|
احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
طه معروف
الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دعا احمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران في كلمة القاها في مؤتمرعقد في طهران بعنوان"العالم بلا صهوينية" الى شطب اسرائيل وازالته من خريطة العالم، لرسم صورة الاسلام السياسي وطبيعته الوحشية في اذهان العالم .وقال ان كلمته تعبر عن رأي الشعب الايراني!!. ان هذا الامر يعيد الى ذاكرتنا اصداء تلك الخطابات والتهديدات الفارغة التي تنطلق دائما من العواصم العربية تجاه اسرائيل خلال كل الازمات السياسية والاجتماعية التي تمر بها هذه الدول بهدف تضليل الجماهير والقفز على مطالبها. وتتمكن اسرائيل ودائما ايضا من جانب آخر من استثمار تلك التهديدات لكسب المزيد من الدعم والمبررات لسياساتها العدوانية والتوسعية . هذه النماذج من التهديدات ليست جديدة على الحكومة الاسرائيلية ،فقد هدد النظام المصري ولمرات عديدة "بالقاء اسرائيل في البحر" ولم يمضي طويلا، حتى وجد رأس النظام المذكور" انور السادات" نفسه في تل ابيب واعترف بالحكومة الاسرائيلية .وحاول صدام ابان حكمه المشين استخدام هذه الورقة لكسب الشارع العربي وللتغطية على جرائمه و هدد "بأحراق نصف اسرائيل" وقد واجهت اسرائيل تهديداته بموقف هادئ حتى جائت الحرب الامريكية التي احرقت فيها النظام البعثي والعراق معا دون ان يحرق شيء من اسرائيل او دون ان يلحق بها ضرر. جاءت تهديدات احمدي نجاد بنفس المضمون ولكن في ظروف واجواء سياسية مختلفة حيث اكبر قوة نووية و حليفة إسرائيل، امريكا على مرمى حجر منه اضافة الى نمو القوة العسكرية الاسرائيلية في العقود الاخيرة بشكل هائل و امتلاكها لأكبر ترسانة نووية جعلت منها قوة نووية لا يستهان به اقليميا وعالميا وليس لها منازع في قدرتها النووية في المنطقة . لذلك فان تهديدات من هذا القبيل ليست مقترنة بقدرة حقيقية عسكرية وجدية بل تدل على ضعف ومأزق النظام وليست دليل قوته وان تضخيم القدرة العسكرية الايرانية المتميزة بضعف مستواها التكنلوجي الحربي مقارنتة بالالة الحربية الغربية والاسرائلية البالغة التطور، هي إدعائات سياسية من كلا الطرفين الايراني والاسرائيلي والغرب الامريكي وليست في محلها وكانت مثل هذه الادعائات حول قدرة عراق العسكرية عشية حرب الخليج تتكررمن الجهات المذكورة . ولكن من هو المستهدف الاساسي الرئيسي بذلك التهديد؟ و ما هو المغزى السياسي لهذه الرسالة ؟ ان النظام الرجعي الاسلامي الايراني، نظام متأزم ويعيش في ازمة حادة وخانقة متمثلة في تلكوء وعجز مؤسساته الدينية والسياسية وعدم قدرته على مواجهة الحركات الاعتراضية المطالبة بانهائه والقضاء على الحكم الديني بعدما اثبتت التجارب الماضية بطلان وفشل مشاريع ووعود النظام بالاصلاحات. وعلى اثر سقوط هذه الادعائات برز احمدي نجاد بوصفه ممثلا حقيقيا لوجه الحكم الاسلامي الكالح بهدف ابعاد التهديد والاستنكار الجماهيري عن الاسلام والنظام الاسلامي وبدأ منذ بداية حكمه بإنعاش واحياء تلك الادوات والوسائل الخادعة التي دفنها النضال الجماهيري سابقا وباتت من مخلفات الماضي ومن ابرزها الشعارات المعادية لإمريكا واسرائيل اي"انتي امريكا" او "الشيطان الاكبر والشيطان الاصغر" حسب قول الخميني او تصدير الثورة الاسلامية. ان إبراز هذه الشعارات القديمة في الوضع الراهن هي محاولة يائسة من قبل النظام الاسلامي لنقل الكرة من الساحة الجماهيرية الى الساحة الدولية بهدف تغييرمسارالاعتراضات الداخلية والقضاء على مطالبها العادلة و لتخفيف الضغط الجماهيري و من ثم تضليلها. نستنتج من ذلك بان الجماهير الايرانية هي المستهدفة الرئيسية من وراء تهديدات احمدي نجاد الذي يهدد بازالة اسرائيل خوفا من الجماهير الايرانية التي تعمل على ازالته. ان جماهير ايران تعلم علم اليقين بارتباط النظام بمئات الخيوط بهذه القوى ، فخلال الحرب الايرانية العراقية وتحت عباءة