جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 22:33
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
خربطة خريطة الانسان
ترجع الخريطة العربية الى اليونانية khartes (ورق البردي) لربما من المصرية garta. توجد هناك عدة خرائط للانسان:
اولا خريطة اللغة: للغة حدود كما يقول الفيلسوف اللغوي الالماني Wittgenstein (حدود عالمي هي حدود لغتي) - اي ان اللغة و رغم انها تفتح العالم للانسان و لكنها و بسبب حدودها اللغوية لاتستطيع ان تفتحه كليا اي ان اللغة لا تستطيع وصف جميع ظواهر الحياة و الكون فتبقى قاصرة و عندما تظهر حاجة اجنبية جديدة في دولة اخرى على الخارطة تقوم اما باستيراد مفرداتها او بترجمتها.
توسعت خارطة اللغة العربية بفضل الدخيل اي ان العربية لا تعطينا الا فكرة مخربطة عن الكفاءات العربية الاصلية لانها تغذت على الاستعارات و الترجمات اي عندما يأتي المترجم العربي لنص علمي انجليزي اما يقوم باستعارة الكلمة مثل (روماتزم) او يقوم بترجمة المفاهيم الاجنبية حرفيها خاصة و ان الدول العربية دول مستهلكة فقط لا تخترع و لا تصدر و لا تساهم في الابحاث العلمية العالمية بسبب المستوى العلمي الضعيف فيها اي انك لا تستطيع ان تقاطع الصادرات العربية حتى اذا اردت لانها اي (الصادرات العربية) ليست الا مواد طبيعية لا تحتاج الى تصنيع من قبل الانسان كالنفط و التمر.
و لكن اذا كانت هناك حدود لخارطة اللغة فهل هناك حدود لخارطة الدول - للاطلس؟ نعم ليست هناك حدود فقط بل هناك خربطة في رسم خرائط العالم رغم صعوبة علم الخرائط cartography و تطوره. هناك تضليل و تشويش في خارطة دول العالم منذ اول خريطة طينية بابلية ظهرت في بلاد وادي الرافدين قبل 2500 سنة اما لاسباب تأريخية او سياسية او دينية او بسبب جهل او جنون او خيال الرسام ان انها تعكس الحالة الذهنية و العاطفية للانسان بعيدة عن الحقيقة اكثر من مساحة جغرافية لتنتهي في خارطة Google Earth التي تستطيع تكبيرها لكي تنتقل من خارطة خطوط مرسومة الى عالم حقيقي بشوارعه و بيوته. راجع: الى اين السفر لـ Ronald Duecker
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