أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20















المزيد.....

ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
ومرة نظم المركز الإسلامي [في هامبورغ العائد للإيرانيين] مؤتمرا بمناسبة ذكرى وفاة الخميني، وأتصور كانت الذكرى العاشرة، فدعيت إليه، لأقدم فيه كلمة بالمناسبة. والجمهور كان على الأعم الأغلب مغاليا في الخميني وخامنئي وإيران، ومن عادتي ألا أجامل الجمهور، فأطرح ما لا قناعة لي به، إرضاءً للجمهور، ولكني في نفس الوقت لم أرد أن أصدم عواطف الجمهور. لذا تكلمت بلغة، لم يفهم أكثرهم مغزاها الحقيقي، للسطحية التي يتمتع أغلبهم بها. فقد امتدحت الإمام في كونه الباعث للصحوة الإسلامية [الكارثية] المعاصرة، بحيث أن حتى الأحزاب الإسلامية المخالفة للخميني - وعنيت تلك السنية المتطرفة - فهي مدينة فيما يتعلق الأمر بالصحوة الإسلامية في أوساط جمهورها للخميني وللثورة الإسلامية في إيران. ثم قلت، وهنا بيت القصيد، فيما أردت من طرح معنى سلبي لما يسمى بـ(الصحوة الإسلامية)، فقلت إن (الإمام) قد قام بالخطوة الأولى، وعلينا تكملتها، لأن الصحوة لا تعني الوعي، بل هو الاستيقاظ من السبات، فإن الأمة كانت غاطّة في نوم عميق، فأيقظتها ثورة الخميني بهزة عنيفة، وأحدثت عندها هذه الصحوة [وليتها لم تصحُ]، والآن نحتاج إلى تحويل هذه الصحوة إلى وعي. فصعد أبو أحمد الخفاجي العراقي الذي انفصل عن العراقيين، وأصبح ندّا وخصما لنا، بعدما أصبح يتبنى الغلوّ في خامنئي وولاية الفقيه وحزب الله، فألقى كلمته من بعدي، ولمّح تلميحا بنقد ما جاء في كلامي، فمدح الإمام في حكمته التي كانت تجعله يتكلم للناس بلغة بسيطة يفهمها الجميع، وليس كما يفعل بعضنا بالتحدث بلغة لا يفهمها الجمهور المستمع. وهو لا يعلم، أو ربما يعلم، أني إنما تعمدت بالتحدث بالأسلوب الذي اشار إليه، من أجل التوفيق بين عدم استعدادي لمناغمة عواطف الجمهور والتحدث بما لا قناعة لي به، وبين عدم الاصطدام بعواطف هذا الجمهور ملتهب العواطف اللاعقلانية. لكني أقول اليوم لنفسي معاتبا، بل معنفا، أما كان الأجدر بك أن تعتذر عن إلقاء كلمة بتلك المناسبة؟ لذا أقول اليوم إني أعطيه الحق في نقده، لأن الموقف الصحيح، كان أن أعتذر عن تقديم كلمة بتلك المناسبة، لاسيما وإني كنت قد وصلت إلى ما هو قاب قوسين أو أدنى من الانفصال الكلي عن التجربة الإيرانية، فكريا، وأداءً، بل ونفسيا. وهنا لنذكر بماذا تحدث به التركي المغالي بإيران وخامنئي ياڤ-;-وس. سأنقل كلامه بكل أمانة. قال: طُلِب مني أن أتحدث بعشر دقائق [أو عشرين دقيقة] عن الإمام الخميني. فحرت بماذا أتكلم في هذا الوقت المحدود عن هذا الرجل العظيم. هنا ومن أجل أن أوضح، آتي لكم بمثل. لو إنه قد طلب من صحابي أن يتحدث بعشر دقائق عن الرسول بعد عشر سنوات من وفاته. فكيف يستطيع هذا الصحابي أن يفي الرسول حقه في عشر دقائق. هنا ماذا عليه أن يفعل؟ الحل إنه يقول لهم انظروا إلى هذا، ويشير إلى الإمام عليّ، ثم يقول: هذا هو التجسيد الحي لشخصية رسول الله. ولذلك أقول انظروا إلى إمام الأمة آية الله العظمى علي خامنئي، فهو التجسيد الحي والامتداد الحقيقي لشخصية إمام الأمة الراحل آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني. ثم تحدث عن أهمية الولاء لإمام الأمة خامنئي، بل راح ليقول إن الولاء وحده لا يكفي، ما لم يكن مقترنا بالحب. وأورد الرجل قصة مضحكة عن الحب. قال في جنوب لبنان، كانت حفلة زواج لزوجين مجاهدين من حزب الله. وجاء أحد أصدقائهما ليقدم لهما الهدية التي اعتقد أنهما لا يمكن أن يفرحا بهدية أخرى مثل ما سيفرحان بها. ثم فتح الهدية وأراد أن يقدمها لهما، وهو متيقن من أنهما سيفرحان بها أيما فرح. الهدية كانت عبارة عن صورة لـ(إمام الأمة) علي خامنئي. وبعكس ما توقع، فوجئ بأن العروس رفضت استلامها، وسحبت يديها بحركة عصبية سريعة، بل وغادرت صالة الحفلة. وبعد دقائق عادت، وعلى وجهها بلل، فعُلم أنها ذهبت لتتوضأ، لأنها رفضت أن تستلم صورة إمام الأمة دون أن تكون على وضوء.

