|
داعش والفكر التطرفي ..
محمد البورقادي
الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 08:32
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
داعش هي اختصار للدولة الإلسلامية في العراق والشام وهي دولة منبثقة من التنضيم الأكبر الذي يتولاه أيمن الضواهري.لكنه أكثر بأسا وحنكة وتنظيما منه .والمنتمون إليه يُكفّرون الحكام .ويا ليتهم يقفون عند ذلك ولكنهم يكفرون أيضا الجيش والشرطة وموضفي الدولة .وذلك لأن موظفي الدولة من جملة الأعوان إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ..فالجنود إما من العسكر الجيش أو من المدنيين ..ويزعمون أن الجنود من المدنيين هم أخطر من الجنود العسكريين لأنهم هم الذين يقومون بشؤون البلاد ..ذلك أنه لولا المجهود المدني لما استطاع أن يقوم المجهود العسكري بدوره ..وهذا شيء معلوم ..ففي الحروب العالمية كان أكبر تحدي أمام أنجلترا وفرنسا هو كيف يمكن الدفع بالشباب لقتال الألمان والمجتمع لا يوجد فيه رجال بالمعنى الحقيقي أي القادرين على التضحية بأنفسهم في سبيل النصر وترك حب الدنيا والركون إليها في سبيل الموت والجهاد ..ومن أجل ذلك استعانت فرنسا وبريطانيا برجال المستعمرات من دول الجزائر والتوارسة والهنود والكنديين لكي تحارب الألمان حتى يوجدوا الآلة المدنية التي تجهز وتصنع لهم الإمدادات من مؤن ومؤسسات الدولة والبنية التحتية وغير ذلك ..والدواعش بذلك يزعمون أن كل من يساعد الحكام في استقرار شؤونهم فهو كافر وبالتالي وانطلاقا من ذلك فكل موظفي الدولة كفار !!! وهذا منطق غير صحيح ولا نريد أن ندخل في تفاصيله ...وفي خضم الحرب القائمة الآن في سوريا لمن يستعلي السلطة والحكم تبرز دولة داعش كوجه من وجوه المقاومة ضد النظام ..وهي تعلم حقيقة تنصيب الحكم هناك وتعلم من سيقود في القادم ومن سيتولى الحكم ومن هي الأيادي الخفية التي تتحكم في دواليبه وتسيره من الخفاء...فلا يجلس على كرسي دمشق إلا رئيس توافقي تتوافق عليه إسرائيل وإيران ..إسرائيل من ورائها أمريكا وأروبا وتركيا ، وإيران من ورائها لبنان والعراق وكل الطوائف الشيعية المتحالفة ..فبالتالي المقصود من سوريا أن تكون خطا حاميا ومنعا حصينا لإسرائيل ولذلك لم تعصف سوريا إسرائيل ولو بأنبوبة غاز منذ بدأ الحرب فهي دائما في سلام معها .. ومن يتلمح حركة المقاومة الفلسطينية التي توجد في لبنان والعمليات الفدائية التي تقوم بها ضد إسرائيل من قلب لبنان يدرك دواعي نشوء الحرب الأهلية في هاته الأخيرة ..لتدخل بذلك سوريا إلى ساحة المعركة وتصفي الوجود السني هناك بأكمله وقد ساعدتها في ذلك إسرائيل كما هو متوقع ..فسوريا دخلت من الشمال وإسرائيل دخلت من الجنوب ليلتقيا في بيروت ..وقد تم إلقاء مسؤولية المحافضة على أمن إسرائيل من جهة لبنان إلى الشيعة .ومن تلك اللحضة لم يطلق على إسرائيل من جهة لبنان صاروخ واحد فأصبح بالتالي أمن إسرائيل من جهة لبنان والأردن وسوريا مستقر بفضل العملاء الموجودون في هاته المناطق ومن هناك لا يمكن أن يتواجد من يعكر صفو إسرائيل ويوجد في دمشق ..إذن ما هذا الذي يحدث في سوريا الآن !!! ما يحدث هو تمديد أمد القتال لإيجاد البديل التوافقي في دمشق أي التي تتوافق عليه إسرائيل وإيران... ولا شك أنكم تتساؤلون ما علاقة كل هذا بداعش !!! إن داعش تحارب النظام وتقول بأنها دولة الإسلام ولذلك لا بد لكل فصائل سوريا أن تبايعها على السمع والطاعة ..إنه تصور عجيب وبناء عليه تقوم داعش بقتال تلك الفصائل فإما أن تدخل معها وتحارب الأعداء وإما أن تستولي على قُراها وترفع فيها راية باسم ولاية كذا أو ولاية كذا تبعا لاسمها السابق التي تسمى به ..فهم لا يقبلون بمخالفتهم أبدا فإما أن تلقي السلاح وتبايعهم على السمع والطاعة أو يقاتلونك !! فداعش تعتبر الآن دولة قائمة بذاتها ولها إمكانات وموارد مهمة في كافة المجالات ..فهي كما قلت استفادت من عدم استقرار الوضع في العراق حيث كانت مستهدفة من طرف أمريكا ..وفي سوريا حيث الحرب الطائفية بين السنة والشيعة والنظام القائم ..وكل تلك الأوضاع الهشة جعلت الميدان خصبا لبروزه وتطوره حتى شكل دولة مستقلة لها مؤسساتها ومخططاتها الخاصة بها...ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم الدولة الى الأراضي السورية، الى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار"نصرة أهل السنة في سوريا" معلنا الحرب على النظام السوري.. إن كل إنسان يدعي أن داعش صناعة أمريكية أو إيرانية بطريقة مباشرة، وأن المدعو أبوبكر البغدادي عميل من إيران أو من الموساد فهو إنسان يهرف بما لا يعرف!!!. الذي سيجعل الأمر يتضح جليا أن من ينتمي إلى داعش هم بالفعل من بني جلدتنا ولهم اطلاع بالتراث الإسلامي وإن لم يفقهوا منه شيئا. نعم، لنا أن نقول بأن داعش صناعة أمريكية من ناحية أن عصابة قطاع الطرق هذه ليست إلا النتيجة المنطقية للسياسة والصراعات الأمريكية/الروسية في المنطقة، فهي إذن بمثابة الإبن غير الشرعي لذلك. أما دعوة أن داعش صنعتها إيران أو أمريكا مباشرة تدل على أن من يدعي ذلك يفضل العيش في عالم الخيال والأوهام..
#محمد_البورقادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسلام.. الدين الحق
-
نظرة في دواعي انتشار الجريمة :.مدينة فاس نموذجا
-
مطالب الحريات الفردية..
-
غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..
-
إباحة الإجهاض وتسوية حضوض الميرات..
-
الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..
-
مسألة التثليث عند المسيحيين ..
-
تأملات في عالم الحياة ...
-
في العزوف عن الزواج ..
-
أغنياء المغرب..
-
المدارس الخصوصية ..
-
الباعة المتجولون أو -الفرّاشةّ-
-
جحد المعروف ..
-
عالم الفيسبوك..
-
البرهان على وجود الله..
-
عصر الغفلة..
-
إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
-
أيام الغفلة..
-
سرحت بنظري في القبور ..
-
سرحت بنظري في السماء
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|