أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام البغدادي - التلفون-قصة قصيرة














المزيد.....

التلفون-قصة قصيرة


عصام البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 370 - 2003 / 1 / 17 - 05:46
المحور: الادب والفن
    



 

امس مات تلفونك..ليس الناس وحدهم يموتون ...ارقام التلفونات تموت هي الاخرى..تتذكر هذا الرقم وتنسى في حياتك اعداد كثيرة.. رقم بطاقتك الشخصية .. مساحة  بلدك.. رقم دارك لكنك لن تنسى هذه الارقام السبعة التي كانت يالنسبة لك وفي ذلك التتابع  بالذات وفي هذا التمازج بالذات اكبر هدية مع صوتها.احيانا ترفع سماعة التلفون الاسود كانما ترفع غطاء بيانو .. واحيانا تضع السماعة مثلما يغلقون غطاء تابوت..وهاهو قد ضاع هذا الرقم وصار بالنسبة لك ارضاً مستحيلة المنال .. صار باباً مغلقا ليس لها مفتاح.. ولم تكن بحاجة لكي تراها ..كان بوسعك ان لا تراها ولكن تشعر بها من بعد كما يشعر سكان الساحل بالبحر وان كانوا لا يرونه.. وفجاة غاب عنك البحر.لما افترقت عنها شعرت بالالم وبشئ غامض ينطفئ في اعماقك واتقدت نار الحزن وكان يجب ان تصغي الى صوت ما..انه التلفون: كان ذلك في ذات الوقت الذي اعتادت ان تخابرك فيه في السادسة مساءاً ورحت تعدو نحوه ومع علمك بل يقينك الذي لا يهتز انها لن تخابرك بعداليوم.. فقد راودك الشك في هذا ولو للحظة ما وبقيت تنتظر لو تحدث معجزة وان يرن التلفون ولكنه بقى صامتا فخيل لك انه ميت منذ الف عام.
كنتما قد عزمتما على الزواج.. لكن الامور لم تمض كما ينبغي وكنتما تشعران انكما متزوجين فعلا بسبب ذلك الحب القوي  الذى جمعكما معا ولكنكما كنتما تودان ان يعلم الجميع بذلك وان لا يفشل زواجكما.
بعد سفرك للدراسة احست هي بالوحدة وكان المطر غزيرا فكتبت لك عدة رسائل بان لا تعود الا بعد ان تحصل على شهادتك العليا وكانت الرسائل تتحدث عن ذكرياتكما معا  وعن حبها لك واحاديث اخرى شتى.لكنها جلست ذات مرة على ذات الطاولة التي جمعتكما معا في مكتبة الجامعة فاستطاع احد المطالعين ان يبادلها النظرات ثم الحب حتى اضطرت ان تكتب لك : ان ما كان بينكما ليس الا عملا صبيانياً وابدت اسفها طالبة المغفرة فيما اذا كانت قد جرحت مشاعرك لانها تتوقع الزواج في الربيع القادم من تلك السنة  وتمنت لك مستقبلا باهراً وان هذا من مصلحتكما معاً.
   لكن الذي احبها بعدك لم يتزوجها في الربيع القادم ولا في كل المواسم اللاحقة ولانك لم ترد على رسالتها الاخيرة فقد  تصورت انك قد استطعت نسيانها ولاشك انك قد وجدت امرأة اخرى.        
ها انت تجتاز الشوارع والازقة والافكار تتلاطم في ذهنك ..تحس بالوحدة وبرد الشتاء..وتبدو متعبا منكسر الفؤاد كأن شظية غادرة قد نفذت الى اعماق روحك البريئة ..تسير في صمت المدينة وحزنها وتقودك مشاعرك الدفينة للوقوف تحت ظلال الشجرة التي اما م شرفتها  ومن هناك تتطلع الى الشرفة.. ولا احد يدرى ما الذي يدور في ذهنك في تلك اللحظة.. هل تشعر بالغضب والحقد عليها؟هل قررت الانتقام منها؟ هل عزمت على نسيانها الى الابد؟  لا احد يدري سواك؟ومن يدري ربما قررت ان تهواها مرة اخرى!!                                                

 

 



#عصام_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبعة نصوص قصيرة
- لماذا هم ستة وليسوا سبعة!
- سبع قصص سطرية قصيرة جدا
- موقع -الحوار المتمدن- قد صمم لتكون غايته الاساسية مستودعا ام ...
- بذور الامبراطور قصة وعبرة للمعارضة العراقية
- النفط وبصيص النور
- الموت :ضريبة الخطايا
- نظام صدام ونظام كارنو
- مائة عام من رحلة البحث عن الديمقراطية في العراق!
- تبادل المراكز بريطانيا تصنع المشاكل وامريكا تصنع النماذج
- فلسفة معاهدة فرساى والوضع العراقي
- الحليم تكفيه الاشارة!!


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام البغدادي - التلفون-قصة قصيرة