زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 08:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام على مفترق طرق
عندما يشتد الضغط على ايديولوجيا معينة ، وتقسو وطأة الاحتضار على عقيدة ما .. تزداد شراسة المؤمنين بها ، كما يزداد إرهاب وقمع أصحابها في الدفاع عنها ، ويصبحون أكثر خطورة من ذي قبل نتيجة لشعورهم المتزايد بالضعف أمام حجج العلم وجبروته، والخوف من خسران المكانة الواسعة التي كانت لهم في الماضي، والفشل في اكتساب أنصاراً جدد يدخلون في حظيرة الإيمان ، مما قد يدفعهم إلى إرتكاب جرائم اكثر وحشية وقد تصدر عنهم أفعال غير مسبوقة في همجيتها،
إذ ليس هناك أخطر من أمة تحمل في وجدانها عقيدة مهزومة، أفلست في التفنيد والتمحيص ومقارعة الحجة بالحجة للدفاع عن مبادئ عقيدتها، ولن يكون هناك أكثر شر من عقول استحكم فيها الإيمان الرديء وأغلقت عليها أبواب خرافاتها المقدسة، ومن ثم سَمَّرتْ كل نوافذ الإجابة على أسئلة الواقع، التي يمكن أن تتسرب من هذه الدهشة أو تلك .. وباتت بنظر العالمين – مع كل أسف - شر أمة أخرجت للناس ...
ولطالما أن الإساءة الكبرى للقيم الأخلاقية والإنسانية تأتي من أولئك المصابون بالإعاقة الذهنية الخطيرة، والمؤمنون من خلالها بالحق المطلق الذي يحمله معتقدهم، والذين لا ينظرون إلى الآخر إلا كونه من المغضوب عليهم أو الضالين ..
فالإنسانية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالتصدي لهذه الآفة الخطرة جداً على التعايش بين الناس في كل الأوطان، والمنذرة بمستقبل حالك وعنيف على شعوب المنطقة ..التي بإعتقادي لن تنعم بالسلام أو الأمن إلا بعد القضاء على فيروس الفكر الوهابي الذي دمر البلاد والعباد ..ولا أغغتقد أن الشرق العربي الاسلامي سينعم بالطمأنينة بعد الآن حتى يحدث التغيير الأكبر للدين الإسلامي . وتصفيته من تلك النصوص البعيدة كل البعد عن قيم الحداثة والمعاصرة بل والأخلاق الانسانية المتعارف عليها ..
بالطبع لايمكن إعطاء حل من خلال سطور قليلة لمعضلة بهذا الحجم ، لكن إن هي إلا دعوة وصوت لنعترف أن الوهابية هي أصل الشرور في الشرق الاسلامي، وأنها السبب الأبرز في تفتت المجتمعات وضياع وتطرف الشباب المسلم ، بل باتت الخطر المحدق في تقدم الإنسانية ككل.. ولن نتقدم قيد أنملة أو تستيقظ إنسانيتنا المُغيبة، إلا عندما نتأكد أننا دفنّا معاً ابن تيمية وابن عبد الوهاب وسيد قطب ..
( انها الحرب من اجل وقف هدم الحضاره,) عبارة استخدمها المسؤولون الفرنسيون اليوم والأمريكان وترددت في قمة العشرين .. السؤال من هم الرعاع الذين باتوا يؤثرون بإرهابهم على تقدم الانسانية وقيمها الديمقراطية ككل..
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