أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ليلى زانا والقَسمُ الكردي من جديد














المزيد.....

ليلى زانا والقَسمُ الكردي من جديد


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4992 - 2015 / 11 / 21 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"إن الحياة وقفة عز فقط"
أنطون سعادة
يُقال بأن السياسي أو المناضل الذي لا وقفات شموخٍ وعزٍ لديه، مثله مثل أي شخصٍ عابر ما من شاخصةٍ مشرّفة تدل عليه، هذا إذا كان السياسي رجلاً فكيف الحال مع المرأة التي قلما تقدر على رسم صورتها الشامخة على جدران العقول البطريركية، مع ما من صعوبة الحفر الانثوي في مخيلة الذكور، إلا أن الحياة لا تخلو من الاستثناءات النسائية في كل زمانٍ ومكان، ومن خلال الاطلاع على المسيرة الحياتية لبعضهن نرى بأن مواقف العز لدى المناضلة ليلى زانا كثيرة، ولم يكن قَسمها باللغة الكردية بخلاف الدستور التركي آخر مواقفها المشرفة، إذ أنها من قبلُ كان قد حُكم عليها بالحبس مدة خمسة عشر عاماً، أمضت منها عشر سنوات في السجن، وذلك بسبب تحدثها باللغة الكردية أيضاً في البرلمان التركي عام 1991، وها هي بعد 15 سنة تعود المناضلة نفسها مجدداً الى البرلمان التركي وتؤدي القسم باللغة التي أودعت بسببها السجن عشر سنوات.
وقد حرصت الناشطة الكردية ليلى زانا، على التحدث بلغتها الأم التي تمنعها السلطات التركية وذلك في يوم الثلاثاء الماضي خلال أداء اليمين القانونية لشغل مقعدها في برلمان دولة تركيا عن حزب الشعوب الديمقراطي، مع العلم أن الخطوة نفسها كانت قد تسببت بسجنها قبل أكثر من 3 عقود، حيث أطُلق سراحها من السجن المغلق بمدينة أنقرة في 8 يونيو عام 2004.
والجدير بالتقدير في مواقفها السابقة واللاحقة أنها لم تتزحزح عما كانت تؤمن به منذ ثلاثة عقود، بالرغم من أنها كانت قد دفعت ثمن موقفها التي ساقت المناضلة الى الأسر وانقضاء عشر سنوات من عمرها في السجن، إذ أنها في مراسم أداء اليمين الدستورية بدأت المرشحة لجائزة نوبل للسلام ليلى زانا، قسمها بقول "مع أمل سلام مشرف ودائم" وذلك باللغة الكردية التي اعتقلت بسببها في السابق.
أما الجديد في خطابها يوم هذه المرة هو أنها ختمت القَسم بالقول "لشعب تركيا" عِوضا عن "الشعب التركي"، وأكد ممثل من مكتبها أنها كانت تهدف من وراء هذه الخطوة إلى زيادة الوعي بالصراع القديم الجديد بين أنقرة والكرد، والاصرار على أن تركيا تتألف من شعوب وليس من شعب واحد كما يحلو للكماليين تصوره.
وبكونها تجرعت مرارة الاعتقال فقد تعلمت زانا الإصرار والتحدي وعدم المساومة على الثوابت، وها هي تعود مجدداً الى البرلمان وتعيد الكرة من جديد، وبكل جرأة تقسم اليمين بلغتها الممنوعة، وتنادي بتحقيق السلام وإيقاف الحرب، لتكون بذلك واحدة من أيقونات النضال في تركيا، وحين رفض رئيس البرلمان التركي دينيز بايكال قسمها وطلب منها لأكثر من مرة العودة إلى المنصة لأداء الصياغة الرسمية للقسم باللغة التركية، ردت بأنها تؤدي هذا القسم من أجل حياة كريمة والسلام والحرية، ومن ثم غادرت القاعة محدثةً خلفها ضجة مدوية تحت قبة البرلمان، ومن غير أن يجرؤ أي رجلٍ من زملائها أي من نواب حزب الشعوب الديمقراطية اقتفاء أثرها في الجرأة والحزم والموقف الشجاع.
وختاماً نود تذكير القارئ بمفارقة غريبة بعض الشيء بين هذه المرأة المناضلة التي لم تتزحزح عما تؤمن به وتعمل لأجله رغم سنوات سجنها العشر، وبين عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي لا يزال ماكثاً في سجن إمرالي، والذي قدّم من قبلُ التنازلات مراراً لإنقاذ ذاته من القصاص التركي، معلناً من سجنه ولأكثر من مرة بوقف الحرب والعمليات العسكرية من طرفٍ واحد، علماً أن الجانب التركي لم يقدم من جانبه أية تنازلاتٍ تذكر، كما أنه سبق ولأوجلان إصدار أوامره الى قيادة قنديل بالانسحاب من كردستان تركيا، بل وهو الذي بعد ساعاتٍ قليلة من اعتقاله راح يتوسل للسجان، ومن باب التودد يقول بأن والدته تركية، ويُعلن على الملأ اعتذاره من أمهات جنود الأتراك الذين قضوا في قتالهم مع عناصر حزبه، طبعاً من غير أن يقر الجيش التركي بأية جريمة من جرائمه الوحشية في كردستان، أو يعتذر أي مسؤول تركي عن تلك الانتهاكات والجرائم!.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال سوريا في يوم الطفل العالمي
- المتضرر الحقيقي من الحرب لا يمتلك ثمن الوصول الى أوروبا
- جاذبية متن الدواعش
- عندما يستهدفك اخوانك
- ماذا لو تغيرت قاعدة التضحية؟
- أسرع الناس اندماجاً
- كن مثلكْ
- الاقتداء ببائعة الجسد أم بالمثقف؟
- سوريا تحتاج الى سنين لكي تكون مكان آمن للعيش فيها
- عندما يصبح المديحُ ثقافة
- هزتين
- الدعوة الى البهيمية
- الكردي وشوق المحاكاة
- بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها
- الغرب بين الحرية والادماج القسري
- عبداللطيف الحسيني: سوريا باتت أرضاً منخفضة يتسابق إليها المت ...
- خطيئة مسعود البارزاني
- حنان قره جول: التحديات التي تنتظر الشعب السوري بعد سقوط النظ ...
- أيديولوجية تشويه البيشمركة
- بوادر السموم الطائفية في المجتمع الكردي


المزيد.....




- بيان أمريكي عن الغارات على مواقع للحوثيين
- إعلام عبري يفجر مفاجأة عن سعي إسرائيل لترتيب صفقة مع حزب الل ...
- موقع عبري يوضح هدف الجيش الإسرائيلي من استدعاء ألوية إضافية ...
- الفصائل العراقية تستهدف الجولان وطبريا
- مصر تدعو لوقف إطلاق النار فورا في لبنان وتؤكد رفضها لأي مساس ...
- ما حقيقة منع الكويتيين من السفر أو العودة بسبب -البصمة البيو ...
- الأزهر يوجه رسالة بمناسبة ذكرى الانتصار على إسرائيل في حرب أ ...
- تضاعف عدد الجرائم المرتكبة بدوافع معاداة السامية في ألمانيا ...
- مسؤول بحزب الله: نتفوق على العدو وجنوب لبنان مقبرة لجنوده ود ...
- لماذا خفضت إسرائيل سقف أهدافها بلبنان بعد هجوم إيران؟


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - ليلى زانا والقَسمُ الكردي من جديد