كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4997 - 2015 / 11 / 26 - 13:43
المحور:
الادب والفن
خَــضْرَاوَانِ:
مَـا أعْمَقَ ذاكَ البُسْتَان !
رَفَعَتْ عَيْنَيْهَــا نَحْوَ القَمَــرْ
فَنَــمَــا فَيْضُ العُشْبِ اليَانِعِ
وَطَوَى وَرَقُ الزَّيْتُــونِ الفَحْلِ
أَوْجَــاعَ رِدَاهُ البَــارِدِ
فابْتَــلَّ رُخَــامُهُ
واحْتَــلَــمَ الشَّجَــرْ.
عَسَلِيَّتَــانِ:
مَـا أشْهَــى شَــهْدَ الجِبَال !
رَفَعَتْ عَيْنَيْــهَــا نَــحْوَ القَــمَرْ
فَــجَرَتْ أَنْهَــارُ البُنِّ الدَّامِعِ
وهَــوَتْ أسْرَابُ النَّحْلِ
عَــلَى الزَّبَدِ الجَــامِدِ
تَجْــتَــثُّ رَمَــادَهُ
وتُــرِيــقُ العَسَــلْ.
زَرْقَــاوَانِ:
مَــا أَوْعَــرَ هَدْأةَ طُوفَــان !
رَفَعَتْ عَيْنَيْــهَــا نَــحْوَ القَــمَرْ
فَامْتَدَّ مُحَيَّــا البَحْرِ اللاَّمِعِ
وكَــوَى ذَوْبُ الفَيْــرُوزِ
حِيَــاضَ خَــرِيفٍ آَبِدِ
فاكْتَــظَّ يَــمَــامُهُ
وَصَفَتْ نَــارُ الحَــجَرْ.
سَــوْدَاوانِ:
مَــا أرْحَبَ مِينَــاءَ الأَلْوان:
رَفَعَتْ عَيْنَيْــهَــا نَــحْوَ القَــمَرْ
فَتَــسَايَلَ جُرْحُ اللَّيْلِ الفَــاقِعِ
واصْطَــفَّتْ أدْفَــاقُ الكُحْلِ
تَمْــتَصُّ صَــلْصَــالَ الصَّدَأ
وَحَصَــى الصَّرَدِ الكَــامِدِ
وتَبُــثُّ شَهِيقَ الأزْهَــارِ
مَصْلاً فِي غَيْمِــهِ
لِيُــلَوِّنَ أَحْــلاَمَهُ
ومَرَايَــا المَطَــرْ.
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