أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حوار في حافلة ... قصة قصيرة














المزيد.....

حوار في حافلة ... قصة قصيرة


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


حال ما صعد الرجل ذو البدلة الرمادية الى الحافلة وجلس في المقعد الشاغر لمحت المرأتان اللتان تجلسان خلفه مباشرة خصلة شعر أشقر عالقة بسترته :
- انظري .. انظري .
همست المرأة الاولى وأشارت الى الشعيرات الشقر العالقة بكتف الرجل الذي جلس للتو وأخذ يدخن ويقلب جريدته , فيما علقت الأخرى ضاحكة :
- كان في عناق حميمي , يبدو عاشقا .
- وقد يكون خائنا ؟ يخون زوجته مع عشيقة , وها هو الشعر الذهبي يفضحه .
- كل الرجال يخونون زوجاتهم .
- صحيح , أنهم لا يؤتمنون أبدا .
- مثل الذباب يلتصقون بـ(الدبق) .
سكتتا لبرهة من الزمن , ثم راحت الاولى تتحدث بصوت مسموع وكأنها تبغي ان تسمع الرجل الجالس للتو :
- في الآونة الأخيرة بت أشك بزوجي , أشك به كثيرا .
استغربت الأخرى من كلام زميلتها , لكنها لمحت غمزة عينها , ففهمت مقصدها في الحال فجارتها في الكلام :
- من حقك ان تشكي , قد يلعب بذيله من ورائك ؟
- سوف يجنني , يتهندم ويتأنق ويتعطر , ثم يخرج ولا يعود الا بعد منتصف الليل .
- راقبيه , فتشي جيوبه , أوراقه , أشياءه , قد يخونك مع واحدة من اياهن .
- والله أخنقه , أسمه اذا فعلها .
- وما أدراك ؟ يبدون كالحملان وهم ذئاب .
- مثل هذا الذئب الوديع .
وأومأت نحو الرجل الا ان الأخرى قاطعتها :
- أن بعض الظن أثم , قد يكون زوجا محبا يعانق زوجته قبل خروجه .
- لا تصدقي , أنهم يتظاهرون بذلك فقط .
- أو قد تخاصم معها وضربها وجر شعرها الأشقر .
- حسنا , لماذ يضربها ؟ أكيد بسبب امرأة أخرى يخفيها تحت أبطه .
- جائز عيوني , كل شيء جائز , الرجال لا يحزرون .
- طبعا طبعا , ولا شيء يشعر المرأة بالمهانة مثل الخيانة .
- الخيانة تسري في شراينهم , الخيانة طبع فيهم .
- عجيب أمرهم تيسل لعابهم حتى على الكلبة .
- للأمانة , ليس كلهم , زوجي وزوجك أستثناء , لهم بعض الذوق .
- كيف ؟ لا أفهم ؟
- ذوق الأختيار , زوجك مثلا أختارك دون النساء , جمال ورقة ووو
- شكرا حبيبتي , هذا رأي زوجك بي أيضا .
- زوجي ؟ !!!
- لا تستغربي , ولا تزعلي , كلما يراني ( يقصني ) من فوق لتحت ويكاد ان يلتهمني
بعينيه , هم هكذا لا يشبعون .
- والله صحيح لا يشبعون , عيونهم فارغة , لا تملأها سوى حفنة تراب , كلهم هكذا
لا يختلفون , حتى زوجك .
- ما له زوجي ؟
- مثل كل الرجال , لايختلف عن زوجي في هذا المجال .
- ماذا تعنيين ؟
- أعني هو أيضا يستميلني بغزله الفاحش .
- فاحش ؟ !!!
وحين شعرت أنها أصابت الهدف , راحت تقلد صوت الزوج بميوعة وشبق:
- جسدك مكتنز , مغر, مثير, ممتع .
- حقير , ونفسه ( دنية ) .
- بيني وبينك زوجك رجل شهواني ومولع بالنساء المكتنزات .
