|
حوار فايسبوكي مع الشاعر و الفنان عادل المتني(6)
محمد هالي
الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 01:32
المحور:
الادب والفن
- التفرد عودة مضنية للذات - عادل المتني : البرد يا صديقي، سأبدأ بحياكة كنزة صوف - لكن الريح فيها نوع من الاطمئنان - عادل المتني: خفيف كورقة خريف تهاجر - قد تخترق الصوف، و تتطاير الاوراق في كل الاتجاهات. - عادل المتني: أن تكون شاعراً، أو رساماً أو موسيقياً عظيماً، سيكون لك فصل الخريف صديقاً ، والريح وسادة خيالك. - صح - عادل المتني: أما باقي الفصول - العظمة تحتاج للريح - - عادل المتني: ستكون شاهدة زور على موتك - ربما شهادة الحياة أكثر من الموت، لأن الآخر في بعض الأحيان يكون عائقا أمام الريح فالعظمة تعشق التفرد ، و معانقة الرياح، لا يهم الاتجاه، المهم السباحة في الفضاءات المختلفة كذرات الغبار. - - عادل المتني: نعم، للوحدة ذائقة الفلسفة - تتجلى كصخرة وسط بركان، الوحدة تدفع خيال التفلسف الى أقصى مداه - عادل المتني: الوحدة زبدة الوقت - و تدفعه للتخثر بهدوء - عادل المتني: الوحدة تجلي الزمن - و وضوح الغامض في الذهن .. الزمن يتعالى مع الأزمنة حين تصطاد وحدتك، تصطاد وقتك المفضل، لأن عبثية الوحدة تثقن فلسفة الإبداع. - عادل المتني: العبثية حطب الفلسفة .. - و لهيبها المشتعل بدون انقطاع .. - عادل المتني : اللهيب فكرة من نار تتبخر تلو فكرة. - تصيب كهف افلاطون في الصميم ، لتشيد جنة الحقيقة الغامضة في التيهان، إنها أشباح العقل المختلفة، قبل أن تنجلي في سماء بعيدة ، قبل الإقتراب من الواقع الغامض ، مادام الخير هارب منا، في النصف الضائع من الأشجار. - عادل المتني: هههههه ...ومن الشجر ثمر لا يراه إلاك - ربما الثمر منقسم هو الآخر.. - عادل المتني: ربما أثخنتنا خيبات النظر، - و خيبات السمع أيضا، - عادل المتني: متناظرة، - التناظر في زمن التشابك ، حكاية الشعر تدغدغ الأحزان .. - عادل المتني: لا تقرب من الشعر، فله ناب، ومخلب كرأس رمح رزين - لان النحت مقلق لداعشي مريض. - عادل المتني: هههههه - يبقى الشعر إذن الملاذ الأخير، - عادل المتني: ونصفه قضى تحت الحوافر، - لكنه يجمع نصف الأشجار، من خلال زرع الأوراق الذابلة في الخلاء الواسع، يستطيع أن يجمع جينات الأشجار في جينة شجرة الكون، ومنها ستصنع ملائكة التمار حلاوة المذاق اللذيذ، ستنعم القردة بمصيبة العلو، و ينشطر التمساح في البرك العكرة، ليمتص رحيق الضفادع الصغيرة، و لن يصل الى التخمة، فيضطر لتغيير جيناته لتصبح عاشبة، ينتهي عصر الإفتراس، بتحول المخالب إلى قوائم، و الأنياب الى أسنان ناصعة البياض، و يغزو الشعراء الغابات بعد تحول الأسود إلى غزلان أليفة و ينتهي الكون الطبيعي بجنة الموسيقى الطبيعية الخالصة، بطلها الطيور، و حفيف الأشجار - عادل المتني: الله ..أشعر هذا أم فلسفة؟ !!!... - لا يمكن فصل الفلسفة عن الشعر، سيتآخى الفلاسفة مع الشعراء برقصة الموسيقى المتعالية بصوت الضفادع وسط المياه، ربما صوت الصراصير سيشتغل هو الآخر، و تتداخل الشتاء، مع حرارة الشمس، و يسود دفئا كله عناق و محبة سترقص فوق صهوة حصان أبيض، و لم يعد لضجيج الرصاص أي دور، فقط الكلاب بنباحها ستثير الفزع، لكن مع مواء القطط سيمحوها شعرها الناعم بعدما يتحول فراشا لأقدامنا، سنطأها في دفء رقيق بنسائنا الجدد الجميلات، و سيخرج أبو نواس بقصائده الجديدة، ليمحو الصراخ في هذا العصر، سينعم محمود درويش بالطمأنينة. لم يجد أية معارضة، فقط الطبيعة مبتسمة باخضرارها، و ألوانها الجذابة، ستصنع خمرها من عرق التين الأبيض، وتشم رائحة الازهار العطرة. - عادل المتني: كل ما عليها فان - لم يعد للفناء وجود ستتحول الأزهار لورود - عادل المتني: وأنا غرقت في نوم عميييييق - سينتهي عصر النوم أمام شهوة المتعة الزائدة، و الارتياح الهادئ، إنها جنة الخلد في الأرض، حتى النوم سيذوب مع المرح ،و الرقص الزائد، فقط ستظهر الهيستيريا المرحة ،و السكر المستيقظ، لأن الحمام سيطير بعناق حار فوق الرؤوس.
