|
في سوسيولوجية الحدث وغياب المثقف
نورالدين ايت
الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 10:36
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ما حدث في -;-_هجمات_باريس-;-- يحدث يومياً في عدد من بلدان المعمور/ أناسٌ أبرياء يقعون ضحية لتفجيرات وقتل لا يد لهم فيها . فالمشترك بين هذا وذاك هو وجود صراع نوعين من الأفكار في العالم.الفكر الانساني ذو القيم النبيلة والكونية/ وفكر وثوقي متعصب إرتكاسي ؟!؛ لابد اذن من توضيح المسألة على أن العالم اليوم يتصارع حول تتبيت الأفكار والتمتلات...ومنه يبدو على أن الفكر المتحجر سيجعل من الفكر الحر متعصباً وسيسري في سير الأول ... وهذا ما سيسقطهما في العدمية ، عدمية الحرب والاديولوجية وإستعمال السلاح التي لن تجدي نفعاً ولن تغير شيئاً إلا إذا أخذت مبادرة الاصلاح إتجاهها الصحيح نحو التربية على قيم المواطنة والتسامح والخير في بنية شمولية كلية ينخرط فيها العالم برميته تحت فلسفة جديدة ترى أن العالم الانساني من شماله إلى جنوبه متكامل ومفتوح لا تحده حدود ولا أفكار فرعية أو متعصبة .... فلسفة ستراهن على علمانية عالمية ينخرط فيها الكل بدون شروط حلف على آخر......كما أن الامة الاسلامية حتى لا تهرب من المسؤولية حول ما يقع من عنف بإسم دينها يقتلون ويصحون الله أكبر...عليها أن تعترف أن هؤلاء الارهابين تعلموا من دينها هذا الذي يقومون به، فهم تربوا عليه وتعلموه بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، وإلا فلماذا يصيحون الله أكبر وينطقون: الجهاد في سبيل الله ويشهدون الشهادات... فهذا الذي يسمى جهاد موجود في الترات الاسلامي وهو ان لم يكن كما هو أللان فهو تأويل له ؟؟ فما يسمى داعش خرجت وولدت من داخل الاسلام كدين وعقيدة وسيرة قابلة لتأويل متكرر ومتجذد تجعل الأفراد يعيشون حاضرهم برموز ماضوية مختلفة كل الاختلاف عن حاضرهم الدي يسير دوماً نحو الانسلاخ عن الماضي ولا يتخذه مشروعية لذاته لذلك فالمؤمن الذي يعيش حاضره زمنيا ينبغي أن يرى أثر الإيمان على حياته بأن يحترم الإنسان ويتسامح حين يختلف معه ، لا أن يقتله ويبغضه ويكرهه. إن أعداء الحرية لا يعرفون معنى الانسانية ،لأنهم يجعلون المقدس في أعلى مرتبة وقيمة على الانسانية؛ فداعش وأمثالهم يظنون أنفسهم أنهم خليفة الله على الأرض؟ وماهم بذلك إلا ويدمرون الحق الالهي ويحرفونه ؟. فحتى يتمكن بلاد الاسلام أن يمضي قدماً نحو الارتقاء الانساني داخل مملكة الغايات كما يتصوره كانط إمانويل لابد وأن ينهض ويأخد في مغامرات على رأسها إصلاح ديني جذري يمس كل التأويلات والمعتقدات الدينية الاسلامية السائدة منذ البعثة المحمدية إلى اللآن __ وهذه المغامرة هي أساس إنطلاق باقي المغامرات الاخرى من معرفة وتقدم والاعتماد على الذات،وهي مغامرة ليست بالمجان أو سهلة المنال؟...__وهذا الاصلاح بمتابة مصالحة مع المقدس ومحاولة في إعادة تأسيس مفهوم الانسان كأعلى درجة ومرتبة من الخالق في الوجود،إذا ما أحسن الانسان قيادة ذاته،أولا بالعقل كنور وكنز إنساني مشترك وصاحب الشرعية الأخلاقية، وتانياً في غايات الديني الأصلي كإحلال الله في الانسان بماهو الكلي والشمولي ( الدرس الهيغلي) متعال على كل حساسية واستعدادات طبيعية مرتمياً دوماً نحو الخير الأسمى... هكذا اذن، يمكن لبلاد الاسلام أن يساعفها الحظ _ إن توفرت شروطه _ نحو بناء إنسان بمواصفاته الأصلية التي من المفروض أن يوجد عليها الانسان هنا ككائن خير وحر ومتسامح ووصي على الوجود...بمفهومه الهايدغري ، فما نشهده اليوم في حياتنا اليومية القريبة أو البعيدة عبر ما تسوقه وسائل الإعلام يظهر على أن إنسان العصر إنسان مشكوك فيه ؟؟ إلى أية فصيلة هو ينتمي؟ لا شك أنه الكائن الذي لم يتحدد نوعه بعد ؟ حسب فريدريك نيتشه . وفعلاً فكل التفجيرات والإقتتالات سوأً بسم الدين أو السياسة أو الاقتصاد...