أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - شرف الأموات ...!!














المزيد.....

شرف الأموات ...!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 11:42
المحور: كتابات ساخرة
    



وكان أن تزوجتُ "بالمُختارة" من النساء ، ولم تُخيّب ظني أبداً ، مُكافحةٌ من الطراز الأول ، نشيطةٌ كالنحلة، أمٌ كبيرةٌ بكل ما للكلمة من معنى ، وإضافةً الى ذلك كانت تملكُ رخصة قيادة سيارة ، في الوقت الذي كان فيه ، قليلٌ من الرجال من يملك رخصةً لقيادة أية مركبة ... وكنتُ أنا من ضمن هؤلاء الرجال الذي أقود "باص" رقم 11 ، أي اسير على قدمي ...!!
وبما أن نمط التفكير السائد ، بل نمط الحياة، يقتضي أن تجلس المرأة إلى جانب الرجل في المقعد الأمامي ،إذا كانت زوجته أو إحدى "المُحرّمات" عليه، (وليس العكس أن يجلس الرجل الى جانب المرأة) ، أما اذا كانت "غريبة" عنه ، فليس لها إلّا أن تجلس في المقعد الخلفي ،إذا أُضطرت لركوب سيارة مع رجل غريب ...!! وقد يكونُ هذا الغريب ، صديقاً للعائلة أو زميل عمل ، ولربما يكون جاراً أو "قريباً" من الدرجة الثانية .. كأخ الزوج مثلاً !! لأنه يجب احترام العادات والتقاليد المرعية ... لكن الأهم من كل ذلك ،هو "إتقاء الشُبهات" والألسُن المُغرضة الكثيرة التي تتصيد في المياه العكرة ..!!
بَنَينا بيتنا في قرية صغيرة بالقرب من المدينة التي وُلدتُ فيها ، عندما كانت قريةً صغيرة وكبُرت ومن ثمّ حصلت على "لقب" مدينة ، فهي مدينةٌ بالإسم فقط ..!! وفقط مؤخراً بدأت "الدماء" تسري في "عروق" الحياة الثقافية في هذه المدينة ، بعد موتٍ سريري طويل ..!!
بلا طول سيرة ، كنتُ أجلسُ الى جانب زوجتي في سيارتنا المترهلة ، من وإلى العمل أو في رحلةِ ، أو سفرٍ ما ، ولم أكُن أشعرُ بالحرج ، لأنني "فيمينيست" بطبعي ، ولأن الناس لا يعلمون بأنني لم أحصل على رخصة قيادة سيارة بعد !!
وحصل ما لم أكُن أتوقعه ، فقد بادرني زميل(لم يكن على إطلّاع بأنني لا أمتلك رخصة قيادة ) بالمديح لي :أنا أحترمك جداً ... لأنك تتيح لزوجتك التدرب على قيادة السيارة في المدينة .. وتجلس الى جانبها دون أن تشعر بحرج ...!! آن الأوان لكي يسلك الرجال مسلكك.. وأن تتعلم النساء قيادة السيارة !!
قهقهتُ وقلتُ له : نعم أنا من دعاة المساواة التامة ...!! لكنني لم أُطلعْهُ على سري الصغير ..
وقياساً بالمدينة ، فقد كانت القرية التي سكنتها وعائلتي ، "بؤرةً للتخلف" ، وكانت زوجتي هي الأنثى الوحيدة التي تقود السيارة ... مما أثار غيظ الرجال وغيرة النساء ...!!
بلا طول سيرة ، وذات صباح وقف على المحطة رجل من أهل القرية ، معروف بظُرفه وخفة دمه ، وتربطه بي وبأقاربي علاقات ودٍ وصداقة ... رجل عربي تقليدي ، يرتدي الحطة والعقال ويُحافظ بصرامةٍ على التقاليد ..كان بإنتظار توصيلة الى المدينة القريبة ، وأيامها لم تكن مواصلات عامة من والى القرية ، حتى إلى وقتٍ قريب من يومنا هذا ..
في طريقنا ، تبادلنا الترحاب والسؤال عن الصحة والأحوال ، ومازحني وزوجتي بظرفه المعتاد ...توقفنا قليلاً عند بيت أخي في منتصف الطريق ، ونزلت زوجتي لتُحادثَ "سِلفتها" (زوجة أخي ) في شأنٍ ما ، وتركَتْ محرك السيارة شغالاً ... بادرني الصديق متسائلاً : إذا تحركت السيارة لسبب ما هل تستطيع إيقافها؟!
قلتُ مازحاً : لا أعرف ..!! قد نموتُ نحن الإثنين ...!!
-لستُ خائفاً من الموت ... لكن ما يُضايقني هو أن تتزوج زوجتي بعد موتي ...!! قال بجديةٍ
- وماذا يهمك ماذا سيحدثُ بعد موتك ، فلتتزوج إذا رغبت بذلك ؟!! تساءلتُ ...
- ماذا جرى لعقلك ؟! إنها شرفي حتى لو كنتُ ميتاً ...قال صديقي ..
وما زلتُ الى يومنا هذا ، أحكي هذه النادرة لصديقي ، إبنه البكر ...
ولكي لا تنشغلوا عليّ ، فقد حصلتُ على رخصة قيادة ، لكنني أجلس غالباً الى جانب زوجتي ،إبني وبناتي، وخاصة في الليل ، لأنني أعاني من مشاكل في النظر .....!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسرعة الضوء ..!!
- هُدنة مؤقتة ..!!
- حلم الدولة ودولة الحلم الأفنانية ..
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته ..
- ألعقربُ ، الضفدع والأفعى في باريس .
- وزيرة -للثقافة- الهابطة ..!!
- مش متذكر ..!!
- قضية شرف
- المواضيع -ألسكسية- ..!!
- الجديلة ..
- رسالة الى الخليفة أفنان الديموقراطي ..
- ألستاتوس كوو..!!
- الإنفصال عن ألواقع ..disassociative
- وللذكر مثل حظ الأُنثيين ، ما بين النص والواقع.
- نصف الكأس الممتلئ..!!
- مصائبُ قومٍ ...!!
- إبنة هولاكو ..
- ألحاخام ألوهّابي..
- يعيش الرفيق ستالين..
- بُرجُ عاجٍ دكتاتوري ..؟!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - شرف الأموات ...!!