحرق.
لقد شمل إجرامهم الجميع حتى أنهم نهشوا بعضهم مثل الوحوش المسعورة الأمر الذي وصفته قناة البرهان بــ»قتال بين الدولة وبعض المتمردين».
إن الوهابية فكر يعادي كل شيء يحرق ويبيد ويمحو البشر والشجر، حتى الآثار والتراث الإنساني الحضاري لم يسلم من شرور معاولهم ووحشية تصرفاتهم.
مجاميع تمارس الاتجار بالبشر والاغتصاب والقتل والسرقة والإبادة العرقية والطائفية والعالم يصفها بمجرد «إرهاب». إن هذه الفاشية الجديدة خطر على البشرية، لكن يبدو أن هذه «البشرية» لن تدرك شر وفظاعة هذا الفكر إلا متأخراً بعد أن تتكرر أحداث سوريا والعراق ولبنان في كل مكان من العالم، وقد بدأوا في فرنسا وهاهم يعدون العدة للهجوم على عواصم أخرى، وهذه الدول لا هم لها إلا ضرب كيانتها الإحلالية «دولة داعش» في سورية والعراق.
يرسل الأوروبيون طائراتهم لتقصف مراكز الدواعش بعد أن ضربت عواصمهم ويتركون شاباً يتجهز لقتل مجموعة من البشر خلف شاشة الكمبيوتر بعد أن قرأ كتاباً في «مسجد» أو قرأ في موقع الكتروني مجموعة من تعاليم هذا الفكر الممول بالمليارات من دول معروفة للجميع تحابيها الولايات المتحدة طمعاً بنفطها ومالها. إن أول ضحية لهذا الفكر هو المذهب السني الذي اختزلت الوهابية أصوله وتعدديته ومذاهبه الأربعة بمنهجها الإجرامي، فأصبحت تهمة الإرهاب لصيقة أبناء هذه الطائفة بسبب الفاشيين الجدد.
إن العالم يسير نحو تعدد القطبية... لكنه لن يصبح عالماً آمناً من دون أن تقام الدعاوى من الدول والمؤسسات من ملايين الضحايا في كل العالم ضد ممولي الإرهاب وداعميه وخصوصاً ناشري هذا الفكر الدموي الوحشي الهمجي.
إن سكوت العالم المريب على هذا الفكر سيجعل من الفظائع التي ارتكبت بحق الأرمن عام 1915 مجرد نزهة بالمقارنة بما تفعله وستفعله هذه المنظومة الدموية بالبشرية جمعاء لو بقيت من دون تجريم وملاحقة.



#معاذ_عابد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول المسألة القومية العربية
- حلاوة..نوح !
- ماوتسي تونغ في سورية
- فسفسات قومية : القومية علاج للطائفية !!
- حق العودة إلى المخيم
- الإسهامات الوهابية في العلوم الفضائية
- التاريخ الأسود للإخوان : صناعة القاعدة.
- وداع زعيم الصعاليك - نجم
- تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية
- ملاحظات حول الطريق الثالث للدكتور خالد كلالدة!
- التوراة والأنجيل في المفهوم الإسلامي
- الفرق بين الطوائف المسيحية
- قراءة في كتاب- إرث بوليفار وأهميته
- لهذه الأسباب نرفض الحزبالشيوعي -الإسرائيلي-
- صحيفة الحزب الشيوعي الأردني..والنشر للصهاينة
- البحرين:إيران والشيعة لن يسكتوا عن التطهير العرقي
- التطهير العرقي في البحرين
- الأزمة في البحرين: بين حرب طائفية وثورة شعبية
- دمعة على صليب بغداد الأقدس
- لينين


المزيد.....




- نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي ...
- عصا السنوار وجد روح الروح وفوانيس غزة .. «الشروق» تستعرض أبر ...
- العالم يحتفل بعيد الميلاد ليلة الـ24 من ديسمبر.. هل تعلم أن ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوة بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ا ...
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - معاذ عابد - تجريم الوهابية ضرورة لإنقاذ الحضارة الإنسانية