صلاح زنكنه
الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 08:29
المحور:
الادب والفن
الزوج الثالث
صديقتي الحميمة جدا والتي تؤمن بصداقتي الاثيرة معها والتي تستشيرني في كل صغيرة وكبيرة , سألتني فرحة مستبشرة عن رأي في الرجل الذي تقدم لخطبتها , فأجبتها دون مواربة .
_ أنه لايفيدك .
لم تأخذ برأيّ وتزوجت من ذلك الرجل وتطلقت منه بعد أشهر وجيزة .
وأنا بقلب صديق متفان جدا أواسي صديقتي الحميمة جدا الجريحة جدا الحزينة جدا الضجرة جدا كونها فشلت في زواجها بامتياز .
بعد أقل من سنة من الزيجة الفاشلة سألتني صديقتي الحميمة جدا بغنج ومرح عن رأيّ في الرجل الجديد جدا والذي يروم الزواج بها .
أجبتها حانقا .
_ أنه لايفيدك بالمرة .
قالت بدلال .
_ أنه رجل مختلف جدا وأنت تعرفه .
قلت جازما .
_ ولأني أعرفه أقول لك أنه لايفيدك يا عزيزتي .
لكنها لم تأخذ برأيّ وتزوجته وتطلقت منه بعد أشهر وجيزة .
صديقتي الحميمة جدا المكلومة جدا الكسيرة جدا الغاضبة جدا , تكفكف دموعها على كتفي وتتمتم بحيرة .
_ من يفيدني من ؟
أجبتها بهدوء .
_ أنا .
قالت بأستغراب .
_ أنت ؟
وبهتت وصمتت وبكت ثم قهقهت وقهقهت وأحتضنتي بلهفة وألتياع .
أجل أنا الزوج الثالث لصديقتي الحميمة جدا والتي كنت أرغب الزواج بها جدا , الا أنها اختارت زوجين آخرين قبلي .
وما زلت أعتقد بأننني الزوج المناسب والمفيد لها كوني أحبها بجنون جدا .
2014
زهرة التوليب
كنت أمر بها كل صباح , صديقتي الصغيرة بائعة الجرائد ذات التسع سنين بجديلتها السوداء وقت ذهابي الى مقر عملي القريب من البيت سيرا على القدمين , وابتاع منها نسخة من الجريدة
وفي اليوم أو الأيام التي أكون فيه مجازا أو منشغلا , تحتفظ لي بجرائدي هاشة باشة وهي تردد بفرح طفولي :
- والله وحشتنا أستاذ .
وتقدم لي زهرة حمراء كالعادة , حتى اطلقت عليها اسم زهرة التوليب وكانت هي مبتهجة بهذا الاسم .
- ماذا تعني زهرة التوليب أستاذ ؟
- تعني زهرة الحب .
كان ذلك قبل خمسة عشر عاما , تدرجت في الوظيفة وصرت مديرا لدائرتي .
صباح هذا اليوم , وضعت سكرتيرتي ذات الجديلة السوداء والتي أهيم بمفاتنها خفية , رزمة كبيرة من الجرائد القديمة على مكتبي وعليها زهرة حمراء , فسألتها مستغربا :
- ما كل هذه الجرائد يا اسيل ؟
- هذه نسخك , لقد احتفظت بها لك منذ خمسة عشر عاما .
صحت مندهشا :
- اسيل , هل أنت زهرة التوليب ؟
قالت مبتسمة :
- نعم أستاذ , أنا بائعة الجرائد .
2015
#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