|
علاقة الحذاء بالسياسة ....والفن
يونس حنون
الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 22:27
المحور:
كتابات ساخرة
قبل مدة ارسل لي لي احد اقاربي وكان قد هاجر الى الولايات المتحدة في الثمانينات ويعمل حاليا موظفا في احدى كازينوات القمار في ولاية نيفادا رسالة يصف فيها شجارا وقع بين اثنين من العراقيين داخل الكازينو ...وكان يبدو عليهما حسب وصف قريبي انهما حديثا النعمة وربما من اقارب سياسيي هذا الزمان الاسود ....قال قريبي ان الاثنين كانا يلعبان على نفس المائدة ...وان خلافا ثار بينهما بسبب طريقة لعب احدهما فابتدءا بالتلاسن باللهجة البغدادية التي لم يفهما باقي الجالسين الا قريبي الذي كان واقفا على مقربة بسبب طبيعة عمله فاصاخ السمع و فتح اذنيه للآخر وهو ينصت الى شجار لفظي ذكره بعركات بغداد...واذا باحدهما يصرخ بوجه الاخر : لك قندرة ! فهاج الثاني وامسك بتلاليب الشاتم ،وعندها ركض قريبي وافراد الامن وامسكوا بالاثنين لتفريقهما وسحبهما خارج الصالة...و تم اقتيادهما الى غرفة مسؤول الامن في الكازينو للتحقيق في من هو المتسبب ...ومعهما قريبي كشاهد...ولان المتشاجرين لم يكونا يعرفان الانكليزية بشكل جيد او ربما لم يرغبا في نشر الغسيل القذر امام الغرباء فقد امتنعا عن شرح ما حدث والرد على الاسئلة... لذا سأل المسؤول الامني قريبي ان يشرح له بالتفصيل وان يترجم له حرفيا ماذا دار بين الاثنين من كلام قبل التماسك ...وعندما ذكر قريبي ان السبب المباشر هو وصف احدهما للآخر انه "حذاء" ، بدا الاستغراب على وجه ذلك المسؤول الامني الامريكي وسأله : ولماذا يؤدي هذا الوصف الى شجار ؟ واضاف اذا وصفتك بأنك قميص او سترة فهل ستثور علي ؟ وحاول قريبي ان يفهمه ان وصف الحذاء مختلف لدى اخوة هدلة لكن بدون فائدة ، فهو لم يستوعب لماذا نعتبر ذلك شتيمة ...وقد اعتبر قريبي ماحصل موقفا لايخلو من طرافة فقد كتبه بالتفصيل في ايميل لي قائلا اني ربما ساستفيد منه يوما في احدى مقالاتي وها قد حصل نعم... وصف المقابل (اجلكم الله) بالقندرة شتيمة تستدعي في تراثنا سحب السكاكين واشهار المسدسات واستنفار العشائر وارسال الوفود للفصل وها خوتي خا.... فما تربينا عليه هو السائد ونعتبره هو الصحيح حتى لو استسخفه الاخرون ...فعندنا مبدأ ان ذكر الانسان مع الاحذية اهانة لاتغتفر ... بينما كان رد فعل جورج بوش عندما ساله الصحفيين عن حذاء منتظر الزيدي الذي طار بالقرب من رأسه هو القول مازحا بأنه يعتقد انه مقاس 10 ... وكان مبتسما عبالك شامر عليه ماي ورد ! هذا تفكيرنا وذاك تفكيرهم ...لست اقول ان احدهما صح والاخر غلط.... فكل حسب ثقافته ومن هذا المنطلق لاتزال ذاكرة معظم العراقيين تهيج غضبا عندما يتذكرون مقولة صدام الخالدة انه البس العراقيين احذية ...شنو انت رئيس جمهورية لو وكيل باتا ؟ ربما كان صدام محقا في انه كان السبب في الباس اهل عشيرته واهل العوجة الاحذية وجعلهم شبه اوادم... فلماذا يعمم ذلك على العراقيين جميعهم...علما انه كان السبب بلا منافس ونتيجة لحماقاته المتتالية في افقار الناس ودفع الكثير من العراقيين الى خلع لبسانهم وكرامتهم كي يعيشوا ....بس طبعا لم يكن حضرته ليتباهى بذلك الانجاز الحقير ....ولاننسى طبعا انجازه الاعظم وهو انه تسبب بسبب سياساته الحذائية في اننا اصبحنا ننضرب بدون توقف او رحمة ويوميا بال...قنابل حادثة سياسية اخرى مرتبطة بالحذاء حصلت عام 1960 في جلسة للجمعية العمومية للامم المتحدة وكان يحضرها الرئيس السوفييتي آنئذ نيكيتا خروشوف ...