|
وماذا مع الإرهاب الصهيوني ؟؟!
عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 08:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في فلسطين شعب عريق عاش لأكثر من 7 آلاف عام، يسمى الشعب الكنعاني، نساء فلسطين اليوم ما زلن يطرّزن ثيابهن على الطريقة الكنعانية، ورجال فلسطين اليوم ما زالوا يرقصون الدبكة الشعبية التي تعتبر الفلكور الشعبي للحضارة الكنعانية .. عام 1948 قامت العصابات الصهيونية المدعومة من الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية بتطهير عرقي ومذابح ومجازر أدت إلى تهجير 800 ألف كنعاني من مدنهم وقراهم التي يشهد التاريخ وعلم الآثار بأنها لهم وحدهم، ومنذ قيام إسرائيل الصهيونية وهي تعمل على تهجير الملايين ممن ظلوا يعيشون داخل حدود سيطرتها ( غزة / الضفة / 48 )، فأصبح الكنعانيون يعيشون داخل معازل ومخانق ومحارق، لا تسمح لهم بالحركة والتنقل والعمل وممارسة الحقوق الإنسانية التي تمارسها الشعوب الأخرى في هذا الكوكب الفريد ! إنه الأبارتهايد الحقير والبشع والبائس .. فقر وحرمان وموت ودمار وقتل لجميع البشر بمن فيهم الأطفال .. فكيف يدافع الضعفاء والعزل عن أنفسهم وحقهم بالحياة ؟! بالانتحار اليائس حيث لا يملك الفرد منهم سوى جسده لينثره أشلاء بين من يعتقد أنهم سبب مآسيه وآلامه ونكباته، وهكذا مارس الفلسطينيون بعد أوسلو استهداف المدنيين الإسرائيليين في الباصات والمطاعم والملاهي، فراق هذا الأسلوب لتنظيم القاعدة الذي لا يعدو عن كونه صورة مكبرة ( للإرهاب ) الفلسطيني، فضُربت نيويورك ولندن ومدريد وموسكو وباريس أكثر من مرة. الدول الغربية لعبت بورقة الإسلام السياسي كأحد الخيارات المطروحة في المنطقة، وبعد أن أفشل الشعب المصري مخطط " وهبنة " مصر، ذهبت تلك الدول التي دعمت إسرائيل وجعلتها متفوقة عسكرياً واقتصادياً وعلمياً على جميع دول المحيط، فدربت ما أسمونه معارضة متعدلة مثل ( جبهة النصرة = تنظيم القاعدة سابقاً ) كما مولت أمريكا وبريطانيا ظاهرة تحويل تنظيم القاعدة ومتطرفي حزب البعث إلى تنظيم جديد يستهدف أعداء إسرائيل وعلى رأسهم نظام الأسد والمقاومة اللبنانية، فتعملقت داعش بدباباتها وسياراتها ورشاشاتها ومدافعها تحت حماية الطيران الأمريكي وبتمويل مادي من دول الخليج المتخلف ثقافياً وحضارياً .... نجحت الصهيونية في جعل الإرهاب واستهداف المدنيين، ظاهرة عالمية تضرب جميع العواصم وليس فقط تل أبيب، ليصبح الكوكب بأسره في مواجهة ( إرهاب إسلامي ) بدلاً من ( دفاع فلسطيني ضد الإرهاب الصهيونية ) !! مصادرة الأرض الكنعانية إرهاب. حرق الزيتون من قبل المستوطنين إرهاب. حرق الأطفال والنيام بالقنابل إرهاب. قصف المدنيين في غزة إرهاب. الأسلاك الشائكة والحواجز إرهاب. منع السفر والحصار إرهاب. لماذا لا يناقش العالم ظاهرة الإرهاب الصهيوني المستمر منذ مطلع القرن الماضي لتحقيق مشروع إسرئيل الكبرى ؟ّ! حتى المبررات التي تحاول الدعاية الصهيونية تسويقها بأن تهجير الفلسطينيين من فلسطين عام 48 إنما جاء كردة فعل على الحرب ورفض التقسيم هو تبرير وقح وغير صحيح بالمرة، بدليل اغتيال شامير وعصابة الأرجون للمبعوث الدولي السويدي الكونت برنادوت الذي أقنع العرب والفلسطينيين بقبول التقسيم !!! فلسطين لأصحابها طال الزمن أم قصر، وعلى العالم أجمع أن يفهم، أن ظاهرة الانتحاريين هي الوسيلة الوحيدة المتاحة للضعفاء والفقراء أمام جيوش مسلحة بأعتى أسلحة الدمار .. أعيدوا فلسطين لشعبها وسوف ينتهي كل شيء !! جميع علماء الآثار الأجانب والإسرائيليون وفي مئات الحفريات، لم يجدوا سوى آثار الكنعانيين .. لا مملكة يهودية، لا هجرة إلى مصر، لا يوشع بن نون .. كلها لا تعدو عن كونها أساطير شعبية لليهود في المخيال الديني، لم توجد قط على أرض الواقع !! مثال على كذب الأساطير الدينية اليهودية، هو ما يتعلق بالحفريات في أريحا وحولها، حيث تذكر أسفار التوراة أن يوشع بن نون قاد حملة النبي موسى من شرق الأردن وعبر بجيشه النهر