أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - نشرة مدرسيّة ,أم -خمسين ألف- ؟














المزيد.....


نشرة مدرسيّة ,أم -خمسين ألف- ؟


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت من بين من رثي حال العراق وحال عاصمته من ضمور بصري يكاد يوصلها للعمى معماريًّا ولونيًّا وبيئيًّا بعدما كان نموذج عالمي ككتلة من انسجام متوارث على أيدي مهندسون معماريّون مثقّفون بأشراط الحداثة المتّصلة بالجذور ,منهم عالميّون ..فمع الأسف ,وبدعم ممّن تسلّطوا على مقدّرات البلد المتوارثة ,وببركات المشروع الأميركي في "خصْيَنة العالم" فقد العراق على أيديهم قيمه الرصينة الفنّيّة في بلد ابتكر أهلوه الأوّلون أولى إرهاصات الفنون بأشكالها الكتابة الصوريّة لغاية "الأوت لاين" ووظّفها ,فالعاصمة بغداد تتعرّض اليوم للنحر بسكّين الحكم الديني السياسي المختلّ في عصر من أولى شروط ولوجه ,هي الفنون والعلوم ,فقذفوها وراء ظهورهم وسط نهريه العظيمين في لاحقة "هولاكيّة" غير مسبوقة ,من التخريب ,بعد أن كنت بغداد بالذات ,الائتمان عليها "مختبر" أو غرفة امتحان ثقافيّة وفنّيّة ,من النوع المخيف والمرعب ,يتهيّب دخولها كلّ من عزم شغل منصب أمينًا لها ..وبغداد قامة العلم وفقه الأبجديّة الفنّيّة للحياة ,بشواهد بسيطة نجت من عاتيات الزمن يتوضّح ذلك, لأثرها العميق في النفس ..هي أمّ منائر العلم ومساجد بحث مستمرّ عن الذات تليق بوحي متخيّل يهبط من السماء ..وهي أنظف بلاد العالم ,يشهد عليها سكّانها الثلاثون مليونًا زمن العبّاسيين برصافتها وحدها فقط, ألف حمّام ..بغداد ألواح الرخام والآجر و"الفشقي" و"الفرشي" وخشب "الجاوي" والصاج ,هي أرض "السندباد والسجّادة الطائرة ..بلاد البلّورة المسحورة تنقل بالصوت وبالصورة ..باب افتح يا سمسم ..تلك وغيرها ألهبت خيال العالم وعلى أساس "أفكارها" انطلقت لغة العلوم والتكنولوجيا وما وصل العالم إليه.. رسخت في ذاكر العالم.. فالألمان مثلًا ..عندما يذكر اسم بغداد أمام النخبة منهم تهتزّ مشاعرهم أكثر ممّا تهتزّ لذكر باريس ..فبغداد على صفحات "ورق الترمة" ذهبيّ الطابع والتأثير البصري نقش القصّاصون والورّاقين أحلامهم البغداديّة ومع ترف "البغددة" , بالملايين أغطسهنّ هولاكو بما حملنه بين مطويّاتهنّ من أثقال المداد, معبرًا للهاربين من سيوف التتار ما بين الرصافة و"الجسر" إن حرّ النحر .. ما أن وقع بصري على العملة العراقيّة الجديدة فئة "خمسين ألف" ,ولِهت بأضعاف ما ولهت له يوم اختزل العراق بشخص صدّام بعملة البلد الورقيّة رغم أنّ جميع ما أنشأ في عهد نظامه يتمتّع به لصوص العراق اليوم ساسة وقادة ومتنفّذين محسوبة على الدكتاتور الراحل.. عزّيت نفسي بعدها لما أوصلنا الحكم الديني السياسي إليه بعد أ لامست أصابع سحره العفن عملة البلد الورقيّة ,قلت: "الجماعة حائرون كما يبدو ,فاعتمدوا على أنفسهم في التصرّف بالبلد بعد أن ظنّوا أنّ الله تركهم بمنتصف الطريق وأشبعهم بصقًا "فهموها هكذا" عندما فاضت العاصمة بمياه الربّ ..وسبب انهيار معنويّاتهم واضح على العملة النقديّة الأخيرة وعلى ساحات بغداد وحدائقها العامّة الّتي احتكروها جعلوا دخولها ب"أربعة يورو" أو ما يعادل, ولكلّ فرد!, وبحيلة شرعيّة! بعدما كانت مجّانيّة .. يبدو كان يدور في تصوّر هؤلاء عندما كانت تجتمع بهم أولبرايت "لتحرير العراق من الاستعمار الإنكليزي" يتصوّرون ما أن يصلوا للسلطة حتّى تعمل أحلامهم تتطبّق واقعًا على الأرض تلقائيًّا وب"البركة" دون الحاجة لاستخدام العقل "ذلك قبل تزويرهم الشهادات والعلوم المعرفيّة بقيادة فيلسوف العصر" قبل أن يصطدموا بجدران الحقيقة حين أخذوا يحاولون نطحها بالتزوير.. فبالتسبيح وبصلوات الاستسقاء وبالتمائم والصدح بالعزاء في الشوارع والأزقّة بالمكروفونات ليل نهار "وبالركض" من مسافات تصل أحيانًا من الصين شرقًا ولغاية الاندلس مرورًا بكربلاء, غربًا, وبالنوافل وبالأدعية وبكثرة التردّد على مكّة ,حجّ وعمرة ,وذلك: "لردّ الجميل لله على ومساعدته لهم للوصول للسلطة" ,طبعًا بأموال الشعب.. وسينصلح حال العراقيّين بظنونهم وهم في اجتماع قمّ وشقلاوة "كأخوة كرد وعرب وأحزاب شيعيّة وسنّيّة", وسيشبع الجياع وستنتهي البطالة وسيشفى المرضى وستعمّ النظافة "بقدرة الله" وستنتشر العطور الفوّاحة في سماء العراق وشوارعه وسيهابه الأعداء وسيخجل وسيستحي على حالهم المنظّفون في دول الجوار وسيكون للعراقي بريق ذاتي يلمع لوحده وأحيانًا يشتعل وينطفئ كالنشرة الضوئيّة ,وهو يعبر الحدود لدول أخرى "وصلها بالفعل وتؤدّى له التحيّة الآن" كما وعدوه! ,وستعمل مصانعه جميعًا وبأحسن ممّا كان ..وسيعود الدينار بثلاثة دولارات ونصف الدولار.. بين "البطّة" و "البيتنجانة" ينحصر الإبداع الفنّي بين طيّات ذهن هؤلاء ..وكأنّهم يعترفون أنّ أشكالهم هم وصورهم أشياء تافهة ,هي أيضًا إلى زوال وليست فقط موروث بغداد..
18.11.2015



