أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ماذا بعد أحداث باريس؟














المزيد.....

ماذا بعد أحداث باريس؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 12:51
المحور: كتابات ساخرة
    


ماذا بعد أحداث باريس؟
فوزي بن يونس بن حديد
[email protected]

بعد الأحداث التي وقعت في فرنسا، وككل مرة تحدث فيها مثل هذه الأعمال يتجه العالم نحو إدانتها بالجملة دون أن يبحث في أسبابها، وكلّما ضربت الدول الكبرى في معاقلها ظنوا أن الإسلام آت، ومقبلٌ على إفنائهم من الحياة، بل إن بعضهم اقتنع أن هذا الدين صار إرهابيا من الطراز الرفيع وأنه ضد الإنسانية، لا رحمة فيه ولا شفقة، ولم يكلّف العالم نفسه البحث في أسرار وخبايا الحدث حين يقع، ومن كان وراءه، ربما توصلوا إلى الفاعلين ولكن لم يستطيعوا معالجة المشكلة حتى لا تتكرر بل أتبعوها بجملة من القرارات التعسفية كالاعتداء على كل امرأة تلبس النقاب أو الحجاب رغم أن الحجاب والنقاب لا صلة لهما بالتفجيرات، فكيف بامرأة محجبة أن تضع قنبلة في وجهها وهي تلبس هذا الغطاء؟ بل إنه ادعاء كاذب لتغطية جرائمهم ضد الإنسانية، فالدولة الفرنسية تاريخها مليء بالجرائم ضد الإنسانية في تونس والجزائر وموريتانيا وغيرها من الدول، مارست ضد شعوبها أبشع أنواع الجرائم، فلم لا يولد جيل يكره فرنسا التي تتبجح بما تفعل اليوم في سوريا وهي تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتعتدي على بلد ذي سيادة، كيف لا وهي التي تعمل من أجل تكريس الامبريالية العالمية التي سبقتها إليها الولايات المتحدة الأمريكية وكل الدول الغربية.
هذا الفكر الايديولوجي الغاضب من فئة غير قليلة في العالم، ينفجر يوميا كالبركان ليعلن أن هذه الامبراطوريات الغربية يمكن دكّها من الداخل كما هي تدكّ الآخرين من الخارج، وليست الدول الأوروربية الأخرى بمنأى عن الدكّ عاجلا أم آجلا، لكن هذا الفكر لا يمثل الإسلام في جوهره، وهو ما لم تستوعبه الدول المتقدمة، حكومات وشعوبا، استغلته المافيا العالمية لإحداث اضطراب في المفاهيم الايديولوجية وتكريس الامبريالية الغربية التي عانت منها جميع الشعوب العربية والإسلامية وما زالت تعاني منها في كثير من الدول اليوم بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م ودعاوى الديمقراطية والشرق الأوسط الجديد، وتقسيم الدول وثرواتها وإطعام ساكنيها الفتات كما يحدث في العراق.
اليوم وبعد أربع سنوات من الحرب على سوريا بدأ يدرك الغرب أن بشار الأسد ليس العدو، بل إن العدو الذي أربك العالم بأعماله التخريبية هو داعش، وبدأ الزعماء يفكرون في صيغة توافقية تحوّل الدعم الذي كان يسير إلى من سموّهم معارضة إلى الرئيس بشار الأسد حتى يواجه الجميع هذا التهديد الإرهابي الذي لم ينكسر بعد رغم الضربات الجوية المميتة على معاقله كما تقول وكالات الأنباء، ويظل عادل الجبير يغرّد في السرب وحده ليطالب برحيل بشار الأسد من السلطة، فاليوم وبعد توجيه ضربة قاسية لباريس، يبدو أن مذكرة لوم جديدة وشديدة اللهجة ستوجّه للسعودية التي طالما كانت السبب الرئيس في الفوضى في سوريا، وتبعتها في ذلك قطر وتركيا، هذا المثلث، بدأ يقتنع أن مقعد سوريا في جامعة الدول العربية الغائبة عن المشهد السياسي العالمي سيظل كما هو تملؤه الحكومة السورية ومعها اليد الطولى في توجيه العرب نحو المسار الصحيح لضرب المعتدين في معاقلهم.
وما دام العالم لم يهتد بعد إلى من يموّل داعش، ويقطع عنه الاتصالات، ويفسد عليه المخططات، ويصطاد القيادات، ويدمّر أوكاره في كل مكان، ويقطع عنه المدد، ويفصل بينه وبين آبار النفط، سيبقى الإرهاب يضرب في كل مكان، وستدمّر بقعٌ لم تظهر في خارطة الحذرين، فداعش لم تمثّل الإسلام ولن تمثّله، هي مافيا تموّلها جهات خارجية لها مصلحة في تدمير الدول العربية والإسلامية وأولها إسرائيل ذلك المعقل الإرهابي الأول الذي يجب أن يدّمر ويقلع من الخارطة الجغرافية والذاكرة الإنسانية، لا بد من معالجة الوضع بعد معرفة كوامن الخطر، أما الضرب من السماء فلن يفيد كثيرا ولن يقطع أوصال الإرهاب.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة
- العرب على كرسي الإعاقة
- العالم ينتقم من المرأة
- أين الدكتور القرضاوي؟
- العالم يعيش نكبة تاريخية


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - ماذا بعد أحداث باريس؟