أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجدي جورج - هجمات باريس الدامية فهل يستفيق العالم ؟














المزيد.....

هجمات باريس الدامية فهل يستفيق العالم ؟


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 11:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هجمات باريس الدامية فهل يستفيق العالم ؟
ليلة امس كنت مع بعض الأصدقاء في احد المطاعم في احدي ضواحي باريس وكنا نشاهد مباراة فرنسا وألمانيا ولم نلحظ اي شئ غريب حتي اتصلت بي زوجتي تدعوني للعودة للمنزل لان هناك هجمات ارهابية في أماكن عدة ، وفي طريق عودتي بالسيارة عانيت الامرين لاغلاق معظم الشوارع وقد مررت من امام ستاد دو فرانس بضاحية st .Denis
وشاهدت القوات الخاصة المدججة بالاسلحة الالية ورايت الناس في ذهول تمسك بايدي بعضها البعض وحاملة الاعلام الفرنسية ورايت الشوارع المغلقة في معظم الاتجاهات ، وبعد مجهود ليس بالقليل تمكنت من العودة لمنزلي مراقبا الأحداث من خلال التلفزيون الفرنسي الذي كأن يبث مشاهد حية من أماكن وقوع التفجيرات ومن مكان احتجاز الرهائن في ضاحية باريس الحادية عشر ، وشاهدنا بعض الرهائن وهم يصفون ما جري لهم من قيام إرهابيان بفتح النار علي الناس بدون تمييز وبقلوب حجرية جامدة جاحدة مملوؤة حقد وكراهية لاناس استضافوهم هم وذويهم من اباء وأجداد فلم ينالوا منهم الا جزاء سنمار .
الضواحي الفرنسية مملوءة كراهية وحقد تجاه فرنسا والفرنسيين واري ذلك بأم عيني يوميا :
رأيت ذات يوم وانا عائد متاخر من عملي بضع شباب عرب وسود يحطمون زجاج كل السيارات في الشارع الذي اسكن به لا يستثنون اي سيارة بغرض السرقة ولكنهم يفعلون ذلك بكل غِل وكراهية وحقد ، يحطمون ويبحثون ويعبثون في كل محتويات السيارة ، هذا المشهد رايته بعيني مرة ورايت اثاره مرات عدة من الزجاج المحطم في الشارع مع العلم ان الشارع الذي اسكنه يصل الي كيلو فتخيلوا عدد السيارات المحطمة .
رأيت شاب عربي غارق في دمائه منذ ثلاثة ايام وتبين انه قتل في نزاع مع شباب عرب اخرون وبعدها بيوم قتل شاب اخر في وضح النهار وفي شارع مزدحم بالمارة وكان هناك طالب اسود سنغالي قد قتل امام مدرسة ابني منذ اقل من شهر ، كل هذه المشاهد وغيرها حدثت بجوارنا وبالقرب منا وهي تلخص حالة الاستهانة بالحياة وعدم الخوف من العقاب او حتي من الموت وحالة انتشار الكراهية والبغضاء بين شباب الضواحي في باريس وفي غيرها من المدن الفرنسية .
وهذا ما اكدته حادثة الامس فالخطير فيها ليس عدد الضحايا المرتفع فقط ولكن كيفية موتهم فلأول مرة يظهر الانتحاريون فهذه ثقافة جديدة تنتشر بين شباب تربي وتعلم وكبر في فرنسا ، القتل اصبح سهل وهناك استهانة بالموت لشباب يعيش وسط ناس تقدس الحياة ليس حياة الانسان فقط بل حياة الحيوان .
ففرنسا التي اوؤتهم هم وذويهم ومنحتهم جنسيتها وعالجتهم ومنحتهم المساعدات اذا احتاجوا اليها لم تجني منهم الا هذه الثمار الفاسدة المميتة .
أعطتهم الحياة فوهبوها الموت .
أعطتهم الشفاء والدواء فأعطوها القتل والدماء .
أعطتهم الحب فردوا عليها بالكراهية .
التطرف لم يعد مستوردا في فرنسا بل اصبح صناعة محلية بامتياز نراها ويراها الفرنسيين كل يوم في الشوارع والمدارس والمصانع ، للاسف نسبة ليست بالقليلة من المهاجرين العرب والمسلمين ومن ابنائهم لا تحمل الا كل ضغينة وكراهية لكل من حولها ، تحاول فرض قيمها علي من حولها فالمحجبة تري انها افضل من الفرنسيات السافرات وتصفهم بالكافرات وقد شاهدت وسمعت هذا مرات عدة ، والملتحي ينظر لكل من حوله علي انهم اقل منه ، للاسف هذه النوعيات تحمل عنصرية شديدة للاخر وتتهمه في نفس الوقت بهذه التهمة لانه لا يتبعها في المعتقد وفي الممارسة . هذه النوعيات لا تكتفي بان الآخرين اعطوها الحق في ممارسة طقوسها وشعائرها كما تريد ولكنها تحاول ارغام الآخرين علي المعيشة مثلهم ففي الضواحي الان ممكن ان تقع في مشكلة مع إحداهم اذا كنت تاكل او تشرب في نهار رمضان .
وراينا منذ عدة اشهر اعتداء مجموعة من الفتيات العرب علي فتاتين لأنهما يرتديان مايوهات . وشاهدنا في احد الفيديوهات علي يوتيوب الشيخ الذي يزجر فتاة انجليزية ويشتمها لانها لا تجلس في المترو باحترام علي حد زعمه .
أعلن هولاند انه سيقاوم الارهاب بلا هوادة ولكنه سيخطئ مثل غيره ، فالإرهاب ليس مقارعة أسلحة ، بل هي أفكار لابد من اجتثاثها ، تطرف ينخر كالسوس في ضواحي باريس ولا يجد من يقاومه ، شباب غض لا يعرف شئ عن الدين ولكنه يعتبر نفسه الاعلون والاخرين ماهم الا مجموعة من الكفرة المارقين سيفعل خيرا اذا قضي عليهم .
فرنسا لن تستطيع وحدها مقاومة الارهاب فالعالم كله مدعو لذلك ، والسلاح والضرب بيد من حديد علي أيدي الارهابين لن يحل المشكلة ولكن لابد من محاربة الأفكار ومصادرها ، لابد من وقفة مع النفس مع البلاد المصدرة لهذه الأفكار الهدامة ، ان زمن المهادنة مع دول كالسعودية وقطر وإيران وتركيا لابد ان يتوقف ، لابد من إرغامهم علي التغيير ، نعم تغيير خطابهم الديني وإصلاحه وقبولهم بالاخر كما هو لا كما يتمنون ولا كما يعتقدون وإلا فان العالم كله مقبل علي كارثة لن تستثني احدا ، كارثة قد تقود الي فناء العالم اذا تمكن احد هؤلاء الارهابين المجانيين من الحصول علي اي أسلحة غير تقليدية كالأسلحة الكيماوية او النووية .
مجدي جورج
باريس . فرنسا
[email protected]



