رضا لاغة
الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 19:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكنهم الاندماج لأن خلافاتهم متنوعة لقد جاؤوا و لكنهم لا يحسنون البقاء ، يظنّون أنهم سيرحلون صغارا من حزب ولد منهم و بهم . كانوا قد نصبوا خيامهم ، فهم مكدّسون ، فسئموا منهم . قالوا لهم ارحلوا وافعلوا ما تشاءون. لكنهم لم يغادروا خيامهم رغم تضايق الآخرين.جلبوا واستقدموا لهم الناس فغدوا مزعجين. نعم الأكثرية جاءت لحضور لقاء جربة . يعرف الوافدون بعضهم بعضا. تجرّؤوا على فعل السخافات و لم يهدؤوا إلا حين شهروا بلباسهم الميداني جحيمهم لشقّ يرون أنه حداثي، كمبرادوري، شيوعي، يساري ...ولكنه بنا معهم الحزب. قالوا له : لقد انتهى دورك . هم يتحدّثون عن الشرعية بنخوة يفوح منها سكر مسروق من مال الشعب.يعودون إلى مواقعهم التّالفة و المحطّمة بنصر مستأجر لإعلام تابع. هكذا جرت الأمور في النداء و هكذا عقدوا العزم على أن يمنعوا اليسار من العودة إلى الحي ، إلى الحزب. طلوا جدران مقرّاتهم و كان خلف كل مقر و كل بناية هتاف ركيك : أسكنتك يا باجي الابن مقلة الحزب.
لقد لعبوا على عشب التوريث، لكنهم تهاونوا في لعبهم فبدت الفوضى مؤبّدة و حماقات نشرت في الصحف ، لقد أثاروا الاضطراب و كأنهم في حرب حين خاطبهم الكمبرادوريون بشماتة : لن نرحل . ماذا قالوا : هل هناك خلل في القيادة ؟ إن هؤلاء الرفاق أوغاد . لم يدسّوا أنوفهم في الرّمل . لقد أطلقوا بنادقهم . لم يذهبوا للنوم حين نمنا . لقد ثقبوا عجلات الحزب و لم يرحلوا.
نحن متوتّرون و القيادة تبدو مرتبكة ، مهدّدة ، محشوّة بهلع مضحك. ربما أعيتها الحيلة . و الناس يتحدّثون عن فضائحية صراعاتنا و خصومنا يرغبون في البقاء و يتطلّعون لكي يقبضوا على مقود القيادة . نعم نحتاج أن نسوّق خطابا جديدا. لنقل أننا لا نريد رحيلهم . لنخفي تضايقنا ، لنطلق عنصريتنا : حزبنا تترجرج فيه كل الأطياف و الأعراق إلى حد الورم. حقوقنا في الحزب سواسية كطلاء الحذاء . نأسف عن حماقتنا.لا موجب للدهشة حزبنا معرّض لخطر أن يكسر . تغرينا لعبة الانتظار و ليستأنف قائدنا سياقة شاحنة الحزب . نعم نحن طيّبون و لا معنى للتهديدات التي وجهتموها لنا أيها الكمبرادوريون.نحن صبيان المنتصر فيكم و سنبقي على بناية الحزب نظيفة.
هذا ما قاله الكبرادوريون : معركتنا ليست مع صراصير الحزب و سنعمل على ألاّ نحطم شقة الحزب و متى وجدنا طريقا تعجبنا سنطالب دوما أن نكون جزءا من تشكيلة الملعب و سنستمر في لطفنا و لن نشعل نارا في الملعب متى استعدنا مفتاح قيادتنا .
#رضا_لاغة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