- عادل المتني: ربما لن يبق لي سواك ، مشاكسا رطبا - المشاكسة خاصية سقراطية ، قد تنفتح على السؤال من أجل الاعتراف و كل اعتراف فلسفة، يسميه سقراط أثناء معارضته للسفسطائيين بتوليد المعرفة المايوتيقا عادل المتني: السؤال بحر الجواب لأنه غريق - لكن الجواب يستطيع السباحة إذا كان مبدعا متخيلا مثلك - عادل المتني: السؤال فيلسوف الجواب متفلسف - على صاحب السؤال أن يكون متمكنا من الصور التي يرسمها، لأنه يتوفر على خيال واسع، و المجيب عليه أن يكون زئبقا، ينفلت من عقوبة السؤال ، ليجد مخرجا يستعمل فيه كافة الحجج الإقناعية، و لو بتدويخ العقل. - عادل المتني: الفيلسوف حالة إسهال منطقي.. - الفيلسوف ينعم بالسؤال و الجواب معا، يفكر في السؤال الآتي البعيد في القدوم،ربما لعصور طويلة، و لأجيال قادمة ،لا يعرف سنوات قدومها، لأنك بدأت تكتب بطريقة جيدة هذه الايام، عدت الى رشد الجواب الآتي من بحر الذاكرة المتيقظة. - عادل المتني: عاد الحزن يكتبني - اذا كان الحزن يحرك الدماغ ، ليبقى الحزن ضالتك حتى يصبح الفرح بهذا الشكل الإبداعي، الآن عرفت ضالتي: اذا توقفت عن الابداع سأحزنك - عادل المتني: الحزن والفرح.. صراع الأضداد - لكن بالضرورة التناقض سيولد القصيدة - عادل المتني: أو .. يقتلها - اذا ماتت القصيدة ، مات التناقض، و يكون المبدع قد اصبح في عداد الموتى، ومادام هناك عرق ينبض، فلابد من أن ينتعش التناقض، و تخرج القصيدة من جبة الحلاج - عادل المتني: القصائد لا تموت.. تأخذ شكل الصمت - لكن صمتها ينقلب إلى كلام في أية لحظة، و في هذا الكلام تكمن الخطورة، مثلا "اذا الشعب اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"، صمتها طال كثيرا، لكنها عندما تكلمت، قلبت رموز انظمة، و خلفت خريفا قاتلا في الكثير من بلداننا. - عادل المتني: ربط الشاعر الثورة بالقدر - و القدر يكون هنا مرتبط بالإرادة، و بزمن الثورة، و عندما وصل القدر نطقت القصيدة في الساحات، القدر ليس بالضرورة ميتافزيقي، قد يكون في حاجة الى وقت بأن يحذف ميتا من الوجود لكي تجعل من فزيقا قدرا جديدا. - عادل المتني: شيطنة اللغة في قداسة الثورة - الثورة فتيل يستعين بأي شيء، لكي يسهل الاحتراق، و حين تشتعل قد تصيب الاخضر و اليابس، و كل طبقة توظف حطبها لقتل الخصم، ثورتنا العربية انتصرت فيها الطبقة المسيطرة ، و انتشر لهيبها، و أصبح يشكل خطورة على البشرية كلها، لأن الطبقة المسيطرة لا يهمها الانسان ، يهمها الربح من الثورة، وأهم شيء فيها أن تترك الثورة الثروة...
#محمد_هالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اثنان في واحد
-
حوار فايسبوكي مع الموسيقار و الفنان كاردو بيري
-
اليسار المغربي و التعليم أم التعليم بدون يسار؟
-
صرخة مجنون العرب
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني(4)
-
حوار فايسبوكي مع خالد الخياطي (3)
-
كاترينا أو سوريا كما تصورتها قصيدة عادل المتني(4)
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني (2)
-
-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(3)
-
-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر(2)
-
-كاترينا- المتنية أو سوريا كما تصورها الشعر
-
حوار فايسبوكي مع الشاعر عادل المتني
-
-غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الأخ
...
-
-غربة الأوتاد- المتنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة (الجزء الثا
...
-
-غربة الأوتاد- المثنية صرخة من أجل تعرية الفضيحة
-
كيف حولت الزعري امرأة الهزيمة إلى امرأة النصر؟
-
المرايا، و حقيقة العالم العربي، كما ابتدعتها الزعري
-
حميد المصباحي و سنفونية -عفا الله عما سلف-
-
الواقع بلغة الشعر تحبكه -أمينة الزعري
-
في زمن تحول الموت إلى فرجة ممتعة
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|