|
كوردستان بين تعنت قياداته و التطرف العرقي المذهبي للاخر
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 10:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما نعيش و نرى، فان القيادة الكوردستانية لا يهمها سوى مصالحها في الخطوات التي تتخذها ولم يلتفت الى اخطر المواضيع و ان كانت تدخل ضمن اطار العمل الاستراتيجي الذي يمكن ان تصدر منه التداعيات الخطرة على مستقبل الشعب الكوردستاني و اجياله، و هي غير مبالية بما قُدمت من التضحيات في تاريخ الشعب الكوردي و التي يمكن ان تطول دون ان يوضع حد لما يحدث . و انها القيادة التي تتزايد عليه بسياسات حزبية خاطئة و ما تتصارع من خلالها ودون ان تلتفت الى ما يقع على عاتقها داخليا من الامور العامة التي تهم الشعب بشكل عام و ليس ما يهم حزب ما دون غيره، اضافة الى ما يتحمله الشعب الكوردستاني من الوضع المتازم من الناحية الاقتصادية الذي يقصم ظهرهم منذ مدة . بينما تجد المحاور المضادة التي انقسمت الاحزاب عليهم و دورها السلبي في الصراعات الداخلية و التعايش المطلوب في كوردستان اليوم، اضافة الى المناطق المتنازع عليها و ما يحدث فيها ما تؤثر على القضية الكوردية و العلاقات التي يمكن ان تضر بالعراق كما كوردستان على حد سواء، و لم يستفد منها الا من هو خارج الحدود و مصلحته . هل من المعقول ان تدخل الخلافات العرقية الدينية المذهبية في الوقت الذي تحارب قوات البيشمركَة داعش، و تريد بها ان تحدث فوضى لم تجد وقتا لها الا في هذه المرحلة ان لم يكن بهدف و قصد سياسي خبيث . اليس ما يحدث الا تقاطع مصالح المحاور و ما تريد رؤس المحورين من التصادم بين الجهات من اجل بقاء دفة احدهما اقوى من الاخر و المتضرر هو الشعب الكوردستاني و العراقي فقط . اننا في اقليم كوردستان دفعنا كثيرا ضرائب الصراع العرقي و كذلك الشعب العربي العراقي نتيجة سياسات السلطات المتتالية في مركز بغداد و منها الدكتاتورية التي لم تفرق بين احد من ظلمها على الرغم من ايصال تعدياتها الى حد الابادة البشرية في كوردستان، و هي تضرب مدينة امنة بالكيمياوي الذي لم تشهده اية منطقة اخرى في العراق رغم الخلافات و الاحتراب النسبي المذهبي في الجنوب، اضافة الى عمليات الانفال سيئة الصيت . اليوم ياتي من يريد ان يزايد بطريقة مشينة و بتوجه مذهبي و عرقي و يصيد في الماء العكر ليتعدى على واقع منطقة فيها من الاعراق و المذاهب المتاخية منذ القدم، فهذا امر يجب ان لا يقبله اي طرف، لانهم ادخلوا المذهب من اجل فرق تسد و بالتالي سيطرتهم لاغراض و اهداف مشينة . و يبدو ان المتنفذين من داخل العراق و خارجه من المسيطرين على السلطة العراقية قبل احزابها و من الميليشيات التي لا يهمها ما يهم العراق بقدر ما انبثقت من اجلها من اهداف خاصة ضيقة، و الذي لا يمكن ان يحدث حادث و الا رعاتهم هم المخططين له و لهم اهداف و نيات سياسية مصلحية فيه لا تمت بصلة بالشعب العراقي و مستقبله، وهي من اجل مقارعة المحور الاخر في المنطقة الذي كلما احس انه يتقدم خطوة في علو شانه على حسابه حسبما يعتقد بان التوازن يختل، و الا لماذا وصل التازم في طوزخورماتو الى حالة الاحتراب والقتل و الدمار بهذا الشكل في هذا الوقت . اليس من المتوقع ان يكون لتغطية طرد داعش من سنجار و التقليل من شانه ، والمحير لا تعلم القيادة الكوردستانية و لا السلطة العراقية و ليس رؤس الميليشيات بذلك الا متاخرا، او يمر في النهاية مرور الكرام دون ان يبحث احد