محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 23:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل نحن كنعانيون حقا ؟ وهل القدس يبوسية أم كنعانية ؟
خلال بحثي عن تاريخ مدينة القدس أجد إجماعا عند الباحثين أن اليبوسيين هم من بناها لكن كثيرون يختلفون في تحديد الزمن ما بين 5000 و3000 ق.م. والباحث الأمريكي توماس طومبسون يعيده إلى أواخر منتصف القرن السابع ق.م. حيث يذكر أنها لم تصبح مدينة مزدهرة
إلا في ذلك الزمن .. الطريف في الأمر أن بعض الكتاب العاطفيين يعيد وجود المدينة إلى عشرة آلاف سنة ق.م. أي لم يبق إلا أن يقولوا لنا أن الحضارة نشأت في القدس ! والممكن حسب ذلك التاريخ هو وجود بعض الناس من سكان الكهوف . وليس لهم أية علاقة بنشوء حضارة ! ومن الجدير بالذكر أن سكن الكهوف استمر لدى بعض الناس في ضواحي القدس نفسها إلى أواخر القرن العشرين وثمة بعض البدو الرعاة الذين ما زالوا يقطنون بيوت الشعر حتى اليوم شرق المدينة .
عثرت على أكثر من خمسين اسما أطلقت على المدينة في تاريخها ، معظم هذه الأسماء ملفق أو مأخوذ من التوراة كإسم إيلياء الذي يعيدونه إلى " إيلياء بن ارم بن سام بن نوح " الذي لا اثبات تاريخي لوجوده سوى النص التوراتي الذي اعتبره معظم العلماء المعاصرين نصا متخيلا . واسم الإله إيل يبدو في الإسم بوضوح وقد يعني بيت الله .
ونعرف من العهدة العمرية أن اسم المدينة عند الفتح الإسلامي عام (638) م. كان ( إيلياء ) فقد ورد في مقدمة النص " هذا ما أعطى عبد الله عمرأمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم ..." فإذا كان اسمها اورشليم حسب التوراة فلماذا اختفى هذا الإسم وإذا كانت المدينة خاضعة للحكم الروماني حينها أليس من مصلحتهم أن يبقوا على الإسم التوراتي الشهير الذي طغى على الإسم اليبوسي " يبوس "
ومن أطرف الأسماء المذكورة للمدينة " مدينة الأنهار " ! فمن في مقدوره أن يصدق أن في القدس أنهار أو أنه كان فيها أنهار وجفت في زمن ما! لم أعرف في القدس سوى نبع " عين سلوان " كما يسمى حاليا . وقد تعود تسمية " مدينة الأنهار " إلى اورشليم اليمنية التي يرى فاضل الربيعي أنها في اليمن . ولا نعرف إن كان فيها أنهار . وعلى الأغلب أنه فيها .
المشكلة الأهم أن من يتحدثون عن القدس اليبوسية يعيدون تسميتها إلى العصر الكنعاني
والكنعانيون حسب الربيعي تسمية توراتية ملفقة ،ويفترض أن اليبوسيين سبقوا الكنعانيين
المفترضين في الوجود . وكنعان في التوراة ينسب إلى حام بن نوح . وفي مراجع أخرى إلى سام بن نوح . وفي أخرى إلى نوح نفسه . وأنه كان ابنا رابعا لنوح وكان كافرا !! والنتيجة
أننا أمام معلومات استشراقية ملفقة ربطت أصلنا العرقي بالكنعانيين الذين لم يوجدوا في التاريخ وربطت اليهودية اليمنية بفلسطين ، لتصبح فلسطين ذات يوم وطنا قوميا لليهود.
هذه المعلومات ترد بمصادرها وتفاصيلها في مقالي عن تاريخية القدس الذي أعددته لمجلة مشارف مقدسية .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