ومن الأمثلة على الطريقة المجة التي كان يستخدمها الإيرانيون المواولون للثورة والنظام الإسلامي، مما كنت أمقته وأستاء منه كثيرا، حدث مرة أن دعينا لحضور مؤتمر بمناسبة ما أسموه بـ(أسبوع الوحدة الإسلامية). هذا الأسبوع، والذي هو في الواقع خمسة أيام، يمتد ما بين التاريخين للمولد النبوي، ذلك حسب الرواية السنية والرواية الشيعية، أي الثاني عشر من ربيع الأول حسبما هو عند السنة، والسابع عشر عند الشيعة والمقترن بتاريخ ولادة إمامهم السادس جعفر الصادق، فطرح حسين علي منتظري، عندما كان ما زال بمنصب خليفة الإمام، أو كما بالفارسية (قائممقام رهبر)، وقبل أن ينحى وتفرض عليه الإقامة الجبرية، كان قد طرح أن يكون هذا لاختلاف في تاريخ ولادة نبي المسلمين عامل وحدة، لا عامل فرقة، فسماه بأسبوع الوحدة الإسلامية، وبقي معمولا به، حتى بعد انقلاب الثورة عليه، ولكن مع محاولة إنساء الناس، بأن المناسبة هي من ابتكار منتظري. المهم ذهبنا مستجيبين للدعوة إلى المؤتمر الذي أقيم في المركز الإسلامي في هامبُرڠ-;-، وكان قد استجاب للدعوة أيضا شخصيات إسلامية سنية، وإن كانت ليست على وفاق مع الثورة الإسلامية الإيرانية، ذلك بسبب شيعيتها، وبسبب العلاقة الحميمة بينها ونظام حافظ الأسد البعثي والذي يمارس القمع ضد إسلاميي سوريا. حسب فهمي الذي كنت أتبناه وهو صحيح، أن الوحدة تتجسد بتجاوز الاختلافات المذهبية من جهة، ولكن أيضا بتجاوز الاختلافات السياسية. وبالتالي يجب على من يدعو لبرنامج وحدوي ألا يُحرج مدعويه وضيوفه بفرض خصوصياته عليهم. لغة الحفل الأساسية كانت لا هي العربية، باعتبارها لغة القرآن، كون البرنامج دينيا إسلاميا، ولا هي الألمانية، لغة البلد المقام فيه البرنامج، بل كانت الفارسية، وإن كانت هناك ترجمة للعربية والألمانية والتركية. مقدم البرنامج كان إيرانيا أولا، فارسي القومية واللغة ثانيا، شيعي المذهب ثالثا، خميني الولاء السياسي رابعا. الصور المعلقة كانت للخميني وخامنئي حصرا، اللافتات المعلقة يمينا ويسارا وراء المنصة كانت لقولين حول الوحدة الإسلامية، أحدهما لخميني، والثاني لخامنئي. لم يكتفوا بهذا كله، بل ختموا الحفل ببيان ختامي، كان قد جاء نصه من طهران، كان يحتوي على قضايا مجمع عليها من قبل المشاركين، ولكن اشتمل أيضا عن إعلان المؤتمر لتأييده وولائه للجمهورية الإسلامية، ولقائدها خامنئي. والأسلوب أن يقرأ مقدم الحفل فقرات البيان، الواحدة تلو الأخرى، فيكبر الحاضرون بـ«الله أكبر» تعبيرا عن موافقتهم على تلك الفقرة. طبعا الذي لا يشارك - كما هو الحال معي - في التكبير لفقرة، لعدم اتفاقه مع مضمونها، لا يُلاحَظ عدم مشاركته، لأن القاعة مملوءة بالموالين والمغالين، أو هناك من يشارك في التكبير، ليس تأييدا بل حرجا منه، أو من قبيل (حشر مع الناس تكبير).



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 4
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 3
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 2
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 1


المزيد.....




- ترحيب فاتر بالملك تشارلز في أستراليا بأول جولة خارجية له منذ ...
- استخبارات كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ ترسل 1500 جندي لمساعدة ...
- جواد العلي يعود إلى مسارح السعودية بعد غياب طويل.. افتتح حفل ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث أكثر من 500 جندي من قوات كييف
- الحوثيون يتوعدون إسرائيل -بتصعيد عسكري مؤلم- ثأرا للسنوار
- صافرات الإنذار تدوي في عكا وخليج حيفا
- مصر ترفع أسعار البنزين للمرة الثالثة.. فهل ستواصل الأسعار ال ...
- ما قصة التوغل الجيش الإسرائيلي في سوريا؟
- يحيى السنوار.. ما قصة المسدس الذي وجده الإسرائيليون بحوزته و ...
- -ماذا بعد مقتل عدوّ إسرائيل اللدود، يحيى السنوار؟- جيروزاليم ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20