فيما حدث و ما يكمنه او وراءه . انه امر محزن ان نكون حائرين بين هذه المصالح المتحاربة التي تدفع الى الاسوا يوما بعد اخر . ان المحزن ليس ما حدث بشكل يمكن ان يُحصر في مكان ما دون غيره، و لكن المخيف ان تكون العملية الفوضوية عامل بيد من يريد الفوضى فيما بعد في اية لحظة و في اية منطقة . و الاكثر رعبا ان يكون احتمال حدوث مثل هذه الحوادث و ايصالها لحرب شاملة ممكنة في اي وقت مستقبلا في المناطق المتنازع عليها و فيها من الارضية التي من السهولة العمل فيها من اجل اهداف تخص الاخرين دون شعبها . و طالما بقت الحال على ماهي عليه من الخلافات التي تندلع من بقاء جذوتها، طالما كانت الجهات تريد تحقيق ما يهمهم على حساب الدماء التي تسيل . فاننا ننتظر ربما حربا شاملا قوميا مذهبيا في اية لحظة ان بقت المناطق المتنازعة عليها كما هي دون حل قانوني دستوري . و طالما تعمقت الخلافات ستبقى نار الحرب موجودة و ان كانت خافتة بامر سياسي و ليس بحل نهائي مقنع للجميع . فهل مصير الكورد في اية منطقة هو الاعتداء عليه و هل من المعقول ان يكون مضحيا في كل ما يخصه و بعد الاجحاف الذي يطاله في كل امر و ما يبينه لنا التاريخ و الحاضر ايضا و لم يحقق اهدافه بعد كل تضحية، ام ان الامر ليس الا حادث عرضي كما يعتقد البعض جهلا بعقلية و ثقافة الشعب من جهة و ما وراء الحدود من المخططات التي تريد الانتشار و السيطرة على حساب الاخر عرقيا دينيا و مذهبيا . ان المحير في الامر ان قيادات كوردستان بذاتهم لا يلتفتون الى امر يخصهم قبل غيرهم، لا بل هم في اعمق المشاكل و الخلافات التي اوصلتهم الى التباعد عن البعض نظرا لتعنتهم وجهلهم بما يجري في المنطقة و ضيق عقليتهم و نظرتهم الى القضايا بشكل سطحي و سيطرة نرجسيتهم على حساب المصالح العامة للشعب، و هذا ما جعل الشعب محصورا مخذولا مصدوما و متضررا بين تعنت و جهل قياداته و الصراعات المتعددة المختلفة و المخطط لها داخليا من قبل مرتزقة الكبار او وراء الحدود ، و ليس هناك عقول عالية الامكانية سواء في مركز العراق او كروسدتان للتعامل مع ما يجري لتفادي اضرارها و الخروج منها بسلام .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدم الاحتساب لسمعة اقليم كوردستان
-
البيشمركَة يضحي بينما تتباهى قيادات القصور و الفنادق بالانتص
...
-
لقد لطخوا التجربة الكوردستانية من اجل مصالح ضيقة
-
هل نظرية المؤامرة لازالت سارية المفعول
-
كيف تشبع المراة العراقية استحقاقاتها الذاتية في ظل الظروف ال
...
-
التوازن بين متطلبات الذات و ما يفرضه المحيط
-
ليس حبا ببوتين و انما لوجود ندٍ لامريكا
-
لماذا اُغلقت ابواب الاصلاح السياسي نهائيا في اقليم كوردستان
...
-
هل يخرج الكورد من متغيرات المرحلة بلا حمص ؟
-
ما البديل عن عدم تقبل مجتمعاتنا الديموقراطية ؟
-
هل مسعود البرزاني واثق الخطوة يمشي ملكا ؟
-
دور المثقفين المستقلين في حل ازمة اقليم كوردستان
-
هل استقلال كوردستان ضد اليسارية ام العكس ؟
-
هل يكون فوز اردوغان على حساب السلم و الامن الاجتماعي ؟
-
هل غيرت امريكا ما نوته سابقا في المنطقة ؟
-
نعم اخطات حركة التغيير بمشاركتها السلطة في اقليم كوردستان مب
...
-
مواقف الاحزاب اليسارية الكوردستانية في ازمات هذه الايام!
-
يحكمون اليوم بعقلية الامس
-
حركة التغيير تدفع ضريبة خطاها الاستراتيجي
-
انهوا عن فعل و اتوا بمثله... اليس عار عليهم ؟
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|