أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1














المزيد.....


نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 22:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نظرية الإزاحة والإحلال الفكري

ما زلنا ندور في مضان بحثنا في دائرة الفكر الإسلامي المتقدم والذي شهد تحولات وتقلبات وتغيرات في مفاهيمه الأساسية والمؤسسة خلال فترة قصيرة جدا من ظهوره ,مما شكل علامة أستغراب عند الباحث الجاد في تصفح تأريخ الأفكار والرؤى الإستراتيجية , فلم يختبر الواقع السياسي والفكري نموذج جاد وحقيقي مثمر من كل المنظومة الفكرية الإسلامية ولم يخضعها للنقد والفحص حتى يقرر مدى قابليتها أو مطاوعتها لتكون دليلا عمليا في تجارب الإنسان لتكيف الفكر وجعل الواقع المعاش يخضع لقوانينه الجديدة , لكنه سارع بدلا من ذلك إلى تبني توليفة متناقضة من مفاهيم أجبرت تحت ضغط السياسة والمصالح أن تتوحد تحت عنوان ما زال شائعا لليوم يسمى الفكر الإسلامي بشقيه العربي والأعجمي .
قد تكون الفترة التي تلت غياب نبي الإسلام والمعلم الأول والقائد الذي كان محور النظرية الإسلامية بالوقت الذي تبلورت فيه ملامح حركة توسع أفقية تلت دخول المسلمين مكة وسقوط أكبر مدن الجزيرة وأقدسها عند العبرة بالصورة التي حدثت بها تأريخيا , قد مهدت لدخول عناصر كثيرة في عداد المسلمين الذين لم يختبر لا إسلامهم وثبات عقيدتهم ولا إثبات تخليهم عن الفكر القديم وتأثيراته ,الانشقاق كان متوقعا في ظل صراعات خفية لا نقول بين أجنحة داخل المجتمع الإسلامي بل بين توجهات قديمة لم تتعافى من متحسسات الماضي ولا تنتهي عند العوامل الأقتصادية بين الرخاء والضيق الذي أصاب المجتمع تبعا للانتصارات والخسائر التي تعرض لها نتيجة الدفاع والهجوم العسكري ضد ومع .
كما أن المجتمع المدني الذي أنشأه الرسول لم يكن مجتمعا متجانسا من ناحية عامل الفكر ولا الأنساب ولا حتى في عوامل الثقافة والحضارة كاللغة والتقاليد ,بل كان مجتمع شعاره الأخوة في الدين وهذا ما لم تألفه العرب سابقا ولم يكن من عاداتهم أحترام مجتمع "مجمع" برغم من وجود قبائل وعشائر كبيرة لكن هذه الميزة كانت سبب أخر ومهم من أسباب التسلط اللاحق وغياب صوت الأقليات التي أعتنقت الإسلام بجدية والتزام واضحين تحولوا فيما بعد إلى ضحايا ,وليس كما حصل مع مجتمع الأوس والخزرج عندما تعاهد زعماء القبليتين على نصرة الرسول أو مع مجتمع مكة الذي أمن بسقوط أبي سفيان كمدافع عنها .
مع كل هذه العوامل وبوجود النبي كانت الأمور تتطور نحو التبلور وبالمراقبة الشديدة للتحولات والتغيرات واستمرار نضج الفكر بناء على المعطيات الأرضية ,كان بوسع النبي أن يستدرك كل التحولات التي لا تتوافق مع المنهج الرسالي ومن مهدها دون أن نخوض بتفاصيل المصدرية , المهم كانت هناك قيادة فكرية ومرجعية تمد المجتمع بمعارف نظرية وممارسات واقعية تترجم وتصلح وتنتقد بلا تردد لأنها محكومة بما يسمى نظرية الضبط المحكم ,حيث لا مجال للإزاحة والإحلال الفكري ولن يجرؤ أحدا ما على أن يفعل لأن النبي سيكون له بالمرصاد فعلا أو تحاشيا من النبوءة عند الطرف الأخر .
لذا كان السيرورة الفكرية متجهة أفقيا وعموديا في بناء النظرية الإسلامية ولكن بأقل من مستوى التوسع الكمي والمكاني الذي ساد في السنوات الثلاث الأخيرة وخاصة بعد معركة الخندق ومعركة خيبر حتى تبين بوضوح وقائع قوة المسلمين وتماسك شوكتهم أمام التحالف بين زعماء قريش وبقايا اليهود حول المدينة ,لم يكن هينا ولا متسامحا به أن تنهار القبائل اليهودية في مركز المجتمع الإسلامي والذي كانوا يتفاخرون على العرب أجمعهم وحتى على المسلمين بأنهم أولاد سلالة من أنبياء الله وأنهم الشعب المختار من رب الجميع وأهل كتاب وعلم ,لذا كانت منزلة اليهود عند العرب فائقة العلو والرفعة وهو ما أوجست خيفة في بعض النفوس داخل المجتمع الجديد من أن لا يصمد مؤسس الدولة أمام قوتهم الفكرية ودهائهم السياسي .
لم يكن كل هذا غائبا عن رؤية النبي محمد لما سيحدث من بعده وهو الذي نبه كثيرا سواء عن طريق النصوص المحفوظة في القرآن الكريم أو الأحاديث من مشكلة الخلاف والتنازع ,وقد بين وأمام الكثير من قادة ونخبة المجتمع الإسلامي أن نبوءته تقول أنهم سيختلفون ويضرب بعضهم عنق بعض , المؤمنون الصادقون كانت عقولهم لا تتقبل حتى هذا الأفتراض الواقعي ولكن ما أثبت هذا رحيله السريع بعد أشهر قليلة بل أسابيع بعد فتح مكة وأعلان دولة الإسلام في طورها الأول الذي لم يصمد أمام الطموحات الغير ناضجة من بعض متأخري الإسلام وحلفائهم السابقين من يهود المدينة .
هذا الأنتقال المفاجئ والسريع وبغياب تصور شامل لشكل الدولة وتركيبتها وعدم ممارسة المجتمع المدني الجديد المتجدد لكيفية الربط بين مكة كرمز أساسي في النظرية الدينية وبين المدينة التي صارت مركز الدولة ونواة المجتمع الرسالي , وأيضا عدم أكتمال النموذج الأساس العملي في الحكم وبقاء السلطة التقريرية في يد الرسول طول هذه الفترة ,أضعف من قدرة النظرية الإسلامية أن تتحرك طبيعيا حتى مع وجود تنازع وتصارع فكري وأجتماعي مزدوج وثني من بقايا أديان العرب , وكتابي منافس شديد وقوي وذكي عند اليهود الذين لا يغفرون للإسلام إزاحتهم من المنزلة التي يعتقدون أنها حق رباني فندته النظرية الإسلامية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب
- الدين والدنيا ح3
- الدين والدنيا ح2
- الدين والدنيا ح1


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1