حين بدأ المتحدث على المنبر وكان ممثل الفليبين بمهاجمة الكتلة الشرقية وعلى رأسها السوفييت ويتهمهم بانتهاك حقوق الانسان في دولهم فاراد خروشوف التعبير عن احتجاجه على الكلام فرفع حذاءه وقام بالضرب على اللوحة التي امام مقعده عدة مرات..... وقد انتهت تلك الجلسة بفوضى عارمة حتى ان رئيس الجلسة كسر مطرقته بغضب وهو يضربها معلنا رفع الجلسة ... اما علاقة الحذاء بالفن فشبه مقطوعة ...ولا يتعدى ذكر حذاء الحبيبة في اغنيتين او 3 ....مثل ياشبشب الهنا ....ورنة قبقابي ...و جتي الحلوة تك وتك الحذاء ليس موضوعا يصلح للتبحر والاسترسال ...و فيما عدا حذاء سندريللا الذي وقع الامير في حبها عندما تركت له فردة منه ادت الى التعرف عليها فيما بعد ثم الزواج وعاشوا عيشة سعيدة ، فان حديث القنادر ليس بالحديث الرومانسي ... ولا زلت اذكر في السبعينات كانت هناك دعاية في التلفزيون لمحل يبيع الاحذية اسمه "عالم الاحذية" ، وكنت اضحك كلما تظهر تلك الدعاية وانا اتخيل عالما مكونا من القنادر والنعل ....وكأنهم يتحدثون عن عالم من الورود ! هذه المقدمة الطويلة وتذكري لرسالة قريبي اليوم سببه ما فعلته الفنانة شيرين وللمرة الثانية بخلع حذائها ورفعه امام الانظار......هذه المرة الى اذنها و في تصرف غير لائق بفنانة تغني اغاني رقيقة مثل اغنية مشاعر (نعم ...مشاعر وليس قنادر).... تصرف لا يمكن ان يستسيغه الانسان خاصة عندما يحصل في حفل منقول بشكل مباشر على الهواء وفي برنامج يتابعه الملايين....فلايوجد عذر اختلاف الثقافات هنا... المصريون كالعراقيين يعتبرون الحذاء شتيمة ...ويقولون عن الشخص السيء انه (راجل جزمة) انا بصراحة احب شيرين وكثير من اغانيها ...واحب عفويتها وخفة دمها ... واحب ما تظهره من محبة واعجاب بالقيصر كاظم الساهر ، ولا مجال عندي لمقارنتها مثلا بالحقنة الشرجية احلام ...لكن الموقف الذي حصل البارحة في برنامج احلى صوت والذي لم افهم دواعيه اصلا كان قمة في السخافة والسماجة، و رغم محاولات الموجودين اعتباره مزاحا والتغطية عليه وتجاوزه فأن اللقطة القبيحة ستبقى في الاذهان لفترة طويلة ...وهي اصلا بلا مبرر وبلا معنى ..... لقد كان مافعلته شيرين اساءة لكل المشاهدين ... واتمنى ان تعتذر بكل وضوح ...وان تعلن اعتزالها رفع الحذاء كما اعلنت اعتزالها للبوس .... كي نبقى نشاهد البرنامج الذي ينسينا بعضا من همومنا لساعتين او 3 في الاسبوع ، فنحن بحاجة الى ما يجعلنا نغير مزاجنا لبعض الوقت خاصة واننا نعيش اليوم في عالم الاحذية البشرية من دواعش... وسياسيين .....واحزاب دينية
#يونس_حنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذكريات الحرب.... من وحي مقالة (خوذة الجندي العراقي عبد علي)
-
غزونا الكويت ...فغزانا الخراب
-
اخبار مفرحة ...على سبيل التغيير
-
لروح الفنان خليل شوقي.... وبغداد السبعينات
-
شارع اسمه شارع خميني ؟ في العراق؟
-
حزب الله العربي الاشتراكي
-
انزاح المالكي ؟ صدك ؟ جذب ؟
-
في العراق....الصراع من اجل البغاء
-
اهذا ما اردتموه يا اولاد ال....
-
كنت احلم بوطن
-
آخر فرصة للعراقيين ....ومن بعدها الطوفان
-
شاهده بلا حراسة.......... فاعتنق الاسلام
-
تحريم الفساء على النساء
-
زيمبابوي تهدد وحدة العراق
-
كلام في السياسة والفن ...واحلام
-
انقلاب في مالي
-
السيرك العراقي
-
تعقيب على مقالة الاستاذ مالوم ابو رغيف المعنونة ضعف الشخصية
...
-
7illo 3an 6eezy
-
الولايات المتحدة العربية!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|