أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ماري اسكندر عيسى - قصة حقيقية لناجية من داعش














المزيد.....

قصة حقيقية لناجية من داعش


ماري اسكندر عيسى
(Mary Iskander Isaa)


الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 12:34
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الناجية "س" من داعش: قصة حقيقية
ماري اسكندر عيسى
وضعت س (18 سنة) مولودها بتاريخ 13-10-2015 في المشفى الحكومي بالدهوك(محافظة في اقليم كوردستان العراق)، بعد أن وصلت هاربة من داعش منهارة متعبة ومكتئبة قبل ثلاثة أسابيع من ولادتها. كانت شاحبة الوجه وعلامات الحزن والخوف بادية على وجهها وفي عينيها. قالت أمها:"لم نصدق أنها ستعيش، كانت شبه ميتة".
لكن ما إن التقت بأهلها حتى تحسنت "استقبال والدي وإخوتي وأقاربي وعناق والدتي أنساني الألم، ورد لي الروح. بكيت كثيراً، ولم أصدق أنني نجوت بالجنين الذي أحمله بأحشائي رغم كل ماتعرضت له".
تمكنت والدتها خلال فترة قصيرة من إعادة النشاط والحيوية لجسدها النحيل المتعب، ورافقتها بالطبع إلى المشفى لتلد طفلتها. كانت خائفة على الجنين، وخصوصاً أنه سبق لها أن فقدت طفلها الاول بعد ولادته.
حين التقيتها أول مرة كانت الفتاة س شاردة حزينة، عينيها تفيض بالدمع، تلتزم الصمت. لكن بعد ولادتها عادت البسمة لشفاهها، فطفلتها "لولا" أعطتها الكثير من الشجاعة والأمل. تقول:" أعيش اليوم لأجلها، هي هدية زوجي الذي أتمنى أن يكون حياً ويعود ليراها".
تزوجت س منذ أكثر من عامين من قريب لها، وكانت تعيش مع أهل زوجها في القحطانية التابعة لقضاء البعاج.
وحين دخل مقاتلو داعش إلى قريتهم بتاريخ 1-8- 2014، هربت مع زوجها وأهله إلى الجبل ككل العائلات. لكن مقاتلو داعش لحقوا بهم وأخذوهم مع آخرون إلى المنطقة الخضراء في تلعفر.
وفي حين تمكن أهلها من الهرب، لم تنج هي وزوجها وستة أشخاص من عائلة زوجها.
كانت وزوجها من العائلات المحظوظة التي لم يقتلهم مقاتلو داعش بل اكتفوا بإجبارهم على الاسلام. وهكذا عاشوا لعدة أشهر أسرى تحت إمرة داعش في تلعفر.
نقلهم مقاتلو التنظيم إلى الموصل لفترة هرباً من قصف الطائرات، وعادوا مرة أخرى بهم لتلعفر، ليرعوا الماشية وليطبخوا ولينظفوا لهم ملابسهم.
استمر هذا الحال حتى الشهر الخامس من العام 2015 ، حتى استطاع زوجها الحصول على رقم مهرّب والاتفاق معه ليخلصهم. لكنهم لم يتمكنوا من الهرب، لأن أحد الاشخاص أخبر عنهم.
"حين عرفوا عن نيتنا بالهرب، غضبوا وانهالوا علينا بالضرب أنا وزوجي. وسرعان مافرقونا، فأخذوا زوجي جراً إلى السجن، كما سمعتهم. وأنا نقلوني لمقر آخر لهم، فيه فتيات ايزيديات سبايا، نقلوني معهن إلى الموصل وبقينا مدة شهرين، وبعدها باعوني إلى الانبار".
لم يشفع لها حملها، بل زادوا من تعذيبها، فرغم قرب بلوغها الشهر السابع باعوها وضربوها وأهانوها:" لأنني كنت حاملا من ايزيدي، كانوا يعذبونني ويضربونني ويقولون لي أنه عليي أن اجهض كي يزوجونني. حاولوا عدة مرات إجهاضي، أجبرونني على العمل الشاق وحمل الاشياء الثقيلة، لكن لحسن حظي لم ينجحوا بذلك، فنجوت وطفلي منهم".
بقيت أكثر من شهر في هيت بالانبار تعرفت خلالها على فتاتين ايزيديات أخريات وكان مع كل واحدة طفلها، وكان هاجسهن وهاجسي الهرب. تقول : "عشت أكثر من شهر بالعذاب والقهر والاهانة، لم يكتفوا بضربي، كانوا يسمعونني الكثير من الشتائم، وكنت مع الفتيات لا نفكر إلا بالهرب".
اتفقن مع مهرب موثوق هذه المرة مقابل عشرة آلاف دولار عن كل واحدة.
أوصلهن المهرب إلى الكراج، وسافرن بتكسي إلى بغداد. وبعد عدة أيام من التحقيق، ساعدتهن النائبة فيان الدخيل للعودة بطائرة إلى اربيل على كفالتها. "ومن هناك أخذني والدي وخالي وأمي إلى الدهوك".
تعيش اليوم مع طفلتها وأهلها في أطراف الدهوك وما يزال زوجها وأهله بيد داعش.
أمنيتها عودة كل المخطوفين، وخاصة زوجها ليعيشا بسلام وأمان من جديد.





#ماري_اسكندر_عيسى (هاشتاغ)       Mary_Iskander_Isaa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوائز مهرجان دهوك السينمائي الدولي الثالث
- قصة ناجية من داعش
- في ذكرى شنكال السنوية-ابداع من رحم المأساة
- مسيرة نضال لامراة عراقية
- البرفسور القانوني فكتور كوندي:
- حوار مع الاعلامي خضر دوملي
- حوار مع البرفسور القانوني فكتور كوندي
- حوار مع فكتوريا يلدا كوركيس
- عائلات عراقية إلى أين؟
- التعايش السلمي في المجتمع ودور الاهل والمدرسة:
- دورة الدعم النفسي في مخيم شارية
- دور الدعم النفسي للمعنفات في معاودة الاندماج بالمجتمع:
- جنود مجهولون في المركز الثقافي والفني محمد شيخو
- متطوعون سوريون يحملون راية العلم والثقافة في المركز الثقافي ...
- لاجئات سوريات في دورة لتطوير مهارتهن
- حوار مع الأب يوسف بنيامين راعي كنيسة مارت شموني للمشرق الآشو ...
- البوعزيزي في ادب فاضل السباعي
- راهبات دير معلولا إلى لبنان
- رسالة إلى الروائي والقاص فاضل السباعي
- الراهبات السوريات المحررات وجبهة النصرة


المزيد.....




- النساء في ريف مصر.. عمل بدون أجر مقابل “اللقمة”
- ماذا لو شدّ شخص ما غطاء رأسك؟ هكذا تدرب امرأة في دبي النساء ...
- حقق حلمك بالزواج.. قرض الزواج من بنك التنمية بتمويل يصل إلى ...
- -ملكة جمال السباحة- تتلقى عرضا مثيرا من شركة دمى جنسية (صور) ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر ...
- حياتك هتتغير للأفضل.. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة ف ...
- عبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل.. طريقة التسجيل في منحة الم ...
- بعد مزاعم عن وقوع جريمة اغتصاب.. طلاب يتظاهرون في باكستان و ...
- لماذا تلجأ المصريات للخلع؟
- كم الدعم؟ .. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت لعام 2024 في ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - ماري اسكندر عيسى - قصة حقيقية لناجية من داعش