إلخ والإغتصابات التي تطال الأطفال وهتك عرض الأقارب... كلها أمور لا تمث بصلة لماهية الإنسان بماهو إنسان... فحشا أن تكون ماهية الانسان على هذه الشاكلة... وما هذا إلاَّ نوعٌ أخر من بزوغ الكائن لا زال يخفي أكتر ما يظهر؟ . يمكن أن نقول أيضاً أن التدخل ألا محدود للعولمة التي تقودها الدول الرأسمالية الكبرى نحو شعوب العالم هي التي ساهمت في هذا النموذج من الكائن الغير المرغوب فيه...؟ وهذا سيطرح أمامنا مشكلة المثقف ودوره في هذا الصراع،؟ والحقيقة أننا نعاني أزمة المثقف في الوقت الحاضر؟ فهو شبه غائب أو إن وجد فهو غير مهتم .لقد رحل وترك الساحة ولم يعد يتكلم ؟ لا ربما قطعت لسانه ؟ فاليكتب إذن ؟ بلا لن يكتب لأن يداه مكفوفتين وماعدتا تحسنا الكتابة؟ فليحتج ويتمرد عل الوضع ؟ إنه معاق لا يقدر على الحركة والبقية فيهم يقال أنها شاخت ؟ فلنقل إذن أنه لحد الساعة غائب ... ومادام هناك غياب للمتقف فبلا شك غياب مطلق لثقافة بمفهومها الأنواري أو كما تبلورت داخل خطاب وتاريخ الحداثة الغربية بماهية ككلمة ولفض يشير في الأصل إلى حقلين دلاليين متمايزين / مجال الفلاحة كإنتاج وثمرات وما يرافقه من مجهود لبلوغ ذلك وهذا ما تدل عليه _كولتورا_ في أصلها ألاتني فهي تدل على فلاحة الأرض ، هذا من جهة ، ومن جهة تانية فهي تحمل دلالات حقل العبادة والطقس الديني وقواعده _كولت_. ومنهما _كولتر_. فهكذا نجد أن مصطلح الثقافة سواءً في المعاجم الغربية أو العربية أنها تحمل في طياتها حكمة وإبداع وخلق وصيانة.، ففي العربية نجد قول العرب القدامى : ثقِّف الرمح إذا هذبها مقوماً ما بها من الإعوجاج __ الفطري الطبيعي __ ومنه يكون المثقف هو من يُقَوِّم ذلك الاعوجاج الطبيعي بآلة سميت ثِقافاً... . وهكذا كانت التقافة تعارض أو في تعارض وتقابل مع مصطلح الطبيعة أو الطبيعي... فالشيء الطبيعي في أصله _الأرض الرمح ..._ معوج وغير منتج وغير صالح لبلوغ الهدف ولذلك سيبقى دوماً حسنها وجمالها ونظامها والاتقان الذي سيظهر عليها فيما بعد ،إنما هو نتاج صناعة وعمل الصانع أو الفاعل الذي صواها وثقفها لتصبح بما هي عليه... وبامكننا أن نقول أن الشيء الدي كان في أصله الأول طبيعياً قد خرج من عالم الطبيعة نحو عالم الثقافة... و إنطلاقاً من هذا التبسيط سيكون المثقف هو من يلعب ذلك الجسر لتحويل الشيء الطبيعي إلى شيء ثقافي بمجهود وعمل لا يستهان به... فالفلاح يحرت الأرض ويهتم بها بتقديم أسمدة وأدوية حتى يظفر بمنتوج جيد ويستفيد من خيراتها وهو أمرٌ لا يتاح لجميع الفلاحين ؛ نفس الأمر بالنسبة لطقس الديني ؛ فالفرد المتعبد يسعى أن يعمل جاهداً لتقرب من خالقه وإرضاءه... وهو أمرٌ فيه مجهود وسمو على الذات نحو الروح كلت ... ؟ ومن هنا نفهم لماذا شكلت قضية دريفوس ألفريد القبطان الفرنسي 1859_ 1935. قضية سياسية واجتماعية شغلت الرأي العام الوطني في فرنسا وذلك بمساهمة المثقف الملتزم تجاه قضايا وطنه... لقد خرج المثقف إلى الساحة محتجاً على وضع شاذ مدلياً برأيه فكتب وتكلم ولم يكن يخشى أي اكراه كيفما كان// لقد أدرك أن مهمته هو فضح وكشف زيف قضية دريفوس محاولاً بذلك تصحيح مسار وإتجاه الرأي العام واستقامته على الصواب أي الدفع بالمجتمع وجمهوره ليسير على درب الثقافة ولو على حساب شخصه __ نموذج إيميل زولا ؛ في رسالته إلى الرئيس أتهم ._ تلك كانت هي مهمة المثقف عندما أراد لنفسه أن يكون هو المدافع عن الحق والعدل والحرية. لقد كانت مهمته النوعية هي الالتزام بالقيم الانسانية الكونية...أي الحرص دوماً على صيانة وإستقامة قضايا المجتمع ثقافياً وهذا ما يغذي الرأسمال الثقافي في المجتمع ويجعله حياً مدام مثقفوه نشطاء أصحاء لم تقطع ألسنتهم ولم تكثف أيديهم... اننا في حاجة اليوم إلى مثقفين يعلو صوتهم على غيرهم في كل قضايا الانسان التي تحاول أن تخرج عن منطقها المستقيم والمهذب نحو الفطري والطبيعي المعوج في الأصل رامين إلى تثقيفها وتهذيبها بستمرار ... CULTURE = CULTE والطقس الديني + CULTURA فلاحة الأرض
#نورالدين_ايت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|