مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 15:22
المحور:
الادب والفن
سنجار
عام ونيف
وأنت بيد الأوباش أسيرةْ
تعانين ما تعانين
من بطش القلوب الحاقدة الحقيرة
تتوسّدين الهم المتراكم
على السفح الكئيب
تفترشين التراب والصبر حصيرة
عام ونيف
وشعرك الغجري نهب الرياح
ولم تمشط يد الشتاء منك الظفيرة
عام ونيف
والظلام يحتويك حتى في الظهيرةْ
عام ونيف
أهلك الأخيار مشردون
سوى طيبهم لم يقترفوا جريرةْ
كان الطيب كالتين والزيتون
والبلوط وتبغ (كرسي)
كخبز التنور في الصباح عنوان الجزيرةْ
عام ونيف
تمر لحظاتها أليمة عقيمة مريرةْ
تدس في قلوبنا
الحزن والألم والقشعريرةْ
عام ونيف
والجفاف يحيط بالضفاف
بانتظار الغيوم المطيرة
عام ونيف وأنت تجترين
صدى ضحكاتنا ورجع دبكاتنا
تترجمها مقلتاك دموعا غزيرة
سلبوا من الحجول قبقباتها
ومن الحقول سنابلها ومن الورد عبيره
عام ونيف
والبؤس يلف ببيوتنا الطينية الفقيرة
خلت من أنفاسنا وهمسنا
والقِرى المنثال من صحوننا الكثيرة
تكسّر فيها الجمال
والأمان وحب الخير
كما تهشمت في قلوبنا الكسيرة
عام ونيف
ونحن في المنافي
حروف تائهة على شفاه الحيرةْ
نبكي بلا دموع
نتألم بلا هسيس
منبوذون مهجورون يسكننا اليباس
كأرغفة بلا خميرة
صبرنا على أذى الأشباه
على الاحتقار الذي شربناه
حتى لم تبق ذخيرة
لم يكن الجوع الذي يطاردنا
والبرد الذي ينهشنا
أكثر رحمة من تلك الضباع الخطيرة
ها أنت عدتِ
وسترجعين كما كنت أميرة
لكن من يعيد إلينا
كرامتنا المهدورة
من يعيد الطمأنينة
إلى نفوسنا المقهورة
من يعيد الى الجرح
نزفه
من يعيد إلى الضرع
ما اندلق من حليب سميرة
تلك السبايا تظل وشوم عار
على جبين الانسانية محفورة
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