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد لوعة أبو سفيان .لوعة -الأسد-.. حروب ( الأنفاق ) القادمة ...
- والعراق في بطن الحوت, أولد لنا الله -يونس- ..
- والعراق في بطن الحوت, ألله أولد لنا -يونس- ..
- والعراق في بطن الحوت, أولد الله لنا -يونس- ..
- -الصدفة- عندنا, تكرّرت! فطيروا واصفروا
- كلام موجّه إلى -أبو القلاقل- ..
- إن كفّر الچلبي -رغاليّته- قبل موته, فقد يكفّر -السنّة- بإعاد ...
- ولله جند السماوات والأرض ..فهل للمجاري ملائكة؟ ندعوا الله ,و ...
- يا عبادي.. -بلاش دي- ..شوف جمال عبد الناصر ماذا عمل لمّا سلخ ...
- يستوجب مناداة كلّ من اسمه حسين ب: -حسين عليه السلام تعال أحج ...
- ابن باز والكُليني ما بين اللحم الحلال واللحم الحرام
- لكي لا يتّهم -الشيعة- بسرعة تغيير الولاء ..من سرعة تغيير -ال ...
- -المناغشة- الأمنيّة, لما بعد -الدكتاتوريّة- .. 2
- الروس فهموا -الهجرة- فدخلوا سوريّا -محزِّمين-
- -الشيخ- الوائلي معاصر تغرّبت خطاباته تتمنّع التلقيح
- أألله نصعد جبل ننزل جبل نزمزم ونرجم -شيطان-؟ إنّما نحن قوم - ...
- يعني ما فهمتو ليهسّة -اللّي جابكم- اقتضت -مستجدّاته- يشيلكم. ...
- مؤذّن -الملويّة- كان يحجّ بيت الله خمس مرّات.. في اليوم الوا ...
- عبادي تظاهرات ميركل فساد إصلاحات عمّار.. مش حتئدر تِغمّض عِي ...
- مختارنا ك-سهاد-, ذهب لإيران يعيد طائراتنا التسعين يشاركنا ال ...


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - نشرة مدرسيّة ,أم -خمسين ألف- ؟