- أجل , زوجي وأعرف (دماراته) يولع حتى بالبقرة .
- الذنب ذنبك يا عزيزتي , داريه في الفراش , حتى لا تزوغ عيناه .
- لا ينفع , أنه كما الحيوان كما الثور مهووس جنسيا .
- ياه , كم هو ممتع ومبهج ؟ هذا النوع من ...
- ما هو الممتع والـ والـ ... ؟
- الرجل , الرجل الحيوي , المتدفق المتوهج .
- بل حيوان هائج , أسفله يتحكم في أعلاه , وهذا النوع من الرجال لا يرى المرأة الا في ...
- بصراحة , أنا أحب الحيوانات الهائجة , لدى أمي ديك هراتي , تصوري (يكفز) جميع الدجاجات ولا يمل .
- اللعنة على كل الديكة , أنها مغرورة مثل الرجال المزهوين بفحولتهم
- اشكري ربك , أن زوجك فحل (أكشر) وليس مثل حظي زوج بارد
( فاهي) لا يجيد غير ان يتملق النساء , جمال باهر ساحر آسر ...
ومطت شفتيها مطا وهي تلقي كلماتها بسخرية لاذعة , مما جعل الأخرى ان تشن
هجوما مباغتا على زميلتها :
- لا تظلميه , حرام عليك , والحق يقال , زوجك كائن شفاف , رقيق , حالم .
- الله الله , اذن أنت معجبة به حد الوله ؟
- مثلما أنت معجبة بفحولة زوجي وتعترفين دون حياء , ما كنت أعرف بأنك
صديقة خائنة لا تعرف معنى الوفاء .
قالت كلامها بغضب واشاحت بوجهها نحو النافذة , فيما قهقهت زميلنها واستدركت :
- ماذا جرى لك ؟ لقد اصبحت المسألة جادة ونحن ما زلنا على البر !
- اسمعيني جيدا , لو حدث ان تزوجت , لن ادعك ان تخطلطي بزوجي أبدا من يضمن ؟
قد تغويه وتوقعيه في احابيلك , أعرف جيدا كم أنت ملعونة .
- أما أنا حين أتزوج , لن أخشى عليه من أية امرأة , سأجعله يعبدني يموت عليّ , ويرى
جميع النساء فيّ .
فرملت الحافلة فرملة صاخبة , كادت ان تطوح بالراكبين خارجا , بعد اصطدمت بسيارة أخرى وقذفتها بعيدا , وند الصراخ من هنا وهناك وهبط الجميع باستثناء المرأتين اللتين نسيتا تماما أمر الرجل ذي البدلة الرمادية , وعاودتا الحديث .
- كاد يقتلنا هذا السائق الاحمق بسب امرأة ...
- اية امرأة ؟
- تلك التي عبرت الشارع , ذات التنورة القصيرة (الحصر) تلك انظري ...
قهقهتا معا , وقالتا سوية :
- عيونهم زائغة دوما .
وهمتا بالنزول من الحافلة .
2000



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة حلوة ... قصة قصيرة
- الله كريم ... قصة قصيرة
- صوب سماء الأحلام ... قصة قصيرة
- اقصوصتان
- واقعة الراعي سعيد ... قصة قصيرة
- نساء في الذاكرة
- زلزال 2003
- في الشأن الثقافي
- شجون الثقافة والمثقفين ...
- الصلاة بوصفه ايمانا زائفا
- مواجع عراقية .... 3 أقاصيص
- حين يبكي الأطفال تتهاوى الطائرات ... أقصوصة
- استدراكات ... 3 أقاصيص
- اغترابات ... أقصوصتان
- تحولات ... 3 أقاصيص
- ميتات عراقية ... أقصوصتان
- 3 أقاصيص
- أقصوصتان
- الرماة العشرة ... قصة قصيرة
- رؤوس أقلام في ثنايا الاسلام


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - حوار في حافلة ... قصة قصيرة