من منطقة الأغوار، وحاصر أريحا لسبعة أيام، ثم نفخ في الأبواق فانهارت الأسوار ودخلها فاتحاً !! هذا ما تقوله التوارة، فماذا يقول علم الآثار هناك ؟؟! عام 1953 وفي بعثة سويدية في أريحا، تم الحفر حول أريحا وتم النزول بعمق يساوي الزمن الذي تتحدث عنه التوارة، فماذا وجدوا ؟! وجدوا بكل بساطة أن منطقة أريحا في زمن ما يسمى بيوشع بن نون، كانت تعاني من انجراف شبه كامل بفعل السيول ولا يوجد أي أثر أو دليل على وجود أسوار من أي نوع !!!! يوشع بن نون مجرد أسطورة شعبية لا وجود لها على أرض فلسطين !! دليل آخر هو ما يسميه الصهاينة بإسطبلات سليمان في صفد، حيث تنتمي جيولوجياً للحقبة الرومانية، أي بعد ألفي عام من التاريخ الوهمي لمملكة سليمان ! علماء الآثار الإسرائيليون يعلمون تماماً هذه المعلومات والأدلة وغيرها، وقد صرح الأتقياء منهم أن جميع ما ورد بالتوراة عن النبي إبراهيم والهجرة على مصر وعودتهم منها وبناء مملكة سليمان، كله لا يزيد عن كونه أساطير شعبية وردت في التوراة لكن دون دليل مادي أو آركيولوجي واحد يدل عليها !! إن اختراع ما يسمى بالشعب اليهودي من قبل الحركة الصهيونية لا يزيد عمره عن 140 عام، ثم تحويل الدين لانتماء قومي، ثم استحضار الأساطير الشعبية والتاريخ المزعوم في فلسطين، ثم استجلاب الأجانب من شتى القوميات لاقتلاع شعب أصيل يعود تاريخه لأكثر من سبعة آلاف عام، هو حدث جلل، ومصيبة نكراء، كان على العالم أن يبدي موقفاً واضحاً منها، مثلما قال الأديب الروسي ديستوفيسكي لليهود الروس عام 1887 ( أنتم تخططون لذبح شعب فلسطين المسكين ) ! شاهد نص المقال كاملاً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=417967 القتل هو القتل، واستهداف المدنيين مرفوض ومدان أخلاقياً، لكن لكل ظاهرة سبب، والأرجح أن اغتصاب فلسطين وتهجير شعبها قد فاقم من مشاعر الغضب واليأس لدى العرب والمسلمين، وهو ما أدى إلى عولمة الإرهاب كرد يائس من المضطهدين والفقراء والضعفاء ضد حضارة غربية، دعمت ومولت وقدمت الحماية والتبادل التجاري والعسكري والاستخباراتي لعصابات ما زالت تعتقد أن يوشع بن نون قد نفخ في الأبواق فانهارت الأسوار !
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقف الشعبي الفلسطيني !!!
-
أزمة الأنروا لم تنتهي بعد !
-
غزة والموت بلا مقابل
-
الأنروا من مؤسسة دولية إلى مؤسسة عربية !
-
لماذا تبرئة إسرائيل وبريطانيا من المسؤولية ؟!
-
عن طلائع التحرير الفلسطينية واليهودية !
-
أضواء على مؤامرة وكالة الغوث !
-
حول تصفية ملف اللاجئين والقضية الفلسطينية
-
جمهور غوغائي وعنصري !
-
عن دواعش إسرائيل مرة أخرى !
-
رأي آخر في مسألة تحرير الأوطان من المستعمرين !
-
فساد السلطة وبيع المنح الدراسية لغير مستحقيها: هل من نهاية ؟
...
-
الحقيقة الصادمة !
-
شكرٌ وتقدير للحوار المتمدن وكتّابه وقرائه !
-
لماذا يجب المطالبة بدولة واحدة ؟؟!
-
من فرنسا إلى القدس: وخطيب الأقصى داعشي أيضاً !!!
-
مطلوب حل السلطتين وجميع الفصائل بلا استثناء !
-
حسن الرضيع والحوار المتمدن !
-
عمّال غزة بين حكم الغوغاء والحصار الصهيوني !
-
بعد اليونان: مطلوب استفتاء فلسطيني !
المزيد.....
-
عشية لقائه بنتانياهو.. ترامب: لا ضمانات لصمود وقف إطلاق النا
...
-
كيف ستكون سوريا الجديدة حسب الرئيس الشرع؟
-
سوريا.. رسوم جواز السفر مرتفعة
-
رحلة مصطفى جرّي من السودان إلى باريس
-
لبنان يشكو إسرائيل لدى مجلس الأمن بسبب القرار 1701
-
-حادثة معقدة وصعبة-.. عملية إطلاق نار شرق جنين تسفر عن إصابة
...
-
الصين تعلنها حربًا مفتوحة على واشنطن وترفع سورها العظيم في و
...
-
خطة ترامب لإنهاء حق المواطنة بالولادة: ما هي القوانين في بقي
...
-
ترامب يعلق تهديده بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا مع استم
...
-
الصفدي: جاهزون للعمل مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام العاد
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|