الخميني كانت بواخر وناقلات اسرائيلية-امريكية تحمل حمولتها من الاعتدة والمعدات الحربية للنظام الاسلامي الايراني في عملية عرفت فيما بعد بفضيحة ايران – كونترا او دعم الاجندة السياسية لنظام الاسلامي الايراني من خلال الدعم الامريكي للحركات الاسلامية في العراق وخصوصا الحركات الاسلامية الرجعية الشيعية . على صعيد آخر جاءت التهديد أعلانا من النظام بكونه يلعب دور القائد للحركات الاسلامية الارهابية في المنطقة وفي العالم بشقيها السني والشيعي وهي إشارة واضحة لإمريكا واسرائيل بشأن عقد الصفقات السياسية معها اقليميا ودوليا لكونه قلعة الاسلام السياسي وله النفوذ على مجمل هذه الحركات المواجهة لإمريكا والاسرائيل وحتى بعض الدول العربية وخصوصا العراق -الذي تحول الى نقطة ضعف امريكا- وبالتالي هي بأمس الحاجة لعقد الصفقات في هذا الشأن مع حكومة ملالي ايران ، ذلك ان كلاهما يحتاج للاخر وبذلك تبغي بهذه التهديدات تفعيل دور الحركات الاسلامية الارهابية لتعقيد الامور في الشرق الاوسط وفي العالم للحفاظ على نظامه الاسلامي الدموي المنبوذ عبر المكتسبات السياسية القذرة على حساب امن وسلامة الجماهير. اضافة الى ما سبق، وفيما يتعلق بصراع الاجنحة الحاكمة فان التهديد المذكور هو التركيزعلى دور التيار الاسلامي المتشدد الحاكم وابرازه بمثابة قوة مهيمنة وقادرة على التحكم بكل الملفات السياسية الداخلية والخارجية ضمن محاولة بائسة للسيطرة على مجريات الامور السياسية وبالاحرى تهميش دور الاجنحة الاخرى المنافسة على السلطة .واخيرا فان هذا النمط من التهديدات ستكون بمثابة مسرحية سيئة الاخراج وناقصة، لإنه ليس بإلامكان مشاهدة المستهدف المفترض الذي هو اسرائيل على خشبة المسرح حسب قصة التهديد ، وانما ستلج الجماهير الايرانية ساحة المواجهة الساسية وهي تصرخ وتقول لا لهذه المسرحية المهترئة و الفارغة.
#طه_معروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة صدام من فضائح العصر
-
الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد
...
-
امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
-
اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال
...
-
بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
-
جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
-
بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
-
عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
-
مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
-
السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال
...
-
الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك
...
-
مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
-
نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
-
الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
-
انتخاب دون انتخابات
-
هوامش على دعوة الحوار المتمدن للتحالف قوى اليسار
-
ازمةجديدة للحركة القومية فى كردستان العراق
المزيد.....
-
-لا مؤشرات على وجود حياة-.. مشاهد صادمة تلاحق الفلسطينيين مع
...
-
كيف تضغط العقوبات النفطية الأمريكية على أساطيل الظل لروسيا و
...
-
رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين
...
-
السودان.. حميدتي يقر بخسائر قواته ويتعهد بطرد الجيش من الخرط
...
-
الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي تم رصده م
...
-
برلماني مصري من أمام معبر رفح: الجمعة القادمة سنصلي في تل أب
...
-
السودان.. قوات الدعم السريع تتوعد بـ-طرد- الجيش من الخرطوم
-
السلطات النرويجية تبلغ السفارة الروسية بعدم احتجاز طاقم السف
...
-
الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب تعتبر قناة بنما أصولا استرات
...
-
قوات كييف تهاجم مدينة إنيرغودار مجددا حيث تقع محطة زابوروجيه
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|