جعفر المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 15:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إذا راهنا على أن بإمكاننا القضاء على الإرهاب أو الطائفية وتحقيق التطور من خلال تحقيق إنتصارات لحركة التنوير تقوم على اساس تغيير الإسلام من داخله فقد يكون لازما أن ننتظر قرون وقرون تكون البشرية فيه قد عانت من الكوارث ما يشيب له رأس الجنين في رحم أمه وليس رأس الوليد كما إعتدنا القول.
الحل هو تحريم إقتراب الدين من السياسة مع عمل دؤوب من أجل تحقيق تغييرات إقتصادية وصناعية وثقافية وإجتماعية من أجل وضع حركة التغيير الإجتماعي في خدمة التغيير العلماني وتوفير وسائل وآليات حمايته.
لكن ذلك كله لن يحدث بوجود توجهات غربية إستعمارية هدفها خلق وحماية كل وسائل الهيمنة الإستعمارية على الشعوب فزيادة القهر كثيرا ما يعبر عن نفسه من خلال ردود فعل غير منضبطة غالبا ما يكون التكفير والإرهاب جاهزا لتبنيها كوسائل ثأرية ترتدي ثوب الدين والإنتقام من (الكفرة المشركين).
كان من أهم شروط إنتصار العلمانية في أوروبا, إضافة إلى إنفجار الوعي والتحدي الداخلي, قد تمثل في غياب عامل الهيمنة الخارجية التي غالبا ما تجد طريقها من خلال تشجيع الجهل والتخلف وقهر حركة التغيير.
ما حدث في مصر قبل إنتصار ثورتها ضد الأخوان المسلمين وما حدث قبلها في العراق يوم تم مساندة وتفضيل الحركات الإسلاموية يكشف عن سوء تخطيط إن لم يكن قد إعتمد أصلا على نوايا سيئة.
القضاء على الإرهاب في بلادنا وتخليص العالم من شروره لا يتم من خلال الطلعات الجوية وإنما من خلال القيام بطلعات (أرضية) لمساعدة ومساندة الحركة العلمانية اللبرالية ودعمها.
العمل العسكري لوحده هو مثل رش المبيد الكيمياوي على رؤوس الأشجار وترك التربة موبوءة ومعتلة وعطشة وغير مؤهلة سوى لنمو النباتات الشوكية والإعشاب الضارة اليابسة.
إن محاربة الإرهاب من الجو هي أشبه بمحاولة القضاء على الإيدز جويا.
#جعفر_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