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام القادم في لبنان وخطورته
- الطائرة الروسية وبرجي نيويورك ( الكيل بمكيالين )
- قراءة سريعة في نتائج الجولة الاولي من المرحلة الاولي في انتخ ...
- خواطر حول الانتخابات البرلمانية القادمة
- سوريا من أزمة دولة تتجزأ الي أزمة لاجئين
- فلنشكر الله علي صفر مريم
- تعليق حول حديث الشيخة موزة ل-فاينانشال تابمز
- المجاهدين الأفغان والمجاهدين السوريين ما أشبه الليلة بالبارح ...
- داعش منا ونحن منها شئنا ام ابينا
- حول نية العلمانيين تأسيس حزب بمصر
- أوباما يعطي الارهاب قبلة الحياة
- يسوع يصلب من جديد في ليبيا
- قتل الاقباط في ليبيا علي يد داعش
- الأسلاموفوبيا واللي علي رأسه بطحه
- في احتجاز رهائن بأستراليا ( ضربني وبكي وسبقني واشتكي )
- انطباعات حول الحكم ببراءة مبارك
- مسجد المسيح بالأردن ومسجد العذراء بمصر الفعل والهدف
- حكامنا كلهم دواعش
- تصريحات وزير الداخليه حول سيدة جبل الطير
- الدور التركي القذر في تدمير سوريا والعراق


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مجدي جورج - هجمات باريس الدامية فهل يستفيق العالم ؟